الارشيف / لايف ستايل

الامارات | فنانون في زمن الذكاء الاصطناعي: لن يصنع مبدعاً من العدم

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

شكرا لقرائتكم خبر عن فنانون في زمن الذكاء الاصطناعي: لن يصنع مبدعاً من العدم والان نبدء بالتفاصيل

الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - الطلاء والفرشاة والرصاص.. كانت هذه هي الأدوات الأساسية للفنان التشكيلي، ولكن مع تطوّر التكنولوجيا والتغيرات التي طرأت على العالم في مختلف القطاعات، ومنها الفنون، تجدّدت وتبدلت الأدوات، وشهد الميدان دخول الكثير من التقنيات التي تسهم في إنتاج العمل الفني، أو تلك التي يقوم عليها بالكامل كـ«الفيديو آرت» والطابعات الثلاثية الأبعاد، وغيرهما.

ومع ظهور الذكاء الاصطناعي، وفرضه لذاته على مختلف مجالات الحياة، ومنها الفن، يبرز العديد من التساؤلات حول مدى التغيير الذي ستشهده الأدوات الفنية، وإن كان المبدعون سيتجهون إلى هذه التقنيات الحديثة على نحو قد يؤثر في إنتاجهم، لاسيما بعدما قرر البعض اللجوء إلى هذه «التقنيات الثورية»، والاستعانة بما توفره من إمكانات.

وأكد فنانون لـ«الإمارات اليوم» أن كل ما توفره التقنيات الحديثة، ومن بينها الذكاء الاصطناعي، لا تستطيع صنع مبدع من العدم، إذ لابد أن يرسم بيده ويمتلك أدواته ويتمكن منها أولاً، ثم يستفيد من التكنولوجيا الجديدة، واصفين الفنان بأنه ابن زمانه وعليه أن يواكب كل جديد، ويستلهم من عصره ما يثري نتاجه الإبداعي.

من الفاكهة إلى التكنولوجيا

وقالت الفنانة حمدة السبوسي: «أميل إلى استخدام الوسائط المتعددة في الأعمال الفنية التي أقدمها، وأرى أنه من الضروري أن يتطوّر المبدع، ويتقدم بالتوازي مع تطور التكنولوجيا، فمن الضروري أن يتعرف المرء إلى الأدوات الموجودة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والاستفادة منها في مجال الفن، خصوصاً أنها قد تسهم في تسريع عملية إنتاج العمل، أو حتى البحث عن فكرة والاستلهام منها».

وأضافت الفنانة الإماراتية: «إذا عدنا إلى العصور القديمة، كانت الفاكهة المصدر الأساسي لاستخراج الألوان، ومن ثم اكتشفت الألوان التي استخدمت في اللوحات، واليوم وصلنا إلى التكنولوجيا التي يمكن وصفها بأنها عملية تحديث للألوان، ولذا يجب أن يكون الفنان مرناً في استخدام التقنيات الجديدة». وأوضحت الفنانة حمدة أن استخدام التكنولوجيا يتطلب المعرفة والبحث، ولذا على المبدع أن يتوجه إلى مختلف الوسائل التي من شأنها أن تسهم في إلمامه بطريقة استخدام هذه التقنيات، مشيرة إلى أن ذلك قد يُشكل تحدياً للفنان، ولكنه في الوقت عينه يأخذ الإبداع إلى مستوى جديد.

ولفتت إلى أنها علّمت نفسها كيفية استخدام برامج الذكاء الاصطناعي، وتستعين بهذه التقنيات من أجل الاستلهام وتسريع الوقت في إنتاج العمل الإبداعي، إذ إن شكل الفن في السنوات المقبلة قد يشهد تغيرات كثيرة، وسيكون أكثر توجهاً بالطبع إلى التقنيات الجديدة، خصوصاً أن جيل الفنانين الجديد يتعلم كل هذه التقنيات المعاصرة في الجامعة، وعلى الفنانين الموجودين في الساحة أن يواكبوا هذه الأدوات.

