الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من القاهرة: في مشهد لم يعد يحدث كثيراً في عالم هاجسه الأول هو الأمن، رافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضيفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة إلى منطقة ومسجد الحسين في القاهرة الإسلامية، وقد شوهدا وهما يسيران وسط الجماهير التي هتفت لهما، في إشارة رمزية مصرية على قوة الأمن الداخلي.
كما حرصت مصر على استقبال ماكرون بطائرات الرافال الفرنسية، في إشارة لقوة العلاقات، وعمق التعاون بين البلدين، فضلاً عن أنه وفقاً لمصادر مصرية فرصة مواتية لاستعراض القوة العسكرية المصرية، خاصة أن الرافال تعد من أفضل المقاتلات الحربية في العالم، ومصر هي أول دولة في العالم توافق فرنسا على بيعها الرافال، وتملك مصر منها 54 طائرة دفعت مقابلها ما يقرب من 4 مليارات دولار.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية لبحث قضايا الاستقرار في المنطقة بما في ذلك الوضع في غزة وسوريا ولبنان إلى جانب تعزيز الشراكة الاقتصادية والعسكرية بين فرنسا ومصر.
ورافقت الطائرة الرئاسية الفرنسية مقاتلات "رافال" تابعة للقوات الجوية المصرية عند دخولها الأجواء المصرية، في استعراض رمزي للتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
توترات إقليمية
وتأتي هذه الزيارة في ظل توترات إقليمية متصاعدة، حيث من المتوقع أن يناقش الزعيمان قضايا الاستقرار في الشرق الأوسط، بما في ذلك الوضع في غزة ولبنان وسوريا، إلى جانب تعزيز الشراكة الاقتصادية والعسكرية.
وكتب ماكرون عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" باللغة الفرنسية: "وصلت إلى مصر برفقة رفاق فخورين في الطيران: مقاتلات رافال مصرية رمز قوي لتعاوننا الاستراتيجي" مرفقاً صورة للمقاتلات التي ترافق طائرته.
ويعكس تصريح الرئيس الفرنسي العلاقات العسكرية الوثيقة بين باريس والقاهرة، التي تعززت منذ توقيع مصر عقداً في 2015 لشراء 24 طائرة رافال من شركة "داسو" الفرنسية تلاها شراء 30 طائرة إضافية في 2021 بقيمة 3.75 مليار يورو.
وتشمل أجندة ماكرون التي تمتد لثلاثة أيام عقد قمة مصرية فرنسية ومباحثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعقد قمة ثلاثية مصرية فرنسية أدرنية بحضور العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ولقاءات مع كبار المسؤولين المصريين، وزيارة مواقع أثرية مثل معابد أبو سمبل، بالإضافة إلى توقيع اتفاقيات اقتصادية في مجالات النقل والطاقة المتجددة والصحة.
كما سيلتقي ماكرون بممثلي الجالية الفرنسية ورجال الأعمال المصريين، وسيبحث مع السيسي سبل دفع مفاوضات السلام في المنطقة.
وتُعد طائرة "رافال" متعددة المهام التي استقبلت بها مصر ماكرون لدى دخوله الأجواء المصرية التي تنتجها شركة "داسو أفياسيون" الفرنسية من أبرز مقاتلات الجيل الرابع والنصف وتتميز بقدرتها على تنفيذ مهام قتالية متنوعة، من الاشتباك الجوي إلى القصف الأرضي والاستطلاع.
وكانت مصر أول دولة خارج فرنسا تشتري هذه الطائرات في عام 2015 ومنذ ذلك الحين استخدمت القوات الجوية المصرية هذه المقاتلات في عمليات عسكرية بما في ذلك ضربات ضد أهداف إرهابية في ليبيا وسيناء، مما عزز مكانتها كأداة رئيسية في ترسانتها العسكرية.