الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | البطاطا الحلوة اليابانية تغزو الأسواق الدولية.. ما الذي يجعلها مميزة؟

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

تواصل البطاطا الحلوة انتشارها بشكل ملحوظ في اليابان، حيث شهدت تحسنًا كبيرًا في أصنافها وزيادة في تنوعها. فقد ظهرت أنواع جديدة تمتاز بمذاق ”ساخن“ و”لزج“ وحلاوة قوية، ما جعلها أكثر جذبًا للشعب الياباني. كانت البطاطا الحلوة المشوية، التي كانت تقليديًا من الأطعمة الشهيرة في الخريف، قد تحولت لتصبح حلوى باردة مثالية للصيف، وأصبحت الآن تتمتع بشعبية واسعة طوال العام. لقد تخطت هذه الشعبية حدود اليابان، لتصبح البطاطا الحلوة من المنتجات المميزة التي تشتهر بها البلاد في الخارج أيضًا، مما يعكس تزايد مكانتها كأحد المكونات الأساسية في المطبخ الياباني.

أفضل خيار في الفعاليات المختلفة

مع اقتراب موسم حصاد الخريف، تقام فعاليات تكون فيها البطاطا الحلوة العنصر الرئيسي في أجزاء كثيرة من اليابان. وستتم إقامة ”معرض البطاطا الحلوة“ في محافظتي أوساكا وكاناغاوا في هذا الخريف، ومن المخطط أن يقام في محافظات شيزوكا وشيماني وآيتشي وإهيمي وأوكاياما. وأقامت مدينة شيزوكا فعاليتها الثانية هذا العام في الفترة من الثامن وحتى العاشر من شهر نوفمبر/تشرين الثاني. وقد تمت إقامة ”معرض البطاطا الحلوة“ في محافظة شيزوؤكا في شهر مارس/آذار من هذا العام، ولكن تقرر إقامة الحدث في الخريف مرة أخرى، حيث لقي إقبالًا كبيرًا من الزوار. وتبدي اللجنة المنظمة حماسة كبيرة لهذا الحدث، حيث تقول ”إنها أعدت مجموعة من المنتجات التي تبرز أفضل ما في البطاطا الحلوة من البطاطا الحلوة المشوية ذات الحلاوة القوية إلى الحلويات الحديثة“.

وفي ”مهرجان البطاطا الحلوة الكبير“ الذي أقيم في الفترة من الأول وحتى الرابع من شهر نوفمبر/تشرين الثاني في مدينة كاواساكي في محافظة كاناغاوا، باع 15 متجرًا من جميع أنحاء اليابان حلويات البطاطا الحلوة التي تفتخر بها، كما تم عقد ورش عمل حول حصاد وفرز البطاطا الحلوة التي تزرعها اللجنة المنظمة، وتم التعريف بجاذبية البطاطا الحلوة في جو مليء بالمرح. وتشير ”اللجنة المنظمة لمعرض البطاطا الحلوة“ إلى أن ”البطاطا الحلوة لم تعد مجرد موضة، بل أصبحت مكونًا أساسيًا في الحلويات اليابانية“.

معرض البطاطا الحلوة الذي أقيم في الصيف. اجتذب الحدث عددًا كبيرًا من الزوار (الصورة مقدمة من اللجنة المنظمة لمعرض البطاطا الحلوة)
معرض البطاطا الحلوة الذي أقيم في الصيف. اجتذب الحدث عددًا كبيرًا من الزوار (الصورة مقدمة من اللجنة المنظمة لمعرض البطاطا الحلوة)

البطاطا الحلوة من الصين إلى اليابان

وصلت البطاطا الحلوة، التي تواصل انتشار شعبيتها حتى يومنا هذا، إلى اليابان في عصر إيدو حوالي عام 1600. وفقًا للموقع الإلكتروني لوزارة الزراعة والغابات ومصائد الأسماك، فإن البطاطا الحلوة نشأت في المناطق الاستوائية في أمريكا الوسطى والجنوبية، وخاصة المكسيك، وزُرعت في جبال الأنديز الوسطى حوالي عام 800-1000 قبل الميلاد. وفي نهاية القرن الخامس عشر، أحضرها كولومبوس إلى أوروبا، ولكن بسبب المناخ غير الملائم، تم تصديرها إلى المستعمرات في أفريقيا والهند وجنوب شرق آسيا، ومنها انتشرت إلى باقي أنحاء العالم.

دخلت البطاطا الحلوة اليابان من الصين، وأُطلق عليها عدة أسماء محلية منها ”ساتسوما إيمو“ نسبةً إلى ساتسوما (كاغوشيما حاليًا) التي استقبلتها من ريوكيو (أوكيناوا حاليًا)، و”كارا إيمو“ إشارةً إلى أصلها الصيني، و”كانشو“ وهو الاسم المستخدم في الصين نفسها.

