كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 10 يناير 2025 01:24 مساءً - تعد الأسرة هي البيئة الاجتماعية الأولى للأطفال والتي يمكن أن تؤثر في نموهم وتطورهم ويستمر تأثيرها حتى وصولهم إلى مرحلة البلوغ وغالباً ما يتسبب تجاهل الوالدين لمشاعر أطفالهم في التأثير على الصحة العقلية والنفسية للطفل، وتُسمى هذه الحالة بالإهمال العاطفي، وعلى الجانب الآخر يجب الانتباه إلى أن تجاهل عواطف الأطفال يمكن أن يكون له تأثير كبير على صحتهم النفسية كبالغين أيضاً. إليك وفقاً لموقع raisingchildren لماذا لا يفهم الأهل مشاعر أبنائهم وكيفية فهم مشاعر الطفل بشكل أفضل.
لماذا لا يفهم الأهل مشاعر أبنائهم؟
انشغال الآباء
السبب الأكثر شيوعاً وراء التجاهل العاطفي لمشاعر الطفل هي انشغال الآباء الشديد بعملهم، حيث يركز الآباء فقط على أنشطتهم دون المشاركة بشكل مباشر في تربية الطفل.
ونتيجة لذلك، لا يستطيع الآباء تلبية احتياجات أطفالهم العاطفية مما يثير في كثير من الأحيان العواطف والصراع بين الآباء والأطفال.
تعد إحدى طرق فهم مشاعر الأطفال هي قضاء بعض الوقت مع الأطفال، لممارسة اللعب أو الدردشة أو مجرد احتضان الأطفال.
ربما تودين التعرف إلى أسباب انشغال الوالدين بالتكنولوجيا وأثره على نفسيَّة أطفالهما.
قلة التواصل
من المهم قضاء بعض الوقت مع أطفالك لبناء التواصل، فقد يساعد ذلك طفلك على الشعور بالراحة والانفتاح على والديهم لسرد القصص، حتى يتمكن الآباء من فهم مشاعر الطفل ومن ناحية أخرى، إذا كان التواصل مفقوداً، يصبح من الصعب على الوالدين فهم مشاعر طفلهم حقاً.
ارتباك الآباء
سبب آخر لعدم قدرة الآباء على فهم مشاعر أطفالهم هو أنهم لا يفهمون أنفسهم فإن فهم الآباء لأنفسهم يعد الخطوة الأولى والمهمة، حتى تتمكني من فهم مشاعر طفلك لأنه إذا لم تتمكني من فهم ما يدور بداخلك فسيكون من الصعب أن يكون لديك إحساس بمشاعر وفهم الطفل فإذا كان طفلك يشكوي، فسوف تشعرين بالارتباك ولن تعرفي كيفية دعمه نفسياً وعاطفياً.
أساليب التربية التقليدية
يطبق العديد من الآباء أساليب التربية التقليدية المتوارثة والتي ترتكز على التعامل الصارم مع الطفل، والابتعاد عن أساليبب التربية الحديثة القائمة على الحوار وتنمية إمكانات الطفل.
لذا فإن أساليب التربية المتوارثة ليست بالضرورة مناسبة للاستخدام مع طفلك في هذا العصر وسيكون من الجيد للوالدين تكييف أنماط تربية أطفالهم مع شخصيتهم ومواكبة العصر.
الإهمال العاطفي للطفل
من المؤكد أن تجارب الأطفال الذين يعانون من الإهمال العاطفي من قِبل والديهم سوف يتم تخزينها في ذاكرتهم وليس هذا فحسب، بل قد يكون لذلك تأثير أيضاً على سلوكه في المستقبل، إليكِ كيف يؤدي الإهمال العاطفي عند الأطفال على الصحة النفسية للطفل.
تدني احترام الذات
يميل بعض الأطفال إلى الشعور بالنقص وانتقاد أنفسهم وبالمقارنة مع الآخرين يمكن أن يؤثر ذلك على ثقتهم بأنفسهم واحترامهم لذاتهم.
إقامة علاقات صحية
الأطفال الذين يعانون من الإهمال العاطفي من والديهم يميلون إلى مواجهة صعوبة في إقامة علاقات صحية مع العائلة أو الأصدقاء والشعور بعدم الارتياح ويحاولون في الوقت نفسه إبعاد أنفسهم عن الأشخاص الأقرب إليهم وإيجاد صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وفهمها.
عدم الرضا
من العلامات التي تُشير إلى أن الأطفال يفتقرون إلى اهتمام الوالدين هو أنهم يميلون إلى الشعور بوجود خطأ ما فيهم طوال الوقت ونتيجة لذلك، فإنهم يواجهون أيضاً صعوبةً في التعرف إلى ما يحتاجون إليه حقاً ووضع خطط لحياتهم.
على الجانب الآخر بعض الأطفال الذين يشعرون بأن مشاعرهم يتم تجاهلها قد يتبعون بعض العادات السلبية كالتدخين والتنمر والسرقة كوسيلة لتجنب مشاعرهم المكبوتة أو التغلب عليها.
قلة التعاطف
عندما يتجاهل الآباء مشاعر أطفالهم، فقد يفتقروا أيضاً إلى التعاطف مع مشاعر الآخرين وسيؤثر هذا بالطبع على قدرة الطفل على التفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين ويؤثر على قدرتهم على التعاطف والتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين.
كما أن الآباء والأمهات الذين لا يفهمون مشاعر أطفالهم سوف يُثيرون مشاعر الغضب أو الحزن لديهم دون معرفة السبب الواضح لأنهم يواجهون صعوبة في التحكم في عواطفهم عندما يكونون غاضبين أو حزينين.
قد يهمكِ الاطلاع إلى طرق بسيطة لتنمية الشعور بالتعاطف لدى الأطفال منذ سن مبكرة
الاكتئاب والقلق
يُعتقد أن الإهمال العاطفي يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق في مرحلة البلوغ، فعادة ما تنمو مشاعر الاكتئاب والقلق عند الأطفال نتيجة تراكم عدم قدرتهم على التعبير عن المشاعر والعواطف بشكل جيد.
على الجانب الآخر الأطفال الذين لم يتعلموا كيفية إدارة عواطفهم قد يواجهون صعوبة في التعامل مع ضغوطات الحياة ومشاكلها وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على صحتهم الجسدية والعقلية.
فهم مشاعر الطفل بشكل أفضل
فيما يلي العديد من القواعد التي يمكن للوالدين القيام بها لفهم مشاعرهم بشكل أفضل وبناء تواصل جيد مع أطفالهم.
- ساعدي طفلك على فهم مشاعره سواء مشاعر الغضب أو الحزن.
- عودي طفلك على التعبير عما يجعله منزعجاً وبهذه الطريقة يمكنك بسهولة تقديم المساعدة لطفلك.
- أظهري تعاطفك مع طفلك من خلال السؤال عن المشكلة التي يواجهها والتأكد من أنك ستكونين دائماً على استعداد للمساعدة.
- ساعدي طفلك على قبول الموقف ومحاولة التخلص من الأحداث وسلوكيات الآخرين التي تجعله منزعجاً أو غاضباً.
- في النهاية تأكدي من حصول طفلك على الاهتمام الكافي وحاولي فهم مشاعره.