كارثة إنسانية

أثار الحادث تساؤلات حول كفاءة أنظمة السلامة، وخاصة في ظل الأزمات السياسية التي تعيشها البلاد. ومع إعلان الحداد الوطني، طالب أهالي الضحايا بالإسراع في تحديد هوية الجثث وإعادتها.

وتأتي هذه الكارثة بعد سنوات من الحوادث الكبرى في كوريا الجنوبية، مثل غرق العبارة عام 2014 وتدافع عيد الهالوين في 2022، ما يضع ضغوطًا إضافية على الحكومة لتعزيز معايير السلامة ومنع تكرار مثل هذه الكوارث.

وقال تشوي، الذي يشغل أيضًا منصب نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، إن «جوهر الاستجابة المسؤولة يتمثل في تجديد أنظمة سلامة الطيران بشكل عام لمنع تكرار حوادث مماثلة وبناء جمهورية كوريا الجنوبية أكثر أمانًا».

تحذير مسبق

ألغت طائرة بوينج 737-800 التي تديرها شركة طيران جيجو الكورية الجنوبية منخفضة التكلفة محاولتها الأولى للهبوط لأسباب غير واضحة على الفور. ثم، أثناء محاولتها الثانية للهبوط، تلقت تحذيرًا من اصطدام طائر من مركز التحكم الأرضي قبل أن يصدر قائدها إشارة استغاثة. هبطت الطائرة دون نشر عجلات الهبوط الأمامية، وتجاوزت المدرج، واصطدمت بسياج خرساني وانفجرت في كرة نارية.

وقال آلان برايس، كبير الطيارين السابق في شركة دلتا للطيران والمستشار الحالي، إن طائرة بوينج 737-800 هي «طائرة مجربة» تنتمي إلى فئة مختلفة من الطائرات عن طائرة بوينج 737 ماكس التي ارتبطت بحوادث مميتة في عامي 2018 و2019.

لكن وزارة النقل في كوريا الجنوبية قالت، يوم الإثنين، إنها تخطط لإجراء عمليات تفتيش للسلامة على جميع طائرات بوينج 737-800 البالغ عددها 101 طائرة، والتي تشغلها شركات الطيران في البلاد، إضافة إلى مراجعة أوسع لمعايير السلامة في شركة جيجو إير التي تشغل 39 من تلك الطائرات.

تصنيع محدد

قال المسؤول الكبير في الوزارة جو جونج وان، إن «ممثلين من مجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي وشركة بوينج من المتوقع أن يصلوا إلى كوريا الجنوبية للمشاركة في التحقيق».

وقال مسؤولون في الوزارة أيضا، إنهم سينظرون فيما إذا كان ينبغي أن يتم تصنيع مُحدِّد موقع مطار موان - وهو سياج خرساني يضم مجموعة من الهوائيات المصممة لتوجيه الطائرات بأمان أثناء الهبوط - من مواد أخف وزنا من شأنها أن تنكسر بسهولة أكبر عند الاصطدام.

وقال جو، إن الوزارة حددت وجود هياكل خرسانية مماثلة في مطارات محلية أخرى، بما في ذلك في جزيرة جيجو ومدينتي يوسو وبوهانغ الجنوبيتين، إضافة إلى مطارات في الولايات المتحدة وإسبانيا وجنوب إفريقيا.

وقال جون كوكس، الطيار المتقاعد والرئيس التنفيذي لشركة أنظمة التشغيل الآمنة في سانت بطرسبرغ بولاية فلوريدا، إن مقطع فيديو للحادث أشار إلى أن الطيارين لم ينشروا اللوحات أو الشرائح لإبطاء الطائرة، مما يشير إلى احتمال وجود عطل هيدروليكي، ولم يخفضوا عجلات الهبوط يدويًا، مما يشير إلى أنهم لم يكن لديهم الوقت.

إجراءات تفتيش موسعة:

أعلنت وزارة النقل فحص 101 طائرة من طراز بوينج 737-800 المستخدمة في البلاد، ومراجعة معايير السلامة لشركة «جيجو إير»، المشغلة للطائرة المنكوبة.

تفاصيل الحادث:

الطائرة حاولت الهبوط مرتين، تعرضت لتحذير من اصطدام طائر، وتجاوزت المدرج دون نشر عجلات الهبوط الأمامية، مما أدى إلى اصطدامها بحاجز خرساني وانفجارها.

مشكلات تقنية محتملة:

خبراء أشاروا إلى احتمال وجود عطل في النظام الهيدروليكي أو عجلات الهبوط، بينما أظهرت الفيديوهات وجود مشاكل في المحرك.

فريق دولي للتحقيق:

وصل محققون أمريكيون من مجلس سلامة النقل وشركة بوينج للمشاركة في التحقيقات، مع فحص الصندوقين الأسودين للطائرة.

ردود الفعل الوطنية:

أعلنت الحكومة فترة حداد رسمي لسبعة أيام، وسط انتقادات لغياب قيادات كبرى نتيجة الاضطرابات السياسية الأخيرة، التي شهدت عزل الرئيس ورئيس الوزراء.

سلامة البنية التحتية:

تبحث السلطات إمكانية استخدام مواد أخف وزنًا في تصميم الحواجز الخرسانية بالمطارات لتقليل أضرار الاصطدام.