الاقتصاد

قوة الدولار المفرطة تؤرق العملات والبنوك المركزية الآسيوية

شكرا لقرائتكم خبر عن قوة الدولار المفرطة تؤرق العملات والبنوك المركزية الآسيوية والان نبدء بالتفاصيل

الدمام - شريف احمد - تواجه البنوك المركزية في آسيا معضلة صعبة في عام 2025 حيث أدى الارتفاع المستمر والمفرط نسبياً في قيمة الدولار الأمريكي إلى دفع العملات الآسيوية مثل الين الياباني والوون الكوري الجنوبي واليوان الصيني والروبية الهندية إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات مقابل الدولار، وفق ما أوردت شبكة سي إن بي سي الأمريكية.

قوة الدولار تؤرق البنوك المركزية

رغم أن العملة الأرخص قد تجعل الصادرات قادرة على المنافسة من حيث المبدأ تمامًا كما هدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية، فإن البنوك المركزية في آسيا سوف تحتاج إلى تقييم تأثيرها على التضخم المستورد وتجنب الرهانات المضاربية على ضعف مستدام في عملاتها وهو ما قد يعقد عملية صنع السياسات، بحسب ما ذهب إليه محللون.
اقرأ أيضاً: لماذا يستبعد المحللون تراجع الدولار رغم خفض الفائدة المتوقع؟

ارتفاع الدولار بعد فوز ترامب

سجل الدولار الأمريكي ارتفاعًا حادًا منذ فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية لعام 2024 حيث ارتفع بنحو 5.39% منذ الانتخابات التي جرت في 5 نوفمبر في الولايات المتحدة.
وجزء السبب وراء قوة الدولار هو السياسات التي وعد بها ترامب خلال حملته الانتخابية بما في ذلك التعريفات الجمركية وخفض الضرائب والتي يرى خبراء الاقتصاد أنها عوامل تضخمية سترفع الأسعار.
وأدت مسألة إعادة تقييم توقعات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى توسيع فجوة العوائد بين السندات الأمريكية والعديد من السندات الآسيوية.

انخفاض العملات الآسيوية

أدى هذا الفارق في أسعار الفائدة إلى إضعاف جاذبية الأصول ذات العوائد المنخفضة ما أدى إلى انخفاض العملات الآسيوية الرئيسية ودفع بعض البنوك المركزية بما في ذلك بنك اليابان وبنك الاحتياطي الهندي إلى التدخل.
اقرأ أيضاً: لماذا ظل الدولار قرب أعلى مستوى خلال عامين؟ وما توقعاته في 2025؟
قال جيمس أوي استراتيجي السوق في شركة الوساطة "تايجر بروكرز":" إن الدولار الأمريكي القوي سيجعل من الصعب على البنوك المركزية الآسيوية إدارة اقتصاداتها بما سيشكله من تحديات للبنوك المركزية الآسيوية من خلال زيادة الضغوط التضخمية ورفع تكاليف الاستيراد وإجهاد احتياطياتها من النقد الأجنبي (للبنوك المركزية) إذا حاولت دعم عملاتها بتدخلاتها".
وأضاف أوي: "إذا كانت الدولة تعاني من ارتفاع معدلات التضخم وانخفاض قيمة العملة فإن خفض أسعار الفائدة لتحفيز النمو الاقتصادي قد يكون له نتائج عكسية".

ارتفاع الدولار يهدد للصين

انخفض اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 16 شهرا عند 7.3361 في السابع من يناير تحت ضغط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وقوة الدولار.
وقالت لورين تان مديرة أبحاث الأسهم الآسيوية لدى "مورنينج ستار":"إن ارتفاع قيمة الدولار من شأنه أن يحد من قدرة بنك الشعب الصيني على خفض أسعار الفائدة دون المخاطرة بزيادة تدفقات رأس المال إلى الخارج فضلاً عن مساعدة الاقتصاد المحلي على اكتساب المزيد من المرونة النقدية".

الصين تحاول الخروج من الأزمة

وأضافت تان :"مع ذلك، فإن جانب الإنفاق المالي هو الذي يحتاج إلى الانتعاش لدعم النمو في الصين”.
وقد أيد هذا الرأي كين بينج رئيس استراتيجية الاستثمار لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في "سيتي ويلث" والذي قال :"إن الحكومة الصينية ينبغي لها أن تصدر المزيد من السندات الطويلة الأجل لتمويل التحفيز الاقتصادي بدلاً من خفض أسعار الفائدة فالصين".

تأثير قوة الدولار وضعف اليوان على آسيا

قالت مؤسسة "سيتي ويلث" في تقرير توقعاتها لعام 2025 :"إن الانخفاض الحاد في قيمة العملة الصينية قد يضر بالاقتصادات التي تتنافس بشكل مباشر مع الصين أو تصدر إليها مثل كوريا الجنوبية وتايوان وغيرها من الاقتصادات في جنوب شرق آسيا".

دعم الين الياباني

أنفق بنك اليابان أكثر من 15.32 تريليون ين (97.06 مليار دولار) لدعم العملة على مدار عام 2024 بعد أن انخفض الين إلى أدنى مستوياته في عقود عديدة في يوليو حيث بلغ مستوى منخفضًا عند 161.96 ين أمام الدولار.
وقالت تان من مورنينج ستار إن قوة الدولار تزيد الضغوط على بنك اليابان لرفع أسعار الفائدة من أجل دعم الين وتخفيف مخاطر التضخم.

تدخل كوريا الجنوبية لدعم الوون

وفي كوريا الجنوبية، تدخل البنك المركزي مؤخراً لدعم الوون وفقاً لتقرير نشرته وكالة يونهاب في السادس من يناير، ورغم عدم الكشف عن المبلغ المحدد، إلا أنه كان كافياً لخفض احتياطيات البلاد من النقد الأجنبي إلى أدنى مستوياتها في خمس سنوات.
وانخفضت قيمة الوون بشكل مطرد مقابل الدولار منذ فوز ترامب حيث وصلت إلى حوالي 1476 وون مقابل الدولار الأمريكي في ديسمبر وهو أضعف مستوى لها منذ عام 2009.

تراجع الروبية الهندية

وفي الهند، انخفض الروبية إلى أدنى مستوى على الإطلاق عند 85.86 في الثامن من يناير بسبب الضغوط الناجمة عن قوة الدولار وعمليات البيع من جانب المستثمرين الأجانب في محافظ الاستثمار في أكتوبر ونوفمبر.
Advertisements

قد تقرأ أيضا