نهاية الشهر الماضي، وتحديدا 31 أغسطس، كتب كريم محمد، منشورا عبر صفحته على "فيس بوك"، يطلب المساعدة بعد اختفاء شقيقته، "يا جماعة دي أختي راندا محمد صلاح الدين، عندها 32 سنة، مختفية من يوم 28/8، آخر مرة كانت خارجة من شغلها الساعة 12 الضهر من كلية الطب في إسكندرية، ومروحة على البيت".
وحصد منشور كريم مئات التعليقات، التي أظهرت اختفاء سيدة أخرى تعمل بالمستشفى ذاتها، "الميري"، أثناء خروجها، وأمام الحدث لم يقف مستخدمو "فيس بوك"عاجزين أمام الحدث، فدشنوا صفحات عدة بحثا عن الفتاتين، إحداها "حملة ندا لرجوع راندا محمد صلاح الدين"، التي نفى كريم صلته بتأسيسها.
راندا محمد صلاح الدين "المختفية"، التي تعمل سكرتيرة مكتب رئيس هيئة التمريض لجراحة الشرج والقولون، حصلت على إذن بالخروج في 12 ظهرا من اليوم، حسب تصريحات شقيقها، موضحا: "الموبايل اتقفل 12 وربع، بعد ما بصمت للخروج، واكتشفت تالت يوم، واحدة بنفس المواصفات مختفية".
وتضيف آمال عبدالمنعم محمد، والدتها التي كانت تعمل بهيئة الحسابات بالمسشفى لـ"هن": "اتصلت بيها لما اتأخرت على الساعة 3 العصر، ولقيت تليفونها مقفول، وقولت احتمال عيب في الشبكة"، ثم اتصلت والدتها برئيسها بالمكتب، فأبلغها بالخروج ضهرا: "عرفت من جهاز التتبع وقت قفل تليفونها في 12 وربع ضهرا".
حررت والدتها، المتقاعدة على المعاش، محضرا بقسم منتزة ثانٍ، مساء اليوم ذاته، حمل رقم 10057، مشيرة إلى عدم معرفتها بما تردد بشأن وجود نفايات بالمبنى التعليمي تحوي جثتين: "أنا مش عارفة ومحتارة، والموضوع في إيد النيابة، ومستنية الفرج".
وتوجه حديثها للدكتور طارق خليفة، مدير المستشفى: "أنا ماعرفش بنتي كانت داخل المستشفى أم خارجها وقت الاختفاء، وهو بيقولنا أنتم بتشّهروا بالمستشفى، وأنا مقولتش حاجة عن المستشفى، وأخوها كتب يا جماعة اللي يعرف معلومة يساعدنا على الرقم الفلاني".
وتشير إلى أن مدير المستشفى رفض مقابلة المحامي هاني العسوي، المنوب عنها، مخصصا والدتها باللقاء: "أنا مش قادرة أتكلم، ولا أتعامل مع حد، ولا أروح".
وتؤكد أن زميلتها مي عبدالسلام مختفية بعد زيارتها الأخيرة إلى المسشفى: "اتقالي كلام كتير لما روحت، وأنا عارفة بنتي كويس جدا، وأنا تايهة، ولحد الآن لم يصلوا لمكانها".
من جهته، قال المقدم خيري نصار، رئيس مباحث قسم منتزة ثان، بالإسكندرية: "إحنا شغالين كويس، ويجب على الأهل البحث عن معارفها وعلاقاتها".
في اليوم الخامس من الشهر الماضي، اتصلت مي عبدالسلام، 29عاما، بوالدتها، لتبلغها بإذنها للخروج من المستشفى، مبكرا من اليوم: "الساعة واحدة ظهرا، زميلتها اتصلت بيها وتليفونها كان مقفول".
وتقول نرجس علي، والدتها: "عرفت باختفائها الساعة 2 في نفس اليوم"، وحررت محضرا بقسم الرمل أول، يحمل رقم 59822017، بغياب ابنتها التي تعمل بإدارة التفتيش بالمستفى: "لغاية دلوقتي ماوصلوش لتليفونها".
وتوضح: "الخبر بوجود نفايات مجاورة بالمستشفى ووجود بها جثتين، إشاعة، ولو الكلام صحيح كانت المستشفى اتقلبت".
من جانبه، يقول الدكتور طارق خليفة، مدير مستشفى الميري الجامعي، بالإسكندرية: "الموضوع بالنيابة، وقيد التحقيقات، وأنا لم أتحدث عنه تبعا لتعليمات إدارة الجامعة، ويكفي الإشاعات الموجودة على فيس بوك".
ووصف ما تناقله مستخدمو "فيس بوك" بشأن الواقعة بـ"الإشاعات فوق الوصف"، متابعا: "أنا لم أجلس مع أحد من الأقارب نهائي، دول بناتنا وأمهاتهم كانوا من العاملات بالمستشفى".
وعن غياب تفسير اختفاء "راندا" و"مي"، يقول: "عدد العاملين في المجمع الطبي بأكمله يزيد على الآلاف، ورئيس مجلس الإدارة وعميد الكلية هو السلطة المختصة بمثل هذا الموضوع"، وبشأن الأقاويل التي انتشرت، يؤكد: "كل مسؤول عن كلامه".