القاهرة - سمر حسين - صحة
الحديث عن الذكاء الاصطناعي أصبح الشغل الشاغل للعالم، فلم يعد إحلال تقنياته وأداوته محل البشر في الوظائف، بل كيفية تطويعها حتى تصبح أداة مساعدة للإنسان على المستويات كافة، لا سيما التشخيص الطبي.
أحدث الأبحاث بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي
سلطت كلية الطب بجامعة هارفارد، الضوء على أحدث الأبحاث بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، وبحسب الأبحاث المقدمة، فإنه يمكن لأدواته مثل تقنية الكاتب الطبي مراجعة زيارات الزيارة اليومية وتخزينها في السجل الطبي للمريض، حتى تتطرق إلى التفاصيل والرؤى الرئيسية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى تحسين وتحرير النصوص للتركيز بشكل أكبر على الوقت الذي يقضونه وجهاً لوجه مع مرضاهم.
ويمكن للأطباء أيضًا استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لرسائل المرضى، لتحديد التاريخ السابق وتلخيصه للأبحاث الطبية، ما يتيح نتائج أفضل لطبيعة مرض كل شخص على وجه التحديد، إذ يمكن أن يساعد في تخفيف الإرهاق لدى المريض مع تحسين تجربة الكشف والعلاج.
ويساعد الذكاء الاصطناعي أيضا في تفسير نتائج التصوير بشكل أفضل، على سبيل المثال، في أمراض الجهاز الهضمي، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد المشكلة بشكل أفضل من نتائج تنظير القولون، عن طريق التعرف على الصور والكشف عن الهواتف وتحديدها في ملفات التصوير.
ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتفسير نتائج التخطيط الكهربائي للقلب والتصوير المقطعي وتحديد المشكلة، في حين أن هذا لا يحل محل الحاجة إلى الالتزام في علم الأمراض أو علم الأنسجة أو الأشعة، لكنه يمكن أن يساعد الخبراء على إدارة وقتهم بشكل أفضل.
ويسهم الذكاء الاصطناعي، في تنقيح النتائج الطبيعية، وتلك التي تحتاج إلى مراجعة أكثر تميزًا من قبل الخبراء، ويمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا المساعدة في التركيز على أفضل 4 أو 5 تشخيصات، بالإضافة إلى دمجها، وهذا يعني أن المرضى يمكنهم الحصول على نتائجهم في وقت أقرب، ويمكن للأطباء قضاء المزيد من الوقت في الاهتمام برعاية المرضى.
كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تحسين الأداء الصحي، ومن الأمثلة على ذلك استخدام برامج الذكاء الاصطناعي لمراجعة كمية كبيرة من البيانات بسرعة.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أيضًا تحديد الأشخاص الذين لديهم احتمالية أعلى لإدمان المواد الأفيونية بعد الجراحة، لمراقبتهم عن التقليدية وفطامهم عن الأدوية في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام المناطق التي من خلالها يتم تسجيل أخطاء الأدوية في النظام الصحي حتى يتمكن من تنفيذ خطط السلامة المؤلمة.
وأوضحت الدراسة، أن هذه الأمثلة ليست سوى عدد قليل من الطرق التي يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة فيها.
أحدث الأبحاث بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي
وضمن أحدث الأبحاث بشأن استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، البحث الذي أجراه ديلجادو إيكرت، الأستاذ المساعد بقسم الهندسة الطبية الحيوية فى جامعة بازل، وقائد مجموعة بحثية بمستشفى الأطفال الجامعى في سويسرا، والذي تطرق خلال البحث لتصميم وابتكار شبكات عصبية اصطناعية تكشف أمراض الرئة للأطفال المبتسرين، بشكل خاص الذين يولدون قبل اكتمال نموهم الطبيعي، من خلال تحليل أنماط تنفسهم أثناء نومهم، والتنبؤ بالأطفال الأكثر عرضة للإصابة بأمراض فى الرئة نظرا لطول فترة وجودهم على أجهزة التنفس الصناعي.
وعُرضت الدراسة خلال مؤتمر الجمعية الأوروبية للجهاز التنفسى بالعاصمة النمساوية فيينا، لتسليط الضوء على أهمية الاعتماد على التكنولوجيا فى التنبؤ بالأطفال الأكثر عرضة للإصابة بمرض «خلل التنسج القصبى الرئوي» أحد الأمراض الرئوية المزمنة.
استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي في مصر
ولم تغفل مصر استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي، وهو ما أكده مؤخرا الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية والمشرف العام على مشروع التأمين الصحي الشامل، عقب لقاء مع بعض للشركات في مجالات الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية، كاشفاً خلال اللقاء ضرورة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، ما يمنح دقة في التشخيص، بالإضافة إلى تطوير المستشفيات الافتراضية وأنظمة الأرشفة الإلكترونية للأشعة لتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية وتحقيق كفاءة أعلى في تقديمها.
وأوضح السبكي حينها، أن الذكاء الاصطناعي وتعزيز الصحة الرقمية من أولويات الهيئة العامة للرعاية الصحية في المرحلة المقبلة، خاصة أن الهيئة تسعى لتبني أحدث التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الرعاية الصحية لتحسين الخدمة وجودتها، وتعزيز الاستفادة من البيانات الضخمة لتوفير رعاية طبية مبتكرة وفعّالة، فضلا عن تطبيق أحدث تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مجال التشخيص عن بُعد، خاصة فيما يتعلق بالأورام السرطانية، مثل سرطانات الرئة والثدي والبروستاتا والغدة الدرقية.