الرياص - اسماء السيد - من المقرر أن تعيد ولايته الثانية كرئيس للولايات المتحدة، تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية، إذ يضع الأجندة التي يسميها "أمريكا أولاً" في حكم التنفيذ، ما قد يؤثر على حياة الملايين من الناس خارج حدود أمريكا.
إليكم نظرة على الكيفية التي قد يتعامل بها ترامب، الذي كان رئيساً للولايات المتحدة من عام 2017 إلى عام 2021، مع بعض القضايا الدولية الرئيسية.
أوكرانيا
خلال حملته الانتخابية، قال ترامب مراراً وتكراراً إنه يستطيع إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا "في يوم واحد"، دون إعطاء تفاصيل.
لطالما انتقد ترامب تدفق مليارات الدولارات من المساعدات العسكرية الأمريكية إلى أوكرانيا، منذ الغزو الروسي الشامل لذلك البلد في عام 2022. وقد أثار هذا مخاوف بين مؤيدي أوكرانيا، من أنه سيدفع البلاد إلى التوصل إلى تسويات على حساب أراضيها من أجل إنهاء الحرب.
وصرح الرجل المرشح ليكون مبعوث ترامب الخاص إلى أوكرانيا وروسيا، كيث كيلوغ، لقناة فوكس نيوز في أوائل يناير/ كانون ثاني، أنه يهدف إلى التوصل إلى حل في غضون 100 يوم. واقترح كيلوغ في ورقة بحثية، في أبريل/ نيسان 2024، أن تحصل أوكرانيا على مزيد من المساعدات الأمريكية، فقط إذا وافقت على المشاركة في محادثات السلام مع موسكو.
وقال ترامب إن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يرغب في مقابلته وأن فريقه "يعد لذلك".
حلف الناتو
يُعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) - وهو تحالف عسكري يتألف من 32 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا - واحد من الأشياء التي يكرهها ترامب.
خلال رئاسته الأولى، هدد بانسحاب الولايات المتحدة من الحلف، إذا فشل الأعضاء الآخرون في تحقيق هدفهم المتفق عليه، بإنفاق 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع. كما أشار إلى أن الولايات المتحدة لن تدافع عن عضو لا يدفع حصته، إذا تعرض للهجوم.
وفي أوائل يناير/ كانون ثاني 2025، دعا ترامب أعضاء الناتو الأوروبيين إلى مضاعفة إنفاقهم العسكري، إلى أكثر من 5 في المئة من دخولهم الوطنية.
وقال موقع حملة السيد ترامب على الإنترنت إن هدفه هو "إعادة تقييم جوهري"، لغرض الناتو ومهمته.
الرأي منقسم حول ما إذا كان سيسحب الولايات المتحدة من التحالف. لكن محللين يقولون إن هناك طرقاً لا تزال لديه لتقويض التحالف دون الانسحاب منه، على سبيل المثال من خلال تقليل عدد القوات الأمريكية في أوروبا.
الشرق الأوسط
سيتولى ترامب منصبه، بعد أن يدخل اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن بين إسرائيل وحركة حماس في غزة حيز التنفيذ. لقد عمل مستشاروه مع فريق الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن – جنباً إلى جنب مع المفاوضين القطريين والمصريين - في المحادثات. وينسب كلا الرجلين (ترامب وبايدن) الفضل لنفسه في الاتفاق.
لكن ستكون هناك تحديات في المستقبل في تنفيذ الاتفاق، وخاصة في إتمام مراحله اللاحقة منه والتي تشمل، على حد تعبير السيد بايدن، "إنهاء دائم للحرب".
خلال ولايته الأولى، سن ترامب سياسات مؤيدة لإسرائيل بقوة، بما في ذلك الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى هناك. كما اتخذت إدارته موقفاً صارماً تجاه إيران، فانسحبت من الاتفاق النووي، وعززت من العقوبات على طهران وقتلت الجنرال قاسم سليماني - أقوى قائد عسكري في إيران.
ويزعم منتقدون أن سياسات ترامب كان لها تأثير مزعزع للاستقرار في المنطقة، وعزلت الفلسطينيين. لقد توسط في اتفاقيات إبراهام – وهي اتفاقيات تاريخية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وكل من الإمارات العربية المتحدة، البحرين، السودان، والمغرب. ولكن تم الاتفاق عليها دون أن تضطر إسرائيل إلى قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة مستقبلية بجانبها - وهو ما كان سابقاً شرطاً للدول العربية لمثل هذه الصفقات.
بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، قال السيد ترامب إنه سيعمل على تعزيز "السلام من خلال القوة" في المنطقة، ويبني على اتفاقيات إبراهام. وهذا قد يعني العمل على اتفاق لتطبيع العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل.
الصين
إن نهج أمريكا تجاه الصين له آثار كبيرة على الأمن والتجارة العالمية.
في ولايته الأولى، أشعل ترامب حرباً تجارية مريرة مع الصين. هذه المرة، أقترح فرض تعريفات جمركية تصل إلى 60 في المئة على الواردات الصينية إلى الولايات المتحدة.
ثم جاء اختياره لوزير خارجيته، ماركو روبيو، ومستشاره للأمن القومي، مايك والتز – وهما متشددان بشأن الصين، وأوضحا أنهما يريان بكين كتهديد كبير – ليعزز من موقفه إزاء الصين.
تظل تايوان قضية مهمة. حافظت الولايات المتحدة على المساعدات العسكرية للجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها الصين مقاطعة منشقة ستكون في النهاية تحت سيطرة بكين.
