الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من لندن: كشف تقرير إعلامي عن وجود زوجين بريطانيين مسنين محتجزين في سجن شديد الحراسة في أفغانستان "لم يسمعا قطّ أي اتهام أو تهمة بحقهما من السلطات".
واعتقلت وزارة الداخلية التابعة لحركة طالبان الحاكمة في أفغانستان بيتر رينولدز، 79 عامًا، وزوجته باربي، 75 عامًا، في الأول من فبراير/شباط الماضي. وكانا تزوجا في كابول عام 1970، ويعيشان في أفغانستان منذ 18 عامًا.
وقال جوناثان، نجل بيتر وباربي رينولدز، لشبكة (سكاي نيوز) بأنه من الصعب فهم دوافع طالبان في احتجاز والديه، وأنه وإخوته يمرون بـ"تقلبات عاطفية شديدة وهم قلقون للغاية على سلامتهم ويطلبون المساعدة من أي مصدر ممكن."
ويدير الزوجان البريطانيان منظمة "ريبيلد"، وهي منظمة تقدم برامج تعليمية وتدريبية.
وقال السيد رينولدز إنه على الرغم من تمكنهم من التحدث إلى والديهم "عدة مرات من هاتف عمومي داخل السجن"، إلا أن الأمر كان "متقلبًا للغاية".
وأوضح أنه في نظام السجون الأفغاني، لا تُطعم النساء إلا مرة واحدة يوميًا، بينما يُقدم للرجال المزيد من الطعام. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على النساء "دفع ثمن طعامهن بأنفسهن".
الاسباب المحتملة
وتمكنت الحكومة القطرية من إيصال الأدوية والمال للزوجين - المحتجزين بشكل منفصل - وأعرب السيد رينولدز عن امتنانه البالغ لمساعدة القطريين.
وفيما يتعلق بالأسباب المحتملة للاحتجاز، قال السيد رينولدز: "أعتقد أنه أُجريت 29 مقابلة تحقيقية مع أعضاء من الطاقم - أشخاص خدموهم ودعموهم - ولم تُثبت أي تهم ذات مصداقية.
واضاف رينولدز أن والديه قاما برحلة قصيرة لنقل صديق أميركي من أصل صيني زارهم عدة مرات. وفي البداية، قالت (السلطات) إنهم لا يملكون الأوراق اللازمة لاستئجار طائرة، وهو أمر غير صحيح، وقد تم تقديمه بالكامل. وقال: لذا تم إسقاط هذا السب المحتمل.
وعندما سُئل السيد رينولدز عما إذا كان والداه ساذجين، قال: "أعتقد أن أي شخص يسافر في الستينيات أو السبعينيات من عمره ليعيش ويصبح مواطنًا أفغانيًا ربما لا يكون ساذجًا بشأن مخاطر ذلك.
وقال الابن: لو أرادا أن يعيشا حياة هادئة ومستقرة مع أحفادهما، لفعلا ذلك.
قناعة راسخة
واضاف: "إنهما يسكنهما قناعة راسخة منذ أواخر الستينيات، حين تزوجا في أفغانستان عام ١٩٧٠، بأنهما سيضحيان بحياتهما من أجل مستقبل مشرق لأفغانستان."
وأضاف الابن: أنه عندما سيطرت طالبان على السلطة، عرضت الحكومة البريطانية إخراجهما، لكنهم ردوا: "لماذا نترك هؤلاء الناس في أحلك أوقاتهم؟"
ومن جهتها، تقول سارة، ابنة رينولدز، إنها أطول فترة يقضيانها دون حديث منذ أن أصبحا "حبيبين في الستينيات". وبينما قالت سارة إن والدها قد فقد بعض الوزن، أضافت أنه يستطيع "أن يجد النور في أحلك الأماكن".
ويشار إلى أنه في نهاية فبراير، زعمت طالبان أن الاعتقالات حدثت بسبب "سوء فهم" بأن رينولدز يحمل جوازات سفر أفغانية مزورة.
وفي اليوم السابق، نقلت بي بي سي عن طالبان قولها إنها ستسعى جاهدة لإطلاق سراح الزوجين "في أقرب وقت ممكن".