اخبار اليمن

رحيل آخر سلاطين زنجبار

شكرا لقرائتكم خبر عن رحيل آخر سلاطين زنجبار والان مع التفاصيل

عدن - ياسمين التهامي - ين زفرة أمير غرناطة أبي عبد الله الصغير الذي سلم المدينة للإسبان في الثاني من يناير/كانون الثاني عام 1492، ومغادرة السلطان جمشيد زنجبار، إثر ثورة أطاحت بحكمه في عام 1964 ما يقارب ستة قرون، قيل الكثير وكتب الكثير عن هاتين الواقعتين اللتين غيرتا مجرى التاريخ، وأنهتا مملكتين عربيتين وقلصتا الوجود العربي في كل من أوروبا وافريقيا. في الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول 2023 وعن عمر 95 عاما رحل السلطان جمشيد بن عبد الله البوسعيدي سلطان زنجبار وآخر سلاطينها الذي حكم زنجبار من بين الأول من يوليو/تموز 1963 لغاية 12 يناير 1964. السلطان جمشيد بن عبد الله بن خليفة بن حارب بن ثويني بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس دولة البوسعيد في سلطنة عمان عام 1740. وهو آخر سلطان عربي أو حاكم عربي حكم زنجبار. يتحسر العُمانيون إلى اليوم على فقدان زنجبار، كما يتحسر العرب قاطبة على ضياع الأندلس.. لا ينسى العُمانيون زنجبار ولا تغيب عن ذاكرتهم أبداً، إذ لا يخلو بيت أو قبيلة أو حارة أو ولاية عُمانية لا تحمل ذكرى عن زنجبار، وقلما تجد أسرة عُمانية لم يكن أحد من أبنائها مقيماً أو مرتبطاً بزنجبار ولها فروع تمتد إلى هناك، فالحكايات كثيرة وتروى بكل تفصيل ودقة. أبو عبد الله الصغير والسلطان جمشيد بن عبد الله المنحدران من قبيلة الأزد العريقة، وحسب بعض المصادر، ينحدر الأمير أبو عبد الله الصغير من قبيلة الخزرج الأزدية، بينما ينتسب السلطان جمشيد إلى قبيلة البوسعيد الأزدية. تتداخل الأحداث وتتلاقي الحكايات بين الاثنين وتبقى الحكاية عربية خالصة بينهما، مهما تعدد الرواة ونسجت القصص والحكايات. لكن المشترك بين الاثنين كثير، جمعتهما الظروف وتكالبت عليهما سهام النحس السيئ وسيظل يطارد اسميهما ويتردد في أروقة التاريخ ولن ينسى ذكراهما أبداً. أبو عبد الله الصغير، الذي سلم المدينة بعد ضغوط ومفاوضات واتفاقيات خرج لكن قلبه كان يعتصر ألما لما آل إليه الحال، فوقف على تلك التلة التي سميت لاحقا (زفرة العربي الأخيرة) وبكى كما تبكي النساء كما نقل ذلك عن والدته (عائشة الحرة) أضاع الأندلس ولم يستطع الدفاع عن ملكه. بينما السلطان العُماني جمشيد بن عبد الله لم تسعفه الظروف ليفاوض ويوقع اتفاقا أو حتى أن يقف ويلقي نظرة وإن كانت سريعة على أرخبيل زنجبار، أو جزيرة القرنفل. فركب على عجل وحاشيته على اليخت المسمى (سيد خليفة) باحثا عن مأوى خارج الجزيرة إلى أن استقر به الحال منفياً في بريطانيا ظل خلالها بلا شك يراقب ويشاهد جنته المفقودة زنجبار من منفاه. شتان ما بين الحالتين بالطبع لكن النتيجة واحدة، نعم الظروف تختلف نوعا ما إلا أن مآلها واحد، فقد لعبت الأقدار لعبتها وتداعت الظرف المحلية والدولية، وربما كانت الضرورة تقضي حفظ التوازنات، تجمعت كلها إضافة إلى بعض الأحداث التي عجلت بالثورة على حكم جمشيد وأطاحت به. نذكر منها الانتخابات العامة في يوليو 1963 وفي ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه حصلت زنجبار على استقلالها وحصلت على الحكم الذاتي، وتنازلت زنجبار عن جزء من الشريط الساحلي لكينيا، وتحت دوافع من الكراهية والعنصرية والانتقامية ووعود بالثروة، قامت ثلة بسيطة من المتمردين الافارقة يتراوح عددهم بين 600-800 شخص وبأسلحة بسيطة بقيادة الأوغندي جون أوكيلو (الذي جرده لاحقا عبيد كرومي من رتبته العسكرية كمشير، ومنعه من دخول زنجبار وعاش حياة معدمة في وطنه أوغندا إلى أن طواه النسيان) تمكنت هذه القوة البسيطة وخلال ساعات كانت كفيلة بتغير الحكم في الجزيرة. في يناير 1964 أطاحت الثورة أو الانقلاب، كما يستخدم في الادبيات العُمانية بالسلطان جمشيد منهية بذلك ما يقارب 200 عام من حكم العُمانيين للجزيرة. لم تكن الظروف مواتية للسلطان جمشيد بأن يحتفظ بملك كان قد أسسه أجداده العُمانيين منذ عام 1856، التي أرسى دعائم الأسرة البوسعيدية السيد سعيد بن سلطان حفيد أحمد بن سعيد مؤسس الأسرة الحاكمة في عُمان وزنجبار. فإذا كان اسم الأمير أبي عبدالله الصغير قد ارتبط بضياع الأندلس، كذلك ارتبط اسم السلطان جمشيد بنكبة العمانيين في زنجبار، وارتبط اسمه بأنه آخر سلاطين البوسعيد في زنجبار، رغم أن فترة حكمة لم تتجاوز سبعة أشهر، لكن تلك الفترة القصيرة، ما هي إلا نتيجة لتراكمات كثيرة وكانت كفيلة بأن تجعل الذاكرة العُمانية وقّادة مشتعلة تتحسر على بضياع وفقدان زنجبار من أيدي العرب وضاعت إحدى الممالك العُمانية في شرق افريقيا. الاثنان عاشا بعد ضياع ملكهما منعزلين بعيداً عن الناس والأضواء وربما لم يعلم أحد بوجودهما، عاش أبي عبدالله الصغير في فاس مجهولا منسياً إلى أن رحل في عام 1527 عن عمر 75 عاما تلاحقه الخيانة، وعاش قبله الملك المعتمد بن عباد في قرية آغمات في مراكش. عاش السلطان جمشيد في مدينة بورتسموث الإنكليزية لمدة 50 سنة وربما في حالة معدمة دفعه ذلك للانتقال إلى فندق صغير، إلى أن دفعت له الحكومة البريطانية مبلغ مئة ألف جنية إسترليني. كان منزوياً لم يلفت الانتباه له ولا يعرفه أحد. «لم أجد أي شخص محلي يعرف أنه كان هناك، لم يتحدث أبدا إلى الصحافة، لقد عاش منزويا للغاية»، كما قال عنه الكاتب البريطاني نيد دوفان. طول تلك الفترة ظل اسم السلطان جمشيد يذكر كلما ذكرت زنجبار، إذ يمثل رمزا تاريخيا لفترة حكم زنجبار وكآخر سلاطين البو سعيديين. وفي عام 2000 أصدر سالمين عامر رئيس زنجبار عفواً عن السلطان السابق وقال، إن جمشيد يستطيع أن يعود إلى زنجبار ولكن ليس كسلطان وإنما كمواطن. لكنه كان يفضل العودة إلى موطن أجداده عُمان التي تحققت في 15 سبتمبر/أيلول عام 2020 عاد الى مسقط بموافقة السلطان هيثم بن طارق بعد إن كان طلبه يواجه بالرفض للعود، وعاش خلال الفترة يحمل لقب جناب السيد حاله حال فرع الأسرة الحاكمة في زنجبار دون الحصول على ألقاب رسمية أو دورا سياسيا. وقبلها ظل السلطان جمشيد منعزلا مجهولا، وظلت أخباره طي النسيان لولا مجهود قام به بعض الباحثين العُمانيين الذين أماطوا اللثام عن حياة السلطان السابق الذي ظل