الدمام - شريف احمد - يمثل وقف عمليات الشحن عبر البحر الأحمر قلقًا لشركات إنتاج المواد الكيميائية الدولية بصفة خاصة، بما سيكون لها من تداعيات على سلاسل توريد هذه الصناعات، التي لا تتركز موادها الخام عادة في دولة واحدة، وتحتاج أحياناً كثيرة إلى تجميعها من عدة دول عن طريق النقل البحري، وفق ماذكر موقع "كيمستري وورلد".
توقفت العديد من شركات الشحن الكبرى عن استخدام الممرات الملاحية بين قناة السويس والبحر الأحمر وحولت وجهات ناقلاتها من سفن الشحن إلى أخرى أكثر أمانًا. لكن تحويل وجهات الشحن سيكون له آثار كبيرة من حيث الوقت والتكلفة بالنسبة للصناعة الكيميائية في وقت تستمر فيه أسعار الشحن في الارتفاع.

ارتفاع وقت الشحن

يمر حوالي 30% من حركة النقل البحري في العالم عبر البحر الأحمر وفقًا لما قاله إريك باير رئيس شركة "أليانس أوف كيميكال ديستربيوشن" الأمريكية، لكن الآن حولت السفن الآن مساراها إلى رأس الرجاء الصالح في الطرف الجنوبي لأفريقيا وهو ما يمكن أن يضيف ما بين عشرة أيام وثلاثة أو أربعة أسابيع من وقت الشحن مقارنة بالمرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس.
اقرأ أيضاً: إضافة خدمة شحن ملاحية لتعزيز ربط السعودية بموانئ الخليج
كما ستتأثر عمليات الشحن من الموانئ الأوروبية بما ستزيد معه التكلفة بشكل كبير.

مشكلات قناة بنما

تؤثر عمليات تحويل اتجاهات السفن إلى رأس الرجاء على عمليات الشحن بين ساحل الخليج الأمريكي وجنوب آسيا لمرور بعض السفن من الطريق الملاحي البديل كما أن تحول اتجاه بعض السفن إلى قناة بنما قد لايكون عمليًا بعدما بدأ الجفاف الشديد العام الماضي ودفع السلطات إلى خفض عبور السفن في قناة بنما بأكثر من 30%.

زيادة تكاليف المواد الكيميائية

وأشار باير إلى أن أسعار السوق لبعض المواد الكيميائية في منتصف يناير أصبحت بحوالي ثلاثة أضعاف ما كانت عليه قبل شهر والمشكلة أن الجميع بدأ يرفع أسعار الشحن.

أوروبا أكبر المتأثرين

وقال توم براون خبير المواد الكيميائية لشركة "إينرجي آند كيميكالز كونسالتينج" :"إن أسعار بعض المواد الكيميائية والمنتجات بدأت في الارتفاع خاصة في أسواق مثل أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على واردات المواد الأولية أو على المادة نفسها".
ويتوقع براون أن تستمر أزمة خطوط الشحن لتمتد إلى سلاسل القيمة لتصل إلى المستهلكين.

قفزة في أسعار الحاويات

والأمر يختلف عما سبق فعندما ظهر فيروس كورونا قبل بضع سنوات لم تتوقع الصناعات عامة ولا الصناعة الكيميائية حدوث تغير ولم يحدث الذعر إلا عندما حدثت زيادات كبيرة مفاجئة في الأسعار في القطاع حيث قفزت أسعار الحاويات بقيمة 3500 دولار (2750 جنيهًا إسترلينيًا) إلى 20 ألف دولار على سبيل المثال.
اقرأ أيضاً: الاضطرابات السياسية تفاقم أوجاع قطاع الشحن العالمي
وعاد وذكر باير :"نحن متفائلون جدًا بأن الأمر لن يصل إلى هذه الحال ولكن هذا لايمنع من القلق".

تغير خطوط الشحن

قد تؤدي التوترات في البحر الأحمر إلى إعادة رسم خرائط الشبكات اللوجستية التي تدعم سلاسل التوريد في آسيا وأوروبا، وفق ماذكرت منصة هلينيج شيبينج نيوز.
ويتلخص أحد الخيارات في استخدام خطوط السكك الحديدية التي مثلت 1.8% من واردات الاتحاد الأوروبي من آسيا في الأشهر الاثني عشر الماضية.
ويقل ذلك عن الذروة التي بلغت 2.9% في عام 2021 بسبب العقوبات المفروضة على روسيا.

استخدام الممر الأوسط في آسيا

يسمح طريق "الممر الأوسط" عبر كازاخستان وأذربيجان وجورجيا وتركيا باستخدام مزيج من السكك الحديدية والشحن البحري بنقل البضائع باستخدام طريق النقل الدولي عبر بحر قزوين. واستغرق الأمر ما بين 19 و23 يومًا في عام 2023 وهو ما جعل هذا الطريق قادرًا على المنافسة مع الطرق البحرية التي قد تتعطل كما هو الحال الآن.

صناعات أخرى تتأثر بالأزمة

وتعد أكبر الصناعات المستخدمة لعمليان الشحن عبر السكك الحديدية بين آسيا والاتحاد الأوروبي هي صناعات معدات الطاقة وصناعات السيارات علاوة على الملابس (وصلت 0.7% من الواردات من آسيا عن طريق السكك الحديدية في عام 2023) وآلات ألعاب الفيديو (0.3%) والسيارات (0.2%).
ونتيجة لذلك، تشير التقارير إلى أن تكاليف التأمين ترتفع إلى 0.75% إلى 1.0% من قيمة بدن السفينة.