مع توسع زراعتها، ازدادت شعبيتها عبر طفَرات استهلاكية متعددة. أشار السيد هاشيموتو أيوكي، رئيس ”جمعية سفراء البطاطا الحلوة“، إلى أن أولى هذه الطفرات حدثت في منتصف عصر إيدو عندما شجع الشوغون الثامن توكوغاوا يوشيموني إنتاج البطاطا الحلوة استنادًا إلى كتاب ”بانشوكو“ للباحث أوكي كونيو كجزء من الاستعدادات لمواجهة المجاعات. كما أدى بيع البطاطا الحلوة المشوية (ياكي إيمو) في طوكيو الحالية عام 1793 إلى انتشار شعبيتها السريعة.

شهدت الطفرة الثانية خلال عصر ميجي، حيث ازدادت شعبية البطاطا الحلوة في طوكيو مع تزايد عدد السكان وتركيزهم، لكنها تراجعت في عصر تايشو لصالح الحلويات الغربية. وجاءت الطفرة الثالثة في خمسينيات القرن العشرين مع انتشار البطاطا الحلوة المشوية على الفحم التي تباع من العربات المتنقلة، حيث استفادت من قربها وسهولة وصولها إلى المنازل. وفي عام 2010، بدأت الطفرة الرابعة بفضل شوَّايات البطاطا الحلوة الكهربائية وانتشار أنواع مثل ”أنّو إيمو“ التي تميزت بقوامها اللزج وحلاوتها القوية.

البطاطا اليابانية تجذب الاهتمام العالمي

كما تتقدم عمليات زراعة وتحسين الأصناف التي تلبي احتياجات المستهلكين. ووفقًا لوزارة الزراعة والغابات ومصائد الأسماك فإن الصنف الأكثر إنتاجًا في اليابان في الوقت الحاضر هو صنف ”بنيهاروكا“ اللزج الذي ينتشر في جميع أنحاء البلاد. وتتم زراعة صنف ”بينيازوما“ بشكل رئيسي في منطقة كانتو، بينما تتم زراعة صنف ”كوكي رقم 14“ الذي يتمتع بتوازن جيد بين ”الحفاظ على السخونة“ و”اللزوجة“ بشكل رئيسي في منطقة كانساي وجنوب منطقة كيوشو. وقد أصبح صنف ”غوروجيما كينتوكي“ في محافظة إيشيكاوا، و”ناروتوكينتوكي“ في محافظة توكوشيما، و”ميازاكي بيني“ في محافظة ميازاكي، و”بيني ساتسوما“ في محافظة كاغوشيما، وكلها أصناف مشتقة من ”كوكي رقم 14“ علامات تجارية إقليمية.

لقد كانت بداية بطاطا ”أنّوإيمو“ الحلوة التي أحدثت الطفرة القيام بزراعة البطاطا الحلوة التي تم جلبها من إندونيسيا بدءًا من جزيرة تانيغاشيما في محافظة كاغوشيما بعد الحرب. وقد تم اختيارها استعدادًا لتسويقها على نطاق واسع بعد زيادة الطلب عليها. وفي عام 1998، تم تسجيل صنف ”أنّوكو“ ذي القشرة ذات اللون البني المائل إلى الأحمر، وصنف ”أنّوكوغاني“ ذي القشرة ذات اللون البني المائل إلى الأصفر الفاتح. وفي شهر مارس/آذار من عام 2022 تم تسجيلها باسم ”تانيغاشيما أنّوإيمو“ في ”المؤشر الجغرافي (GI)“ الذي تقوم الدولة بحمايته كعلامة تجارية محلية.

وقد شهدت محافظة هوكايدو زيادة ملحوظة في إنتاج البطاطا الحلوة استجابةً للطلب المتزايد، حيث ارتفعت المساحة المزروعة في عام 2023 إلى 100 هكتار، مسجلةً زيادة تعادل 7.1 أضعاف مقارنةً بالسنوات العشر الماضية. كما قفز حجم المحصول ليصل إلى 1870 طنًا، بزيادة بلغت 6.7 أضعاف. ويرجع ذلك إلى إمكانية زراعة البطاطا الحلوة في هوكايدو، التي أصبحت ممكنة بفعل ارتفاع درجات الحرارة الناجم عن التغير المناخي. وتسعى الحكومة للاستفادة من هذه الظروف من خلال تعزيز الإنتاج واعتبار البطاطا الحلوة ”محصولًا جديدًا“ إستراتيجيًا.

وعلى الصعيد الدولي، أصبحت البطاطا الحلوة اليابانية محط اهتمام متزايد. وفقًا لبيانات وزارة الزراعة والغابات ومصائد الأسماك المستندة إلى إحصاءات وزارة المالية، بلغت قيمة الصادرات 2.9 مليار ين في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة قدرها 9.4 أضعاف مقارنةً بعشر سنوات مضت. وتحتل البطاطا الحلوة المرتبة الثالثة بين الخضروات الأكثر تصديرًا بعد الفراولة والبطاطا الطويلة، مما يعكس زخمًا متناميًا.

