اخبار العالم

وول ستريت جورنال: الدول الخليجية تسارع الخطى من اجل منافسة تركيا على النفوذ في سوريا

أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية بأن ودول عربية أخرى تسعى لتعزيز نفوذها مع الحكومة الإسلامية في سوريا، على أمل تحقيق مكاسب على حساب منافسيها في هذا البلد ذي الموقع الاستراتيجي، على الرغم من المخاوف بشأن الماضي "الجهادي" لقادتها الجدد.

وأشارت إلى أن السعودية، إلى جانب الأردن وقطر، تسارع لإرسال المساعدات الإنسانية ودعم الطاقة للسكان السوريين المنهكين من الحرب، وتراهن الدول العربية على أن هذه الخطوات قد تحقق أهدافاً ضيقة واستراتيجية، من بينها الحد من تدفق المخدرات والمقاتلين المتطرفين عبر الحدود السورية، ومواجهة نفوذ منافسين مثل تركيا وإيران.

ولفت الخبير في الشأن السوري وأستاذ في جامعة ليون 2 بفرنسا فابريس بالانش إلى أننا "تشعر الحكومات في المنطقة بالقلق من الخلفية الإسلامية للحكام الجدد، وكذلك من أن شعبيتهم قد يكون لها تأثير معدٍ بين شعوبها"، موضحاً "كما أنها ترغب في الحصول على موطئ قدم في سوريا الجديدة".

واعتبرت الصحيفة أنه سيكون لكيفية تشكل الملامح السياسية للبلاد بعد السقوط السريع والمفاجئ لنظام بشار الأسد تداعيات واسعة على المنطقة، فعلى مدى أكثر من عقد من الصراع، دعمت أطراف خارجية، بما في ذلك داعمو الرئيس السوري السابق إيران وروسيا، فصائل مختلفة لتحقيق أجنداتها المتباينة، مما حول سوريا إلى ساحة لحروب بالوكالة.

وأضافت: "قدم الوافدون العرب الجدد بعروض للمساعدة في إعادة الإعمار وتخفيف نقص الغذاء والطاقة في الفراغ الذي تركه نظام الأسد، وهي تحركات يقول المحللون إنها مدفوعة بأهداف تتجاوز مجرد الإحسان".

وأوضحت أن السعودية افتتحت، في الأيام الماضية، جسرًا جويًا إنسانيًا إلى سوريا، يقدّم الغذاء والمأوى والإمدادات الطبية، كما عرضت تدريب وتجهيز الشرطة المدنية السورية واستبدال إمدادات النفط الإيرانية التي تخضع للعقوبات لتخفيف أزمة الطاقة في دمشق، وهي مقترحات لا تزال قيد النقاش.

وأشارت إلى أن العديد من الدول العربية، بما في ذلك السعودية والإمارات العربية المتحدة، تخشى عودة ظهور جماعات إسلامية مثل "القاعدة"، و"الإخوان المسلمين"، وتنظيم "داعش" في الشرق الأوسط، لافتة إلى أن "هذه الدول سعت إلى منع انتشار الإسلام السياسي في المنطقة منذ انتفاضات الربيع العربي عام 2011 التي أدت إلى الإطاحة بقادة حكموا طويلاً في تونس ومصر وليبيا، وقد ملأت الجماعات الإسلامية الفراغ في بعض الحالات، بما في ذلك فصيل من الإخوان المسلمين في مصر، الذي أطيح به لاحقاً في انقلاب عسكري، ومنذ ذلك الحين، ضخت السعودية والإمارات مليارات الدولارات في مصر لدعم عبد الفتاح السيسي الجنرال الذي تحول إلى رئيس".

ولفتت إلى أن "أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام، جهادياً معادياً لأميركا في العراق، لكنه تبرأ من التطرف قبل سنوات وتعهد باحترام التنوع العرقي والديني في سوريا بينما تسعى جماعته للحصول على اعتراف دولي، وكذلك تمويل لإعادة إعمار البلاد، وإعادة تشغيل الاقتصاد، وإعادة توطين ملايين اللاجئين"، موضحة أن "وزير الخارجية السوري الجديد اختار السعودية كوجهة أولى لأول رحلة له إلى الخارج الأسبوع الماضي، قبل أن يتوجه إلى دول عربية أخرى، بما في ذلك قطر والإمارات والأردن".

وأوضحت الصحيفة أن "تركيا تمتلك روابط قائمة مع هيئة تحرير الشام وجماعات أخرى عارضت الأسد، مما يمنح أنقرة ميزة أمام السعودية في التعامل مع الحكومة السورية الجديدة"، مشيرة إلى أن "تركيا أرسلت بعد أيام من فرار الأسد من سوريا، مسؤولين ورجال أعمال إلى دمشق، معربة عن اهتمامها بالمساهمة في إعادة بناء قطاع الطاقة في البلاد، وفقاً لتصريحات الإدارة السورية الجديدة ووزارة الطاقة التركية".

