في حديث أثار الاهتمام، أكد الناقد الثقافي الكبير الدكتور عبدالله الغذامي أن المجتمع السعودي اليوم يعيش حالة طبيعية، بعدما تخلص من القيود الاجتماعية المصطنعة التي كانت تكبل علاقاته الإنسانية.

وقال خلال استضافته في فعالية “قهوة دفعة 89”، مساء أمس الأربعاء: “من يصدق أن البنات والأولاد يجلسون معًا بشكل طبيعي، ولا يحدث شيء؟ لأننا أصلًا طبيعيون، وما كان يحدث في الماضي هو غير الطبيعي!”

جاءت تصريحات الغذامي ضمن أمسية ثقافية  بعنوان “ماذا عن التعددية الثقافية وما بعد الحداثة”، وأدارها الكاتب الصحفي محمد العبدالوهاب، حيث عرج "الغذامي" على أبرز التحولات الفكرية والثقافية التي شهدها المجتمع السعودي، مشيدًا بالدور الذي لعبته رؤية السعودية 2030 في إعادة المجتمع إلى طبيعته، مؤكدًا: “ما كنا نعيشه في السابق كان كبتًا غير طبيعي، والآن، بفضل سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، انزاح هذا الغطاء الكاتم، وعاد المجتمع إلى حيويته الفطرية.”

أشاد "الغذامي" بفكرة الفعاليات الثقافية في المقاهي، ووصفها بأنها “خطوة رائدة جدًا” تعيد الأذهان إلى النشاط الأدبي الذي كان مزدهرًا في الثمانينيات، قائلًا:

“أجواء المقاهي الأدبية اليوم تشبه روح الأندية الأدبية في الثمانينيات، حيث كان النقاش يتم بروح أخوية وتنافس شريف وراقٍ، والحمد لله أن هذه الحيوية عادت الآن.”

وأضاف: “لا أعلم الآن من صاحب عودة فكرة المقاهي الثقافية، لكنه يستحق الشكر، سواء كان رجلًا أو امرأة، فهذه المشاريع تُعيد للمجتمع روحه.”

في حديثه عن الحداثة، ما بعد الحداثة، والتعددية الثقافية، أوضح الغذامي أن هذه المصطلحات ليست ثابتة، وأن محاولة الوصول إلى تعريف نهائي لها أمر عبثي. وقال:

“لو سألنا ألف حداثي عن تعريف الحداثة، سنحصل على ألف تعريف مختلف. الحداثة هي نشاط ذهني وحالة من الوعي، وليست مفهومًا جامدًا يمكن حصره في جملة واحدة.”

وختم الغذامي حديثه بتأكيده على أهمية استمرار النقاش الثقافي المفتوح في المجتمع، مشددًا على أن الوعي والحداثة الحقيقية تبدأ من القدرة على التساؤل والتفاعل مع التحولات الفكرية دون خوف من الأحكام المسبقة.

ووجه "الغذامي" الشكر إلى القيادة الرشيدة، قائلًا: “نشكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي فتح لنا المجال لنكون على طبيعتنا، بلا كبت أو تصنع. هذا هو الوضع الطبيعي الذي نعيشه اليوم، وكل ما كان قبل ذلك هو ما كان غير طبيعي.”