© AP Photo /
ورغم صعوبة الأمر، أكد مراقبون سعوديون وإيرانيون، أن رئيس الوزراء الباكستاني، على الرغم من عدم إعلانه نتيجة جولته، قد ينجح في جمع الرياض وطهران حول طاولة واحدة، في إسلام آباد.
محاولات باكستانية
واستقبل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزير، أمس الثلاثاء، رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في الرياض.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية "واس" أنه جرى خلال المحادثات استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وآفاق التعاون الثنائي، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والجهود المبذولة تجاهها.
وأضافت الوكالة أنه حضر الاستقبال، أمير منطقة الرياض، الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير منصور بن متعب بن عبد العزيز، ووزير الخارجية إبراهيم بن عبد العزيز العساف، ووزير الداخلية، ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز.
كما حضره من الجانب الباكستاني، وزير الشؤون الخارجية مخدوم شاه قريشي، ومساعد رئيس الوزراء الخاص لشؤون الباكستانيين المقيمين في الخارج سيد ذو الفقار بخاري، ومدير عام الاستخبارات الفريق أول فيض حميد، وسكرتير الشؤون الخارجية سهيل محمود، وسفير باكستان لدى المملكة رجاء علي إعجاز.
ويزور خان السعودية بعد زيارة مماثلة أداها قبل يومين إلى إيران، وسط تقارير إعلامية عن قيام باكستان بوساطة للتقريب بين البلدين.
ضغوط مستمرة
الكاتب والمحلل السعودي، شاهر النهاري، قال إن "الوضع المتأزم منذ أربعة عقود بين السعودية وإيران يعد من أهم عوامل إشعال الفوضى، التي انتشرت في الشرق الأوسط، خصوصا بعد ثورات الربيع العربي، ومؤخرا بقيام إيران بدعم الحوثيين، وبعد أعمال التخريب في الخليج العربي، والتعديات الصارخة على المنشآت المدنية من قبل الحوثي، ومؤخرا الهجوم على منطقة أبقيق السعودية، الذي أوصل الأمور إلى منطقة الحرج الأعلى".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الدبلوماسية السعودية العريقة لم تكن متعجلة في اتخاذ قرار الحرب، والذي تتمناه إيران، للخروج من ضيقتها، ومن الضغوطات الأمريكية، والحصار، الذي يشعل الداخل الإيراني بين الفينة والفينة، ويجعل أياديها في كل من العراق ولبنان وسوريا واليمن تضمحل، وتضعف، بأسباب نقص الدعم، وانفضاح المشروع الإيراني، الذي يسعى لتصدير الثورة الطائفية، ولاحتلال الدول العربية".
وتابع: "الضغوطات مستمرة، والدبلوماسية العالمية تعمل حاليا على عدم إشعال منطقة الشرق الأوسط، بفوضى جديدة، تزيد من الخراب والهجرة والحروب".
وعن المساعي الباكستانية، للتوسط بين الطرفين قال: "كان من ضمن تلك التدخلات، ما قامت به دولة باكستان، نظرا لعلاقاتها المتينة مع السعودية، وجيرتها مع إيران، واكتراثها بأي فعل أو رد فعل، قد يؤثر عليها مباشرة".
حوار قريب
واستطرد: "السعودية منفتحة على الحوار، إذا كان عقلانيا، ويأتي من قبل وسيط يفهم الفحوى، ويقدر الظروف، والقدر، ويستطيع تخيل الأهداف، التي تحاول إيران الخلوص إليها، ولي العهد السعودية نفى، كما نفت وزارة الخارجية الباكستانية ما تردد من تقارير إعلامية عن طلب ولي العهد السعودي، من رئيس الوزراء، عمران خان، بالقيام بالوساطة مع إيران".
وأشار إلى أن "ظريف علق علىزيارة عمران خان، رئيس الوزراء الباكستاني، للسعودية، وثمن جهوده التي تسعى للسلام في المنطقة، ومن المؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية، تؤيد هذا الحوار، وتدفعه للأمام، خصوصا وأن الرئيس ترامب، يستعد لانتخابات الرئاسة الأمريكية للفترة القادمة، وأنه لا يريد الدخول في حروب في الشرق الأوسط، رغم تشديده على بقاء واستمرار العقوبات المشددة على إيران، حتى تغير سلوكها، وتوافق على أن يشمل الحوار مفاعلها النووي، وصواريخها البالستية، وميليشياتها المسلحة".
وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني – والكلام لا يزال على لسان النهاري - على جدية إيران في الحوار، وشكر عمران خان، حمامة السلام، المكلف بنقل وجهات النظر بين السعودية وإيران، كما ذكر أيضا أن العراق تقوم بجهدها في هذا الخصوص، لقربها من عين العاصفة، وهذا يثبت للعالم، أن باكستان دولة عظمى، لها قدرها، ومكانتها، وأهدافها الشريفة، والتي تسعى لسلام المنطقة كاملة".
وعن توقعاته بشأن إمكانية التفاوض، قال: "هنالك تكتم سعودي أمريكي خليجي على ما يحدث، ويبدو أن مرحلة الحوار وجها لوجه ستكون وشيكة، وهيئة الأمم المتحدة، لم يظهر دورها في ذلك حتى الآن، ولكن المتوقع أن يكون لها دور فعلي هنا مشاركة مع الاتحاد الأوربي، وجميع الدول العربية الصديقة للسعودية، والمتضررة من التدخلات الإيرانية، تعول على الدور السعودي، القوي، الثابت، والذي يعتبر من أهم عوامل التوازن، والعقلانية، والسلام في المنطقة.
عرض باكستاني
الدكتور عماد آبشناس، الكاتب والمحلل السياسي الإيراني، قال إن "عمران خان قدم خلال زيارته عرضًا لإجراء لقاء بين إيران والسعودية في العاصمة الباكستانية إسلام آباد، لبحث وحل الخلافات بينهما".
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "إيران أعطت الضوء الأخضر لخان لبحث ذلك الموضوع مع الرياض، خلال الزيارة التي يقوم بها حاليًا".
وتابع: "بالنسبة للرياض، نحن ننتظر لنرى رد السعوديين على ما طرحه عمران خان من إمكانية إجراء لقاء على مستوى عال بين الإيرانيين والسعوديين".
شروط سعودية
وبشأن إمكانية موافقة الرياض على مطالب رئيس وزراء باكستان، قال إن "السيد عمران أكد أنه بحث هذا الموضوع مسبقًا مع السعوديين، وكانت هناك شروط سعودية، إيران أكدت أن هكذا لقاء يجب أن يكون دون شروط".
واستطرد: "من الشروط التي وضعتها السعودية، أن تضغط إيران على الحوثيينلوقف الحرب في اليمن، وهو ما أكدت طهران عدم استطاعتها التفاوض من جانب اليمنيين، وإذا أرادت السعودية أن توقف الحرب عليها أن تفاوض الحوثيين، وباستطاعة إيران أن تساعد فقط في إجراء ذلك اللقاء".
وأكد أن "الإيرانيين أعلنوا استعدادهم للتفاوض مع السعوديين، لذلك ننتظر أن نرى جواب السعودية على هذا العرض".
وجهة نظر إيرانية
ثمن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، جهود رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي يقوم بوساطة بين السعودية وإيران، وهو ما نشره عبر تغريدة جديدة له على حسابه الرسمي في "تويتر".
وكتب وزير الخارجية الإيراني في تغريدته: نثمن جهود رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، لتحقيق السلام في الخليج.
يشار إلى أن عمران خان، وصل الرياض، مساء أمس الثلاثاء، بعد يومين من زيارة مماثلة لطهران، في إطار وساطة يقودها بين المملكة وإيران، بطلب أمريكي، بحسب تقارير إعلامية.
وفي السياق نفسه، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، سيحمل وجهات نظرنا إلى السعودية بعد زيارته الأخيرة إلى طهران، وهناك دول عدة من بينها العراق تسعى إلى حل القضايا في المنطقة.
وحسب وكالة "مهر" الإيرانية، قال روحاني، في مؤتمر صحفي، الاثنين "نحن نستطيع أن نعلن بقوة أن مؤامرات أمريكا والاستكبار العالمي والصهيونية والرجعية في المنطقة التي دبرت لتوجيه ضربات جادة إلى البلاد، بلغت نهايتها اليوم، وقد أقر هؤلاء جميعا بأننا تمكنا بذكاء وصبر ومقاومة من الصمود وتجاوز الظروف الراهنة.
وكانت وكالة أنباء إيرانية ذكرت أن رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، توجه إلى إيران بطلب سعودي حاملا مبادرة جديدة لحل الخلاف. فيما نفت وزارة الخارجية الباكستانية ما تردد من تقارير إعلامية عن طلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، من رئيس الوزراء، عمران خان، الوساطة مع إيران.