تنويع في المواد

من جهتها، قالت الفنانة، سارة الخيال، التي تسعى لتقديم التراث الإماراتي بأدوات فنية معاصرة، عن أعمالها وأدواتها: «أحب أن أستكشف كثيراً قبل طرح أي عمل فني، وعلى الرغم من عملي على عناصر التراث المحلي، إلا أنني أبتعد عن التقيد بالمواد السائدة التي استخدمت كثيراً في الفن، فعلى سبيل المثال قدمت عملاً خاصاً عن السدو، ولكن ليس على النول الخشبي أو الحديدي، وإنما من خلال الكمبيوتر، فضلاً عن عمل الجمل الذي قدمت فيه مراحل البحث المتنوّعة التي قمت بها وبطبقات ووسائط مختلفة، بدءاً من جلد الجمل الحقيقي وصولاً إلى الأكريليك للعب بالإضاءة وتقديمه بشكل جديد»، وأكدت أنها تميل إلى التنويع بالمواد، وتستعين بالتكنولوجيا كثيراً، إذ ترسم جميع أعمالها على الكمبيوتر قبل البدء بتنفيذها، مبينة أنها لا تعتمد كثيراً على الذكاء الاصطناعي، خصوصاً أن نتائجه تعتمد على الأسئلة التي يطرحها عليه الإنسان، لذا تسعى إلى التعلم من كل مشروع جديد تقوم به. وأوضحت سارة أنها قدمت أعمالاً على طريقة «الأنيميشن»، من أجل إبراز الحرف التراثية، ولكن بشكل معاصر، فكانت الأقمشة تتبدل خلال الفيديو الذي يبرز للجمهور كيف تفكر المرأة التي تحيك السدو، منوهة بأنها متمسكة بتقديم التراث في الفن، وبأن تراث الإمارات يحمل الكثير من التنوّع، ومن واجبها طرحه من خلال الأعمال الفنية، كي توجد حالة من التواصل بين التراث والجمهور.

أداتان مساعدتان

أمّا الفنان حمد الشامسي فأشار إلى أنه يعتمد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كأداتين مساعدتين كي تكونا داعمتين له في عملية إنتاج العمل الفني، معتبراً أنهما لا يمكنهما أن يفيدا المبدع من دون وجود قاعدة أساسية قوامها أساسيات الفن الكلاسيكي، ومن ثم يعمل صاحبها على تطويع الأدوات كي تكون معاصرة.

وذكر أن التكنولوجيا من شأنها أن تؤثر في الفن، وهناك أعمال يدخل فيها الذكاء الاصطناعي، ولكنهما لن يكونا طاغيين، إذ سيكون لكل مدرسة مساحتها في الساحة الفنية، موضحاً أنه يستعين بالذكاء الاصطناعي في الفن من أجل الاستلهام، إذ تقدم تلك التكنولوجيا خيارات متنوّعة حول الأفكار.

وشدّد الشامسي على أن المبدع لابد أن يواكب عصره والأدوات الموجودة فيه، فالفن لا يعرف الحدود، ولا يمكن الوقوف عند حقب زمنية ماضية، مستشهداً بالفن التجريدي وكيف تم استغلاله لأنه من الألوان الصعبة على الجمهور، إذ تعمد كثيرون من الفنانين تقديم أعمال وفق هذه المدرسة، كي يطرحوا ما يحلو لهم دون قواعد، وبالتالي لا يمكن مناقشتهم حول جدية العمل.

وتابع الشامسي: «الذكاء الاصطناعي يتطوّر يوماً تلو الآخر، ونتائجه مبهرة، ولكنه لا يخلق شيئاً من العدم، بل يعتمد على تجميع المعلومات ويوجد منها فكرة جديدة ببعض التعديلات التي يضيفها»، لافتاً إلى أنه سيؤثر في الحالة الإبداعية إذا استخدم على نحو مفرط.