وتعتبر هونغ كونغ وتايلاند وسنغافورة الوجهات الرئيسية للصادرات، حيث تستحوذ هذه الدول الثلاث على حوالي 90% من إجمالي قيمة الصادرات. وقد شهدت تايلاند على وجه الخصوص نموًا لافتًا في وارداتها، مما دفع مناطق الإنتاج اليابانية إلى التركيز بشكل خاص على السوق الآسيوية باعتبارها سوقًا واعدة ذات إمكانات كبيرة لزيادة الصادرات.

قيمة صادرات البطاطا الحلوة

التحول إلى منتج مميز

لا تزال البطاطا الحلوة المشوية تحظى بإقبال مستقر، في ظل استمرار شعبيتها المتجذرة في الداخل والخارج على حد سواء. وتقوم شركة ”ساميتّو“ التي تدير محلات سوبر ماركت للمواد الغذائية في محافظات طوكيو وكاناغاوا وتشيبا وسايتاما، ببيع من نوع إلى ثلاثة أنواع حسب الموسم، مثل ”أنّوإيمو“ و”بنيهاروكا“ أو ”سيلك سويت“، و”ناروتوكينتوكي“ أو ”غوروشيكينتوكي“. كما يولي كل محل اهتمامًا بالغًا بـ ”إعلان وقت انتهاء الشوي“. ويقول أحد المسؤولين في قسم العلاقات العامة في الشركة ”إن العديد من المشترين يأتون إلى المحلات من أجل البطاطا الحلوة المشوية، كما أنها تتمتع بسمعة جيدة على مواقع التواصل الاجتماعي“.

زاوية بيع البطاطا المشوية في قسم المبيعات (الصورة من تقديم شركة ساميتّو)
زاوية بيع البطاطا المشوية في قسم المبيعات (الصورة من تقديم شركة ساميتّو)

وبينما يتم بيع البطاطا الحلوة المشوية الساخنة، فإن البطاطا الحلوة المشوية المبرَّدة التي يمكن تناولها في منتصف الصيف، تجذب الاهتمام أيضًا. حيث تبيع سلسلة متاجر الكونبيني الكبرى فاميلي مارت ”بطاطا حلوة مبرَّدة“ باستخدام صنف ”بينيهاروكا“ الذي يتم شويه وتخزينه لأكثر من تسعين يومًا. ووفقًا لقسم العلاقات العامة في الشركة، فقد تم إرسال بعض التقييمات من الزبائن يقولون فيها ”إنهم استطاعوا الشعور بالحلاوة الطبيعية اللطيفة ورائحة القشرة ومرورة البطاطا الحلوة، وأنهم استطاعوا الاستمتاع بالنكهة الأصلية لها“. وفي شهر سبتمبر/أيلول، أطلقت الشركة حملتها الخريفية السنوية ”جني البطاطا الحلوة لفاميلي ماركت“.

كما تقوم شركات صنع الحلويات بتوسيع نطاق منتجاتها. حيث تبيع شركة إيمورايا ”مكعبات بطاطا حلوة صغيرة يمكن تناولها بيد واحدة“ مصنوعة من بطاطا ”بينيهاروكا“ الحلوة المنتجة محليًا والمطبوخة مع القشرة. بينما تبيع شركة حلويات ماتسوناغا سيكا ”بطاطا شيروكو ساندو الحلوة“ المشوية بعد وضع معجون الفاصوليا الحلوة المصنوع من بطاطا ”أنّوإيمو“ الحلوة من محافظة كاغوشيما في داخلها.

مجموعة متنوعة من الحلويات المصنوعة من البطاطا الحلوة (تصوير الكاتب)
مجموعة متنوعة من الحلويات المصنوعة من البطاطا الحلوة (تصوير الكاتب)

أما في المقاهي فقد قامت سلسلة مقاهي تاليز ببيع منتجات تجريبية ضمن مشاريع لنقل جاذبية المكونات اليابانية المنشأ، بما في ذلك ثلاثة مشروبات موسمية مثل ”لاتيه البطاطا الحلوة الساخن“، بالإضافة إلى حلويات ومنتجات أخرى تعتمد على البطاطا الحلوة، وذلك من أواخر شهر أغسطس/آب إلى أواخر شهر سبتمبر/أيلول، قبل حلول موسم البطاطا الحلوة.

ويقول السيد هاشيموتو أيوكي رئيس جمعية سفراء البطاطا الحلوة ”يمكن الآن الاستمتاع بالبطاطا الحلوة التي تُصنف كغذاء فاخر على مدار العام، وليس فقط في الخريف عند جنيها. وأعتقد أن حدوث الطفرات قد انتهى وستصبح البطاطا الحلوة منتجًا أكثر رسوخًا في المستقبل“.

(النص الأصلي باللغة اليابانية. صورة العنوان الرئيسي: البطاطا الحلوة المشوية ”بينيهاروكا“، © بيكستا)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | البطاطا الحلوة اليابانية تغزو الأسواق الدولية.. ما الذي يجعلها مميزة؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا