كتبت: ياسمين عمرو في السبت 29 مارس 2025 02:49 مساءً - تعرض الأطفال للتحرش هو موضوع حساس ومقلق يثير العديد من التساؤلات حول كيفية التعرف على هذه التجارب دون وجود دليل مباشر. وربما تكون هذه القضية عادت إلى الواجهة بعد نجاح مسلسل “لام شمسية” الذي عرض خلال شهر رمضان، في طرح القضية وإثارة قلق الأسرة على أطفالهم.
التقت “الخليج 365” مع الدكتور هشام رامي، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس والأمين العام للجمعية المصرية للطب النفسي، و الذي أوضح أن التغيرات السلوكية أو النفسية قد تكون دليلاً على تعرض الطفل للتحرش، حتى وإن لم ينطق الطفل بذلك.
فكيف يمكن للأهل التمييز بين سلوك طبيعي ناتج عن النمو وسلوك مقلق يستدعي التدخل؟ وما هي الخطوات الأولى التي ينبغي اتخاذها عند الشك؟
حوار: إيمان محمد
أبرز التغيرات السلوكية عند تعرض الطفل لتحرش جنسي
أغلب الأطفال ربما لا يشعرون بالراحة عند الحديث عن تعرضهم لأي أذى بدني، لا سيما إذا كان تحرشًا جنسيًا، لذلك من المهم أن ينتبه الأهل للتغيرات التي قد تطرأ على الطفل حتى دون أن ينطق بكلمة.

أشار الدكتور هشام رامي إلى عدة تغيرات سلوكية قد تطرأ على الطفل وتشير إلى تعرضه لتحرش. من بين هذه التغيرات:
تغير في عدد ساعات النوم
حيث قد تزداد أو تقل بشكل ملحوظ، وهنا يجب الانتباه إلى أن الأمر لا يتعلق بحالة صحية أو مجهود يبذله الطفل.
تغير في الشهية للطعام
أيضًا العادات الغذائية للطفل قد تكون مؤشر لتعرض الطفل لتحرش جنسي، فإما تزداد شهيته بشكل غير معتاد أو تقل بشكل ملحوظ.
الانعزالية
هناك أطفال لا يفضلون الاختلاط، لكن إذا تغير سلوك الطفل وبعد أن كان يشارك في الأنشطة العائلية، بات يفضل الجلوس بمفرده لفترات طويلة، فهذا مؤشر خطر.
الانفعالية غير المبررة
كذلك، يمكن ملاحظة بعض التغيرات الانفعالية غير المبررة، مثل زيادة حدة الانفعالات، البكاء المفاجئ، أو الشعور بالحزن دون أسباب واضحة.
هذه التصرفات قد تشير إلى معاناة الطفل من مشكلة تحتاج إلى تدخل الأهل.
كيف يميز الأهل بين السلوك الطبيعي والسلوك المقلق؟
يشير الدكتور هشام رامي إلى أن الأطفال بطبيعتهم يمرون بتغيرات سلوكية نتيجة النمو والتطور، مثل التفاعل مع أقرانهم بشكل أكبر أو الاهتمام بأنشطة جديدة. إلا أن السلوك المقلق يكون مفاجئاً وغير متسق مع مراحل النمو المعتادة.
من أبرز هذه الفروقات، أن السلوك الناتج عن صدمة أو حادثة تحرش غالباً ما يتسم بانخفاض واضح في النشاط، أو الانطواء المفاجئ بعد فترة من الانفتاح الاجتماعي.
ويشدد الدكتور هشام على أن مراقبة سلوك الطفل بشكل متوازن ودون مبالغة يساعد في التمييز بين التغير الطبيعي والتغير المقلق. من المهم أن يكون لدى الأهل وعي بمراحل تطور الطفل وأن يتابعوا أي تغير مفاجئ يحدث دون مبرر.
أهمية العلاقة النفسية بين الطفل ووالديه
العلاقة النفسية الجيدة بين الطفل ووالديه تلعب دوراً حيوياً في الكشف عن مثل هذه المشكلات. هذا، ينصح الدكتور هشام الأهل بإنشاء بيئة تواصل آمنة ومستقرة تتيح للطفل التعبير عن مشاعره بحرية. يمكن أن تساعد الأنشطة المشتركة مثل اللعب والرسم في بناء هذه العلاقة بشكل غير مباشر، مما يسهل على الطفل التحدث في حال تعرضه لأي مشكلة.

كيف يتعامل الأهل عند الشك في تعرض الطفل لتحرش جنسي؟
في حالة الشك بتعرض الطفل لتحرش دون دليل مباشر، يوصي الدكتور هشام بالتالي:
تجنب المواجهة المباشرة
من الأفضل في حالة حالة الشك بتعرض الطفل لتحرش، يوصي الدكتور هشام بأن يتجنب الأهل مواجهة الطفل بشكل مباشر. بدلاً من ذلك، يجب على الأهل خلق مناخ من الطمأنينة والأمان يعزز من قدرة الطفل على التعبير عن مشاعره. استخدام الأساليب اللطيفة والحديث بهدوء ودون اتهام قد يساهم في كسر حاجز الصمت.
تجنب إظهار مشاعر الذعر
يشدد الدكتور هشام على ضرورة عدم إظهار مشاعر الذعر أو الغضب أمام الطفل، لأن ذلك قد يدفعه للانطواء أكثر. الأهم هو توفير الدعم النفسي والتأكيد للطفل على أن الحديث عن مشاعره أمر طبيعي.
المراقبة بحذر
إن اكتشاف تعرض الطفل لتحرش دون وجود دليل ملموس يمثل تحدياً كبيراً للأهل. لكن التركيز على مراقبة التغيرات السلوكية والتواصل المستمر مع الطفل يمكن أن يسهم في فهم حالته بشكل أفضل.
يوصي الخبراء بعدم القفز إلى استنتاجات دون وجود أدلة واضحة، مع أهمية استشارة متخصصين إذا استمرت التغيرات. يبقى الدور الأهم للأهل هو خلق بيئة داعمة تمنح الطفل شعوراً بالأمان والثقة للتعبير عما يشعر به.
اقرأي أيضًا 8 خطوات فعالة تُخلص المراهق من الخجل وتكوين شخصية واثقة