وأشارت إلى أن "تركيا تبدو الآن في موقع أقوى لممارسة الضغط على الميليشيات الكردية التي تعارضها في سوريا، ولديها منصة أوسع لإبراز نفوذها في المنطقة، ويرى محللون أن الرياض، التي خسرت أمام طهران في سباق النفوذ في العراق بعد صدام حسين، تسعى لاستخدام المساعدات كوسيلة لمواجهة تحركات أنقرة في سوريا".

وذكرت أن "التنافس بين المملكة وتركيا يعود إلى الحقبة العثمانية ويمتد إلى التاريخ الحديث في الصراع على النفوذ في الشرق الأوسط بعد تداعيات الربيع العربي".

وأشار فواز جرجس، أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد، إلى أن "هدف السعودية هو موازنة الدور الكبير الذي تلعبه تركيا في سوريا الجديدة"، وأضاف أن الرياض تريد أيضاً ضمان عدم انزلاق سوريا مجدداً إلى العنف والاضطرابات الاجتماعية، مما قد يهدد استقرار المنطقة.

على صعيد متصل، لفتت الصحيفة إلى أن قطر الجماعات دعمت المعارضة للأسد وامتنعت عن الانضمام إلى السعودية ودول عربية أخرى عندما قامت بتطبيع العلاقات مع سوريا في عام 2023، وقال مسؤولون من الشرق الأوسط إن الدوحة في محادثات متقدمة مع الحكومة السورية الجديدة لتقديم مساعدات مالية ودعم في مجال الطاقة، مشيرة إلى أن الخطوط الجوية القطرية، الناقل الوطني لدولة قطر، أصبحت يوم الثلاثاء أول شركة طيران دولية تستأنف رحلاتها التجارية إلى دمشق بعد انقطاع دام 13 عاماً.

وأوضحت أنه في الوقت نفسه، عرض الأردن، رغم أزماته الاقتصادية، تزويد سوريا بالكهرباء وهو في محادثات لتوسيع العلاقات مع الحكومة الجديدة هناك، كما يعتزم ، وهو كتلة تهيمن عليها السعودية وتضم دولاً غنية بالموارد الهيدروكربونية في الخليج العربي، تقديم مساعدة تقنية لإعادة بناء مؤسسات الدولة وإصلاح الطرق والكهرباء والمدارس والمستشفيات والمنازل في سوريا، وفقاً لما كتبه عبد العزيز العويشق، مسؤول في المجلس مختص بالشؤون السياسية، في مقال بصحيفة "عرب نيوز".

وأضافت: "مع ذلك، ليست كل الدول العربية متحمسة لاحتضان الحكومة التي تقودها هيئة تحرير الشام، فقد رحبت الإمارات هذا الأسبوع بالوفد السوري، لكنها لم تعرض علناً أي مساعدات اقتصادية، وقال أنور قرقاش، مستشار دبلوماسي للحكومة الإماراتية، خلال مؤتمر في أبوظبي منتصف كانون الثاني، إن الجذور الإسلامية للحكام الجدد وروابطهم السابقة بالجماعات المتطرفة مقلقة للغاية".

كما أشارت إلى أن القوى الغربية متوجسة من المسار الذي قد يسلكه قادة سوريا الإسلاميون الجدد، وهي مترددة في رفع العقوبات عن البلاد أو إزالة تصنيف الإرهاب عن قيادتها لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أعلنت هذا الأسبوع أنها ستخفف القيود على المساعدات الإنسانية لسوريا لمدة ستة أشهر، وانهت الولايات المتحدة العمل بالمكافأة البالغة 10 ملايين دولار عن زعيم هيئة "تحرير الشام" أحمد الشرع بعد أن تعهد بعدم تشكيل تهديد للولايات المتحدة وحلفائها، لكن معظم العقوبات الأميركية على سوريا لا تزال قائمة.

كما لفتت إلى أن الأمم المتحدة وجهات أخرى أكدت أنه لا توجد خطط فورية لرفع العقوبات عن الشرع وهيئة "تحرير الشام"، مضيفة أن أي قرارات بهذا الشأن ستعتمد على مدى ديمقراطية وشمولية النظام الجديد.

كانت هذه تفاصيل خبر وول ستريت جورنال: الدول الخليجية تسارع الخطى من اجل منافسة تركيا على النفوذ في سوريا لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على النشرة (لبنان) وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا