الرياص - اسماء السيد - حضر رجال دين مراسم حفل تنصيب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل مبنى الكونغرس، حيث ألقوا خلاله خطابات وصلوات أمام المدعوين.
وأقسم ترامب برفع يديه اليمنى على نسخة من الكتاب المقدس ورثها من والدته، خلال تنصيبه لمنصب الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة.
وبدأ العمل رسمياً بتقليد حضور رجال الدين في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي، منذ حفل تنصيب الرئيس فرانكلين روزفلت في عام 1933، عندما تمت دعوة أول رجل دين لإلقاء صلاة خلال المراسم.
وقبل ذلك، لم يكن هناك التزام واضح بدعوة رجال الدين إلى المراسم، لكن الرؤساء كانوا يلتزمون بأداء القسم عل الكتاب المقدس، وهو تقليد بدأه الرئيس جورج واشنطن في أول حفل تنصيب عام 1789.
واختار ترامب رجال دين يمثلون ديانات ثلاث، وهي الإسلام والمسيحية واليهودية لحضور حفل تنصيبه، فمن هم هؤلاء الرجال؟
الحاخام آري بيرمان
يشغل الحاخام بيرمان منصب رئيس جامعة يشيفا (جامعة يهودية في نيويورك)، وتحدّث في كلمته أثناء الحفل عن عودة 3 رهينات إسرائيليات كن محتجزات لدى حركة حماس في قطاع غزة.
وأشاد بيرمان الذي ارتدى قبعة يهودية وشريطاً أصفراً لإظهار دعمه للرهائن، بترامب في مساعدته على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال بيرمان الذي لم يتحدث علناً عن دعم ترامب خلال الانتخابات، إنه يتطلع أن يجلب الرئيس الأمريكي الجديد السلام بين إسرائيل ومزيد من الدول العربية في الشرق الأوسط خلال ولايته الثانية.
وخلال ولاية ترامب الأولى، وقعت اتفاقات "أبراهام" التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل دول عربية وهي الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
أمضى بيرمان قرابة 14 عاماً في المركز اليهودي، وهي جماعة أرثوذكسية حديثة تقع في الجانب الغربي من مانهاتن، قبل أن ينتقل إلى إسرائيل في عام 2008، ثمّ عاد إلى الولايات المتحدة في عام 2017.
وفي إسرائيل، حصل بيرمان على درجة الدكتوراة في الفكر اليهودي من الجامعة العبرية في القدس، وترأس مركز هيخال شلومو للتراث اليهودي في القدس، ودرّس في كلية هرتسوغ، وهي كلية للمعلمين تقع في ألون شفوت، وهي مستوطنة في الضفة الغربية المحتلة.
هشام الحسيني
على الرغم من ورود اسمه في قائمة المدعوين وكان مخططاً أن يلقي كلمة خلال مراسم التنصيب، غاب الإمام الشيعي هشام الحسيني، وهو مدير مركز كربلاء للتعليم الإسلامي في مدينة ديربورن في ولاية ميشغان، عن حفل تنصيب ترامب.
ولم يوضح البيت الأبيض سبب غيابه إلاّ أن ناشطين على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) قالوا إن إلغاء حضور الحسيني بسبب "رفضه وصف حزب الله اللبناني كمنظمة إرهابية في عام 2007".
وبرز اسم الحسيني لأول مرة، خلال الأشهر التي سبقت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، كأحد الأصوات الداعمة للإطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأصبح من الأشخاص المهمين في المجتمع العراقي الأمريكي في ديربورن.
وفي تصريحات منسوبة إلى الحسيني بعد أسبوعين من الغزو الأمريكي للعراق، أشار إلى أن رسالته تهدفي إلى بناء "جسر للتواصل بين المسيحيين والمسلمين، والغرب والشرق، والأميركيين والعرب".
وكان الحسيني سيصبح أول زعيم مسلم يلقي خطاباً في حفل تنصيب رئيس أمريكي، وفق صحيفة واشنطن تايمز، قبل أن يتغيب عن الحضور دون الإعلان عن سبب ذلك.
وبينما كان ينتقد الحسيني بايدن، لـ"عدم وقف سفك الدماء في غزة ولبنان واليمن"، فإنه يقول إن قراره بدعم ترامب "ليس سياسياً فقط بل شخصياً أيضاً"، وفق ما نقلت الصحيفة الأمريكية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلاً لمقابلة مع الحسيني عام 2007، رفض خلالها وصف حزب الله اللبناني بـ"المنظمة الإرهابية".
فرانك مان
كما حضر حفل التنصيب الأب، فرانك مان، من أبرشية بروكلين الكاثوليكية الرومانية، الذي أنشأ صداقة غير متوقعة مع ترامب، بعد أن اهتم بمقبرة عائلة الرئيس الأمريكي في كوينز عن طريق الصدفة، وأرسل صورة لها لترامب، ومنذ ذلك الحين بقي الشخصان على اتصال حتى التقيا أول مرة عام 2020.
وقال مان خلال حفل التنصيب: "بينما يتولى رئيسنا ونائب الرئيس مهامهما الجديدة، فإننا نطلب من الله بتواضع أن يغطيهما بحبه الدائم وحكمته وأن يمنحهما صفاء الذهن للتغلب على التحديات التي تنتظرنا والرحمة لخدمة جميع المواطنين بالإنصاف والنزاهة".
لورينزو سويل
القس لورينزو سويل من كنيسة 180 ديترويت، كان أحد الركائز الأساسية في حملة ترامب الانتخابية خلال 2024.
إذ تحدث سويل، في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في يوليو/تموز، وحضر العديد من اجتماعات خلال الحملة مع زعماء الأديان وتجمعات مسيحية محافظة مؤيدة لترامب.
وبحسب تصريحات سويل، فإن ترامب طلب شخصياً من القس أن يكون حاضراً خلال حفل التنصيب.
ولا يتردد سويل الذي يبدي التزاماً بعقيدة مسيحية محافظة، في تناول السياسة ضمن خدمته الدينية، إذ يعتبر أن "رسالة الإنجيل هي رسالة سياسية، والكتاب المقدس هو كتاب سياسي" على حد قوله.
وقال سويل، إن ترامب طلب منه شخصياً أن يصلي أثناء حفل التنصيب.
ويرى بعض الكتاب بحسب مكتبة الكونغرس الأمريكية، أن حضور رجال الدين في مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي يعد تقليداً يعكس التزام الولايات المتحدة بالتعددية الدينية والتنوع الثقافي، بالإضافة إلى إضفاء "الشرعية على القيادة السياسية".