العالم يمر بمنعرج خطير وحاسم والسؤال الذي عنونت به مقالي أصبح اليوم مطروحا بقوة؛ لأن دار الإسلام توشك أن تفقد فلسطين كما سبق أن فقدت الأندلس؛ ولأن بالمقابل نرى الغرب يمينه ويساره يوشك أن يفقد إسرائيل (قلعة دفاعه المتقدمة كما يدعي) فهي مهددة بالفناء ككيان نشأ بوعد بلفور عام 1917 وربما يندثر بوعد (ترامب) عام 2025. ولا ينسى الإسرائيليون أبدا أن وزير الخارجية البريطانية (اللورد بلفور) وعدهم بكيان (واستعملت الوثيقة الموقعة بيد بلفور نفسه (مصطلح):
HOME
ولم تستعمل مصطلح (دولة)
STASTE
وها نحن نشهد ضياع فلسطين وضياع إسرائيل أو ضياعهما معا. ففيما يتعلق بفلسطين نشهد على انقسامها الى شقين كبيرين (شق المقاومة بمنظماته العديدة) و(شق الضفة الغربية بقيادة محمود عباس المنادي بالسلام من خلال المفاوضات) وهو أكثر الناس إدراكا بأن السلام مع إسرائيل وحل الدولتين والرجوع للقانون الدولي ما هي سوى سراب بقيعة وهمي تلوح به إسرائيل منذ 1947 للعرب فيحسبونه ماء! حتى تخدرهم وتحيد بهم عن طريق المقاومة المشروعة للاحتلال نحو الحلم الوردي المغشوش بتحرير فلسطين وإنشاء دولة قابلة للعيش تتعايش بسلام ووئام مع جارة إسرائيلية يُطمأن لها كما صدر كل ذلك في وثائق مختومة “ملغمة” من أوسلو الى مدريد مرورا بكامب ديفيد وربما الى مفاوضات القاهرة والدوحة!.
* وعجبا كيف لم يعتبر أبو مازن بالفخ الذي وقع فيه المرحوم ياسر عرفات حين رفع غصن الزيتون من أعلى منبر الأمم المتحدة الى جانب البندقية قائلا جملته التاريخية: “لا تسقطوا غصن الزيتون من يدي” وعلمت شخصيا من فم صديقي حكم بلعاوي سفير فتح لدى تونس ثم وزير الداخلية بأن هذا الشعار الشهير كان من تأليف الشاعر الفلسطيني محمود درويش رحمة الله عليه حين كلفة أبوعمار بتحرير مسودة خطابه على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة! ويشهد العالم اليوم وإلى حد الساعة عودة جريمة الإبادة رغم توقيع معاهدة وقف إطلاق النار برعاية الوسطاء الثلاثة الولايات المتحدة ومصر وقطر.
* وكما شهدتم تحركت عواصم عربية وأوروبية وأمريكية في مظاهرات مليونية للتنديد بعودة حرب إبادة الفلسطينيين في لعبة قذرة راح ضحيتها الى يوم أمس حوالي ألف فلسطيني منهم 300 طفل من أجل إرضاء (بن غفير) و(سموتريتش) والاحتفاء بعودتهما لحكومة نتنياهو! حتى لا تسقط! وحتى المعارض الإسرائيلي “المعتدل” (لابيد) صرح بأنه عار على شعب إسرائيل أن تصبح أرواح أطفال غزة ورقة (كوتشينة) في أيدي متطرفين يهود!.
أما فيما يتعلق بإسرائيل فإنها استبقت استئناف الحرب بحملة تضليل إعلامي زعمت خلالها أن المقاومة في غزة تستعد لشن هجوم بري واسع على مستوطنات الغلاف. إلا أن الوقائع تشير إلى أن الحرب كانت ولا تزال جزءًا من مخطط إنقاذ (نتنياهو) وحكومته حتى لو أدى ذلك إلى انهيار الأوضاع بالكامل وهدم المعبد على رؤوس الجميع.
* ولكي نفكك طلاسم المعضلة الإسرائيلية ننقل لكم تحذير رئيس المحكمة العليا الإسرائيلية الأسبق (أهارون باراك) لشعبه من أن تنزلق إسرائيل نحو حرب أهلية بسبب تفاقم الانقسامات الداخلية وشدد (أهارون باراك) خلال مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية على ضرورة منع استبداد الأغلبية داعيا إلى عقد اتفاقية بين إسرائيل وحماس وجاءت تصريحاته في الوقت الذي أقالت فيه الحكومة الإسرائيلية رئيس جهاز الشاباك (رونين بار) رغم أن الجهاز يحقق حاليا في التسيب الذي تورط فيه أعضاء في حكومة (نتانياهو) سمحت بهجوم السابع من أكتوبر 2023 وأضاف (باراك): “المشكلة الرئيسية للمجتمع الإسرائيلي هي الجبهة الثامنة وهي الشرخ الحاد بين الإسرائيليين أنفسهم.
هذا الخلاف يتفاقم وأخشى أن تكون نهايته مثل قطار خرج عن القضبان وينحدر إلى الهاوية ويؤدي إلى حرب أهلية، وتجدر الإشارة إلى أن باراك اقترح إمكانية التوصل إلى صفقة إقرار بالذنب في قضايا فساد تورط فيها نتنياهو، مضيفا أن “إقالة المستشارة القضائية للحكومة غير قانونية وفقا للمعايير التي حددتها “لجنة شمغار” فقد أدت عملها بأفضل شكل ووافقت على معظم قرارات الحكومة. وظيفتها تتمثل في توضيح ما هو قانوني وما هو غير قانوني وعزلها سيشكل ضربة قاسية لمنظومة العدالة ولحقوق المواطنين.
وإن ما يهدد انفجار إسرائيل من داخلها هو استمرار جيش الاحتلال قصفه وتوغله بمناطق في غزة في حين توعد وزير الدفاع الإسرائيلي (يسرائيل كاتس) بالاستيلاء على مزيد من أراضي القطاع وتهجير الفلسطينيين قائلا: “حتى نحقق خطة حليفنا الرئيس (ترامب) التي نراها فرصتنا اليوم”.
خلاصة تحليلنا هي أن قضيتنا المركزية فلسطين تصبح اليوم ونحن في أواخر رمضان ومارس تتمثل في (إنقاذ الشعب الفلسطيني من مخطط الإبادة الذي يستهدفه كأولوية مطلقة ثم توحيد الجهود العربية والإسلامية لفرض القانون الدولي على الجميع وأهم ما فيه تأسيس دولة فلسطينية على حدود يونيه 1967 عاصمتها القدس الشرقية كما جاء في مقترح الملك عبد الله رحمة الله عليه عام 2002 وهو قبول إسرائيل بدولة فلسطين مقابل اعتراف عربي كامل بدولة اسرائيل كجار بل كحليف في تأمين الشرق الأوسط من الحروب والإرهاب والعنف وخرق القانون الدولي.
لعل القراء الأفاضل يقولون: ما جدوى التذكير بهذه الحقائق التاريخية بعد أن تأكدنا اليوم أن نتنياهو يقود دولته الى المجهول وهو ما يرفعه شعبه شعارا في مظاهرات ضخمة مستمرة من شهور تطالب بإسقاطه ومحاكمته كمجرم حرب لا يهمه مصير الرهائن الذين تحتجزهم حماس بل يهمه تأبيد نفسه في الحكم هو شخصيا لأن نهاية الحرب تعني نهايته هو!.
خوف حكماء إسرائيل من فقدان إسرائيل وخوفنا نحن من فقدان فلسطين هما الحقيقتان الماثلتان أمام العالم فلا فائدة ترجى من هروبنا منهما، نعتقد أن أولى خطوات السلام هي الاعتراف الدولي بأن أصل المعضلة هو احتلال إسرائيل لفلسطين.
د. أحمد القديدي – الشرق القطرية
كانت هذه تفاصيل خبر هل تفقد دار الإسلام فلسطين ويفقد الغرب إسرائيل؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.