فى آخر تصريح له، قال نائب رئيس الهيئة الإعلامية لجماعة أنصار الله الحوثية باليمن، أمس الأول الثلاثاء، إن عملياتهم مستمرة حتى يتوقف العدوان على غزة، وأكدّ أن صواريخهم وصلت إلى سماء فلسطين المحتلة دون اعتراض، وأنه لن يتحقق الأمن لعمق العدو وجبهته الداخلية ما لم تأمن غزة. من الملاحظات الكثيرة على هذا الكلام أنه لا يختلف عن أول تصريح له. وبغض النظر عن وصول صواريخهم إلى أهدافها دون اعتراض، وعن إمكان فرضهم ضغطا على إسرائيل يجبرها على الانصياع لأهدافهم، وعن تقديرهم لقدرتهم على تأمين غزة، فإنه، ومنذ بدأت عملياتهم تحت هذه الشعارات، فإنهم لم يتطرقوا قط إلى الأضرار المادية المباشرة التى تسببوا فيها للتجارة العالمية، حتى على أطراف بعيدة عن الصراع أبدت انحيازاً للحق الفلسطينى وتعاطفاً مع المدنيين فى غزة وأدانت إسرائيل بقوة، منذ تكشفت جرائمها للعالم.

كما لم يصدر من الحوثيين أى تعليق حتى الآن، يُظهِر أنهم يتفهمون الأضرار التى يلحقونها بمصر تحديداً، التى هى من أهم الأطراف، حالياً وتاريخياً، فى دعم الفلسطينيين بجميع السبل. وقد أعلن الرئيس السيسى قبل أيام أن قناة السويس خسرت العام الماضى نحو 7 مليارات دولار، بسبب ما يحدث فى البحر الأحمر وتأثيره على عرقلة مرور السفن فى القناة! وفهم الجميع من كلام الرئيس أنه يشير إلى العمليات العسكرية التى يقوم بها الحوثيون ضد السفن التجارية، مع زعمهم بأن العمليات موجهة ضد السفن الذاهبة إلى إسرائيل، مما جعل السفن تلجأ إلى رأس الرجاء الصالح، فتزيد من زمن الرحلة، فترتفع تكلفة التجارة المنقولة، مما تسبب فى ارتفاع الأسعار عالمياً، أى معاناة أطراف أخرى عبر الكوكب! فهل كان هذا من أهداف الحوثيين؟ وهل كان من أهدافهم كذلك عرقلة مشروع الصين التاريخى، الحزام والطريق، الذى خُطِّط له بأن يكون مسار البحر الأحمر وقناة السويس من أهم مراحله؟

هل يدرس الحوثيون بجدية الآثار المترتبة على عملياتهم؟ وهل يراجعون النتائج التى لم يحسبوها وتبين أنها تضر أطرافاً غير مُستَهْدَفة؟ وهل يفكرون فى منطق تساهل دول عظمى داعمة لإسرائيل معهم؟

أحمد عبدالتواب – بوابة الأهرام

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.