بيروت - سلوى ياسين - متابعة بتجــرد: تتميز المطربة اللبنانية ديانا حداد بحضورها الهادئ، المحفور عميقاً في ذاكرة الجمهور وباله، على مساحة واسعة من العالم العربي، إذ غنّت لهجات كثيرة تفوقت بعددها على ما قدّمه سواها، فهي أشبه بـ”ساكن” دائم في وجدان محبي الطرب في مرتبة أعلى من الغناء، بفضل صوت أنثوي مميز وخاص جداً في مساحة واسعة من العذوبة الحنونة إلى القوة الحساسة.
وخصّت حداد “النهار” بحديث يطمئن معجبيها بعد عملية جراحية خضعت لها أخيراً، لتكشف طبيعتها للمرّة الأولى: “بالفعل اضطررت لإجراء عملية في الجهاز التنفسي، والحمد لله أنا بخير الآن بفضل رب العالمين. واسمحوا لي عبر صحيفتكم الموقرة أن أتوجه بالشكر لكل من سأل عني، خاصة جمهوري الذي أمطرني بعباراته الصادقة، وهذا الاهتمام كان له كبير الأثر في سرعة شفائي”.
وأعلنت حداد عن تحضيراتها الفنية في المستقبل القريب، عقب تعافيها: “إن شاء الله، هناك عمل تم تصويره في المغرب سيطرح قريباً، العمل جديد من نوعه وبالطبع فهو باللهجة المغربية التي سبق لي أن قدمتها، لكن هذه المرة بطابع مختلف ومعاصر ويحمل مفاجأة فنية”.
وأضافت: “هناك أعمال عدة جديدة مختلفة الألوان سيتم إطلاقها في فترات زمنية محددة، وحفلات عدة سأعلن عنها في وقتها، بدأتها من دبي بالإمارات العربية المتحدة، بعد سلسلة حفلات ناجحة في مصر وأربيل وجولة في الولايات المتحدة الأميركية”، مشيرةً إلى إلى أن “اليوم في ظل المتغيرات السريعة التي نعيشها، أصبح الفنانون أكثر حذراً في كشف مواعيد وتفاصيل مشاريعهم، إلا عندما يتم التأكد منها بشكل دقيق”. وهذه إشارة تشبه هدوءها ورصانتها، وبالغ حرصها في انتقاء كل خطوة فنية تخطوها، علماً أنها لا تغني أي لون فني إلا عن محبة واقتناع، على حد تعبيرها.
واستدعى الإعلان عن العمل الجديد باللهجة المغربية سؤالاً بديهياً حول هذا التنوع الكبير في أرشيفها من هذه الناحية، فربما هي من قلة من الفنانات اللاتي قدّمن أغنيات عربية بمعظم اللهجات، فما الذي فاتها وما الذي تسعى إليه في هذا السياق بعد أن أصبحت أشبه بفنانة “عابرة للجغرافيا”. أجابت: “الحمد لله قدمت الكثير من اللهجات العربية المختلفة وبنجاح، لكن تبقى هناك لهجات لم تتح لي الفرصة الملائمة أو لم أجد العمل الفني الملائم لتجربتها، على سبيل المثال اللون السوداني واللون الليبي، كما هناك لهجات معينة جرّبتها لكن يمكن أن أقدم المزيد منها لتنوعها الثقافي واختلافها من منطقة لأخرى، مثل اللهجات السعودية، فهي في الشمال تختلف عنها في جيزان، ولهجة أهل الرياض لا تشبه اللهجة الجداوية، لهذا أجد على سبيل المثال أن اللهجة السعودية التي قدمت أغنيات عدة من خلالها، لا زلت قادرة على تقديم المزيد منها”.
وعلى قدر قربها من كل الجمهور العربي، إذ تأتيه بصوتها ولهجته ومفرداته التي تعبّر عن أكثر عن مكنوناته ومشاعره، على قدر ما تبتعد منذ بداية مسيرتها عن القيل والقال والخلافات وإثارة الجدل وموجات الـ”ترند” وعرض الخصوصيات والحياة الشخصية، على غرار ما يحصل مع معظم الفنانين. وذلك لسبب بسيط، وطبيعي جداً برأيها: “أنا على قناعة بأن الفن رسالة جميلة، بعيداً من كل الجدالات في الوسط الفني، وأؤمن بأن على الفنان أن يكون قدوة بأخلاقه قبل فنّه”.
وفي هذا الجانب، كان لا بد من شيء من “المشاغبة الصحافية”، لمعرفة شيء عن حياة ابنتيها، دراستهما مثلاً وعلاقتها بهما، إذ تحتفظ ديانا حداد بحياتها الشخصية بعيداً من الأضواء، لكنها أشبعت قليلاً من الفضول قائلةً باقتضاب: “علاقتي بابنتَيّ، علاقة صداقة وحب، علاقة قوية جداً الحمد لله. بدأت ابنتي الكبرى صوفي العمل بعدما أنهت دراستها الجامعية، والصغرى ميرا، في عامها المدرسي الأخير، وستكون في العام المقبل إن شاء الله في السنة الجامعية الأولى”.