في لقاء خاص مع الدكتورة فاطمة الشناوي استشارية طب النفس ومحاضرة التنمية البشرية نتعرف على سبل التغلب على خجل المراهق، والممارسات العملية للتحول إلى حالة من الثقة بالنفس، والتفاعل بثقة وفعالية مع العالم من حوله .
الخليج 365 الأم

كما أن الخجل يوقف قدرة المراهق على التواصل بفعالية مع أقرانه بنفس عمره، أو الانضمام إلى الأنشطة، أو مقابلة أشخاص، خجل المراهق يمنعه من القيام بأشياء يود القيام بها.
كيف تتغلبين على خجلك؟ الإجابة داخل التقرير
مظاهر خجل المراهق

تحدق المراهقة في الأرض عندما يتحدث الآخرون معها، كما قد تجد صعوبة في النظر إلى عين محدثها؛ لأنها خجولة جداً، ولا تستطيع تفسير السبب.
وتقلق من التعبير عن رأيها أو طرح مشاعرها، ما يجعل الآخرين يحكمون عليها بقسوة، ولهذا تجد صعوبة في التحدث أو الاتصال بالعين مع الآخرين.
ضرورة التعرف على أسباب الخجل

تعد أول خطوة للتخلص من الخجل، وأن يدرك الآباء أن الخجل ليس مجرد شعور بالحياء أو الانسحاب الاجتماعي، بل هو مجموعة من المشاعر السلبية ترتبط بعدم ثقة المراهق بنفسه والخوف من تقييم الآخرين له.
تجارب سابقة مؤلمة: مثل تعرض المراهق أو المراهقة للسخرية أو الانتقاد من الأصدقاء أو المعلمين في الماضي.
الشعور بالاختلاف: عندما يشعر المراهق بأنه مختلف عن أقرانه في المظهر أو الشخصية، مما قد يعزز الخجل.
الضغط الاجتماعي: خاصة في عالم وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث يُقارن المراهقون أنفسهم بالآخرين، ولو فهم المراهق هذه الأسباب، يمكنه أن يبدأ في التعامل مع مشاعره بشكل أفضل، وتحديد السبب الجذري الذي يسبب له الخجل ومحاولة معالجتها.
التدرج في مواجهة المواقف الاجتماعية:
التحدث مع شخص واحد: من المفيد للمراهق أن يبدأ بمحادثة قصيرة؛ باختيار صديق مقرب أو فرد من العائلة.
المشاركة في الأنشطة الجماعية الصغيرة: الانضمام إلى نادٍ ما يتيح له التفاعل مع الآخرين بشكل غير مباشر، يمكن أن تكون الأنشطة مثل اللعب في فريق رياضي أو المشاركة في ورش العمل التي تهمه، ما يكسب المراهق ثقة أكبر في نفسه ومع الوقت يتلاشي الخجل تدريجيًا.
كيف تُبنى الثقة بين الأهل والمراهقين؟ الخطوات داخل التقرير
تحسين لغة الجسد:
حيث يظهر المراهق إيماءات غير واثقة، مثل تجنب نظر العينين أو التحدث بصوت منخفض أو انكماش الجسم، ما يزيد من مشاعر الخجل.
ومن طرق تحسين لغة الجسد:
التمرين على الوقوف أو الجلوس باستقامة: من خلال الحفاظ على وضع جسم مستقيم، ما يشعر المراهق بالثقة.
التواصل البصري: بمعنى الحفاظ على الاتصال البصري مع الآخرين ما يعكس الثقة ويقلل من مشاعر الخجل.
التحدث بصوت واضح: تعزيز الصوت وضبط نغمته، يمكن أن يساعد المراهق في أن يكون أكثر حضورًا وجذبًا للانتباه.
تطوير مهارات التواصل:
إذ غالبًا ما يتسبب الخجل في تجنب المراهقين التفاعل مع الآخرين؛ خوفًا من عدم معرفة كيفية بدء المحادثة أو استمرارها، ولكن مع بعض التدريب على مهارات التواصل، يمكن للمراهق التغلب على هذه المخاوف
التدريب على المحادثات: المراهق يمكنه التدريب على كيفية بدء محادثة مع شخص آخر، مثل طرح أسئلة بسيطة أو إبداء تعليقات إيجابية.
- الاستماع الجيد: أن يكون المراهق مستمعًا جيدًا يمكن أن يعزز تفاعله الاجتماعي، كما يمكن للمراهق أن يشعر بالارتياح إذا كان يركز على الاستماع بدلاً من القلق بشأن ما سيقوله.
- الابتسامة والتفاعل الإيجابي: الابتسام يعد وسيلة رائعة لفتح أبواب التواصل مع الآخرين، يمكن أن يشعر المراهق بالثقة إذا رأى ردود فعل إيجابية من الأشخاص حوله.
مواجهة الأفكار السلبية
أحيانا يكون الخجل ناتجًا عن أفكار سلبية برأس المراهق عن نفسه، فقد يعتقد أنه غير جذاب أو أنه لا يملك مهارات كافية للتفاعل مع الآخرين، لكن هذه الأفكار يمكن أن تكون غير صحيحة في كثير من الأحيان، لهذا فالمراهق بحاجة إلى تعلم كيفية مواجهة هذه الأفكار وتغييرها، ويتم ذلك:
ممارسة التفكير الإيجابي:
عندما يواجه المراهق أفكارًا سلبية، يجب أن يتعلم كيفية تحويلها إلى أفكار إيجابية؛ فإذا كان يفكر "لا أحد يريد التحدث إليّ"، بـ "أنا شخص يستحق أن يتحدث معه الآخرون".
التركيز على النجاحات الصغيرة:
عندما يحقق المراهق تقدمًا في التغلب على خجله، يجب أن يحتفل بهذه النجاحات، قد يكون ذلك من خلال التحدث مع شخص غريب أو المشاركة في نشاط اجتماعي.
الدعم الاجتماعي:
تعتبر الأسرة والأصدقاء من أهم عوامل النجاح في التغلب على الخجل، ودعم الأشخاص المقربين يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
كما يمكن للمراهق أن يطلب من أصدقائه أو أفراد أسرته مساعدته في التفاعل مع الآخرين، ويتم ذلك بتقديم التشجيع والملاحظات الإيجابية.
ويمكن للانضمام إلى مجموعات دعم أو أندية اجتماعية أن يكون له تأثير كبير، في كثير من الأحيان، يخفف التفاعل مع الأشخاص الذين يمرون بنفس التحديات من مشاعر الخجل.
تعزيز الثقة بالنفس من خلال الاهتمامات الشخصية

من الطرق الفعّالة التي يمكن أن تساعد المراهق على التخلص من الخجل هي تعزيز الثقة بالنفس من خلال الاهتمامات الشخصية؛ عندما يخصص المراهق وقتًا لأنشطة يحبها وتطور مهاراته في مجالات معينة، فإنه سيشعر بالفخر بإنجازاته، مما يعزز ثقته في نفسه.
الأنشطة الرياضية:
الانخراط في الرياضة يمكن أن يساعد المراهق على بناء لياقته البدنية وزيادة ثقته في مظهره، كما أن الرياضة تعلم العمل الجماعي وتعزز التفاعل الاجتماعي.
المهارات الفنية أو المهنية: يمكن للمراهق تعلم مهارات جديدة مثل العزف على آلة موسيقية أو تعلم مهارات الكمبيوتر، هذه المهارات يمكن أن تساعده في الشعور بالتفرد والثقة.
استشارة مختص
في بعض الحالات، قد يكون الخجل حالة معقدة تتطلب مساعدة مختص، هذا إذا كان المراهق يشعر أن الخجل يعيق حياته بشكل كبير ويؤثر على علاقاته أو دراسته، فقد يكون من المفيد التحدث مع مستشار نفسي أو مختص في الصحة النفسية، هؤلاء المهنيون يمكنهم تقديم استراتيجيات نفسية ومساعدة المراهق في التعامل مع مشاعر الخجل بشكل أفضل.
*ملاحظة من"الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