كانت الولايات المتحدة غير واضحة تاريخياً، بشكل متعمد، بشأن كيفية رد فعلها إذا غزت الصين تايوان، على الرغم من أن بايدن كان الأكثر صراحة من أي زعيم أمريكي حتى الآن، في القول إن الولايات المتحدة ستدافع عنها.
خلال الحملة الانتخابية، قال ترامب إنه لن يضطر إلى استخدام القوة العسكرية لمنع حصار تايوان، لأن الرئيس الصيني شي جين بينغ "يحترمني ويعرف أنني(..)مجنون"، وقال إنه سيفرض تعريفات جمركية معرقلة على الواردات الصينية، إذا حدث ذلك.
تغير المناخ
يُعرف الرئيس الأمريكي المنتخب بأنه متشكك في تغير المناخ، وقد وصف الجهود المبذولة لتعزيز الطاقة الخضراء بأنها "خدعة".
ومن المرجح أن يسحب الولايات المتحدة، مرة أخرى، من اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن تغير المناخ، كما فعل خلال إدارته الأولى، وهي الخطوة التي نقضها سلفه جو بايدن في عام 2021.
وتعهد الرئيس المنتخب "بالحفر، يا صغيري، الحفر" بحثاً عن النفط، ووعد بطاقة أرخص.
قبل الانتخابات، وعدت حملة ترامب بوقف "التقاضي التافه" من قبل دعاة حماية البيئة، وإنهاء الدعم لطاقة الرياح، وخفض الضرائب على منتجي النفط والغاز والفحم، وإلغاء اللوائح المنظمة لانبعاثات السيارات التي أدخلها السيد بايدن.
وفي حين يرى خبراء المناخ أن رئاسة ترامب بمثابة ضربة للعمل المناخي العالمي، فإنهم يقولون أيضا إن الانتقال إلى الطاقة المتجددة أصبح مع ذلك جزءاً لا يتجزأ من كل من الاقتصاد الأمريكي والعالمي.
الهجرة
تعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين، الذين يعيشون بدون تصريح في الولايات المتحدة.
وقال إنه سيبدأ "أكبر عملية ترحيل جماعي في تاريخ الولايات المتحدة"، في أول يوم له في البيت الأبيض.
يوجد ما يقدر بنحو 11 مليون مهاجر، لا يملكون الوثائق المطلوبة، يعيشون في الولايات المتحدة، وكثير منهم عاشوا وعملوا هناك لسنوات عديدة. وقال ترامب إنه سيبدأ بترحيل "المجرمين"، لكن لم يتم تقديم سوى القليل من التفاصيل.
يهدف ترامب أيضاً إلى إنهاء الجنسية التلقائية لأي شخص يولد في الولايات المتحدة، والمعروفة باسم جنسية حق الولادة.
خلال حملته الانتخابية، استخدم خطاباً نارياً بشأن الهجرة، قائلاً إنه سيشدد أمن الحدود، وأشار إلى أنه سيعيد فرض حظر السفر المثير للجدل للغاية على الأشخاص من دول معينة، وكثير منها دول ذات أغلبية مسلمة.
ومع ذلك، يزعم خبراء الهجرة أن خطط ترامب تنطوي على تحديات قانونية، ولوجستية ومالية وسياسية كبيرة.
غرينلاند وقناة بنما
أثار الرئيس الأمريكي المنتخب جدلاً، بقوله إنه يريد شراء غرينلاند والسيطرة على قناة بنما.
وعندما سُئل في أوائل يناير/ كانون ثاني، عما إذا كان يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لتحقيق هذه الأهداف، أجاب: "لا، لا أستطيع أن أؤكد لك أياً من هذين الأمرين".
تضم منطقة غرينلاند قليلة السكان، والتابعة لدولة الدنمارك، منشأة فضائية أمريكية كبيرة، ولديها بعض أكبر رواسب المعادن الأرضية النادرة، والتي تعد مهمة للغاية في تصنيع البطاريات والأجهزة عالية التقنية.
وأكدت الدنمارك، وكذلك رئيس وزراء غرينلاند، أن الإقليم ليس للبيع.أثار الرئيس الأمريكي المنتخب جدلاً، بقوله إنه يريد شراء غرينلاند والسيطرة على قناة بنما.
وعندما سُئل في أوائل يناير/ كانون ثاني، عما إذا كان يستبعد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية لتحقيق هذه الأهداف، أجاب: "لا، لا أستطيع أن أؤكد لك أياً من هذين الأمرين".
تضم منطقة غرينلاند قليلة السكان، والتابعة لدولة الدنمارك، منشأة فضائية أمريكية كبيرة، ولديها بعض أكبر رواسب المعادن الأرضية النادرة، والتي تعد مهمة للغاية في تصنيع البطاريات والأجهزة عالية التقنية.
وأكدت الدنمارك، وكذلك رئيس وزراء غرينلاند، أن الإقليم ليس للبيع.
في ديسمبر/كانون أول، قال ترامب إن بنما تفرض رسوماً "سخيفة وغير عادلة للغاية" مقابل المرور عبر القناة، وأضاف أنه إذا لم تتوقف هذه "السرقات"، فسوف يطالب بإعادتها إلى سيطرة الولايات المتحدة.
كما قال إنه يشعر بالقلق إزاء الصين، التي تستخدم القناة بشكل متكرر والتي لديها أيضا استثمارات اقتصادية كبيرة في بنما. من جانبها، قالت بنما إن سيادتها على القناة "غير قابلة للتفاوض"، وإنه ليس هناك "تدخل صيني" في الممر المائي.
ويُعتقد أنه من غير المرجح أن تسيطر الولايات المتحدة على أي من هاتين المنطقتين، لكن تصريحات ترامب تشير إلى أن رؤيته "أمريكا أولاً" تتضمن استعراض العضلات الأمريكية خارج حدود الولايات المتحدة.