ولاحظ أن استخدام الذكاء الاصطناعي في الفن يحمل بعض العيوب، إذ إن أغلبية البرامج تتسم بوجود خلل في رسم اليد البشرية، حيث تضيف أو تحذف أصابع، ولذا لابد من التعديل عليها للوصول إلى نتيجة واقعية.

ضد الصدقية

من جانبها، تميل الفنانة هند راشد إلى الرسم بيدها، وتفضل أن تقدم أعمالها وهي متمكنة من أدواتها: الفرشاة والألوان، مبتعدة كل البعد عن الذكاء الاصطناعي، الذي تجده غير حقيقي، خصوصاً أنه يقوم على تجميع معلومات وتقديمها بمنحى جديد. وأشارت إلى أنها كفنانة قد تستعين بالذكاء الاصطناعي في تقديم اقتراحات خاصة بتدرجات الألوان الخاصة بالعمل الذي ترسمه، وليس بالاستلهام منه، لأن الأدوات الجديدة تتعارض مع الصدقية في العمل والإبداع البشري، خصوصاً أن تلك التكنولوجيا الجديدة تعتمد على رسوم للكثيرين من الفنانين. ورأت هند راشد أن الفن المعاصر يحمل الكثير من العناصر التي تجعله غير تقليدي، إذ يمكن أن يستخدم المبدع مواد متعددة، أو اللجوء إلى إعادة التدوير، فاللوحة يمكن أن تستوعب ما يزيد على حدود اللون.

أمّا التجديد بالنسبة إليها، فترى هند راشد أن من الممكن أن تتوجه له من خلال الأفكار المبدعة، فقد رسمت على أقمشة فساتين وحقائب معاد تدويرها، وعرض الفستان الذي قدمته في متحف في العاصمة أبوظبي، مشددة على أنها تميل إلى الألوان الفاتحة جداً؛ كونها توجد الفرح لدى المتلقي، كما تميل إلى الطباعة كي تعيد تدوير المواد.

ونوهت بأن فن الحركة من الفنون المعاصرة التي تجتذبها، ولكنها تجد أن هذه التقنيات تتطلب خبرة في التصميم والتكنولوجيا إلى جانب الخبرة في الفن، كما تحتاج إلى الوقت والصبر، علاوة على أن الجمهور يتقبل جميع أنواع الفنون، وهناك ذائقات متنوّعة.


رموز غير قابلة للاستبدال

 

إلى جانب التطوّر التقني الذي تشهده الأدوات الفنية، تشهد الساحة أيضاً حالة من التطور المرتبطة بالتكنولوجيا، إذ باتت تطرح الأعمال الفنية على شكل رموز غير قابلة للاستبدال، ويتم بيعها عبر المواقع.

وتُعد الرموز غير القابلة للاستبدال، من أشكال الوثائق الرقمية التي تؤكد ملكية الشخص لأصل ما، وفي عالم الفن الرقمي يمثل كل رمز غير قابل للاستبدال ملكية عمل فني أصيل. وتوجد هذه الرموز في سلاسل أجهزة كمبيوتر تستخدم التقنية نفسها التي تُعد أساس ، وتتضمن تفاصيل العمل الفني ومنها هوية الفنان وتاريخ بيع العمل وهوية المشتري، ويمكن لأي شخص مشاهدة العمل، ولكن لا يمكن أن يدعي امتلاكه.

ويمكن إعادة بيع الرموز غير القابلة للاستبدال وتداولها ونقل ملكيتها إلى شخص آخر، ولكن يحتفظ الفنان بحقوق الملكية الفكرية للعمل الفني المرتبط بالرمز، وبإمكانه الحصول على عوائد كلما بيع الرمز.

حمدة السبوسي:

. من الضروري أن يتقدم المبدع، بالتوازي مع تطور التكنولوجيا، ويستفيد من الذكاء الاصطناعي في مجاله.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
Advertisements

قد تقرأ أيضا