يعيش في منفاه في لندن. ومن بينهم الأخ ناصر بن عبدالله الريامي، الذي اهتم بتلك الفترة وتاريخ زنجبار، وتمكن من مقابلة السلطان السابق في عام 2006 بمنزله في لندن، وأصدر في عام 2016 كتابه القيم «زنجبار شخصيات وأحداث 1828-1972). الانقلاب الدموي الذي أنهى الوجود العُماني في زنجبار وشرق افريقيا، تم بالتواطؤ من عدة جهات إقليمية ودولية وبموافقة بريطانيا. أسال حبر الكثير من الكتاب والمعطيات حول ذلك الانقلاب والخذلان الذي تعرض له السلطان جمشيد من الجميع، بما فيهم جمال عبد الناصر ونيجيريا وغيرها، إذ يلوم بعض العُمانيين، جمال عبد الناصر لعدم مساعدته والتدخل لنصره العرب العُمانيين في زنجبار، وهو حامل لواء العروبة والقومية في تلك الفترة، وقد تدخل لمناصرة قضايا التحرر العربية في العديد من البقاع. أعقبت ذلك مجازر وحشية وقتل ودمار للعرب والعُمانيين ومقابر جماعية يتراوح عدد الضحايا بين عشرين إلى ثلاثين ألف قتيل، إذ وثق ذلك فيلم إيطالي (وداعاً افريقيا) تم تصويره على متن طائرة مروحية. تلك المجازر والمآسي التي تعرض لها العُمانيون وظلت تلك الدماء التي سالت على أرض زنجبار منسية، وتغاضت عنها كل العيون وبعيدة عن المطالبات حتى لم يطالب بالتحقيق فيها أو إحقاق العدالة ومحاسبة أولئك المجرمين، الذين ارتكبوا المذابح وتلك الفظاعات. وصف الدبلوماسي الأمريكي دون بيترسون (كان قتل العرب إبادة جماعية بكل وضوح وبساطة). تذكر للسلطان جمشيد الكثير من المناقب، فقد كان محباً للبساطة والتواضع، كما عاش بهدوء طيلة سنوات المنفى، ولم يكن ذلك الشخص الذي يحب الظهور في وسائل الإعلام، ولا في الأماكن العامة وذلك لا ينقصه في شيء إذ هو سليل عائلة عربية عريقة، مفضلا العيش بهدوء، رحل جناب السيد بهدوء وصمت، ودون حتى إعلان رسمي ليرحل معه الكثير من الأسرار والحكايات، التي بلا شك سوف تثير لعاب الكثير من الباحثين للتنقيب عن تلك الفترة التي حكم فيها العُمانيون زنجبار. كاتب من عُمان كلمات مفتاحية بدر الشيديجمشيد بن عبد الله البوسعيديزنجبار اترك تعليقاً لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ * التعليق * الاسم * البريد الإلكتروني * عدنان الحاردون: يناير 14, 2025 الساعة 11:08 م كم نالمت مما كتبه الاخ القدير بدر الشيدي المحمودي عن ذلك الرجل الشجاع بل المغوار..انه كان صعب المراس.. رد د صالح محروس محمد: يناير 15, 2025 الساعة 4:29 ص وصف ما حدث في زنجبار 12 يناير بالثورة خطا والصحيح امه غزو اجنبي بمساعدة دول اجنبية فمن قامو ا بالقتب لم يكونوا زنجباريين راجع كتابي كيف الانتهى الحكم العماني في شرق افريقيا زنجبار اندلس افريقيا المفقود د صالح محروس وايضا كتاب الشبخ ناصر الريامي زنجبار احداث وشخصيات رد عماني حر: يناير 15, 2025 الساعة 8:48 ص مؤامرة بريطانية إسرائيلية بمشاركة أطراف أخرى هو ما حدث في زنجبار وليس ثورة بل إنقلاب دموي

كانت هذه تفاصيل خبر رحيل آخر سلاطين زنجبار لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على جهينة وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا