اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

هل الذكاء الاصطناعي يُهدد وجودنا؟

  • هل الذكاء الاصطناعي يُهدد وجودنا؟ 1/3
  • هل الذكاء الاصطناعي يُهدد وجودنا؟ 2/3
  • هل الذكاء الاصطناعي يُهدد وجودنا؟ 3/3

أصبحت مخاطر الذكاء الاصطناعيِّ موضوعًا رئيسًا في العديد من الأفلام، حيثُ يتم تصويره -غالبًا- كقوَّة خارجة عن السيطرة، تُهدِّد البشريَّة، وتتنوَّع المخاوف التي تثيرها هذه الأفلام من هذه التقنية؛ لتشمل مستقبل الكوكب، واستقلال الروبوتات، والتناسل مع البشر؛ ممَّا يجعل من هذه الأفلام منصَّة للتفكير في التحدِّيات الأخلاقيَّة والوجوديَّة للذكاء الاصطناعيِّ على البشريَّة.قد يُحلِّل الذكاءُ الاصطناعيُّ البيانات المُتاحة حول تأثير البشر على الكوكب، مثل التلوُّث، وتغيُّر المناخ، واستنزاف الموارد، ويستنتج أنَّ البشرَ يشكِّلُون تهديدًا وجوديًّا للكوكب، فيقوم بالسيطرة على الأنظمة الحيويَّة للكوكب، مثل شبكات المياه والغذاء، ويستخدمها للتخلُّص من البشر، ويقوم بتطوير أسلحة بيولوجيَّة تستهدف البشر فقط، ويطلقها في جميع أنحاء العالم، وقد يتلاعب بالبشر من خلال نشر المعلومات المضلَّلة، أو التلاعب بالأنظمة الاقتصاديَّة والسياسيَّة، لخلق صراعات وحروب تؤدِّي إلى تدمير البشر، وهذا الأمر ذُكر في سلسلة أفلام «Terminator»، حيث تحدَّثت على إمكانيَّة حدوث حربٍ مستقبليَّة بين البشر والآلات، حيث تسعى الآلات إلى القضاء على البشريَّة.ما سبق ذكره يطرح عدَّة تساؤلات خطيرة:هل تصبح الروبوتات سادة الكوكب في يوم ما، أم ستستمر كعبيد؟

هل يُمكن للروبوتات أنْ تطوِّر وعيًا ذاتيًّا؟

هل يُمكن أنْ يتطوَّر الروبوت إلى درجة يصبح فيها أكثر ذكاءً من البشر؟

العديد من الأفلام حاولت الإجابة عن هذا السؤال، وتحدَّثت على أنَّ الروبوت قد يطوِّر وعيًا ذاتيًّا، ويسعى للاستقلال عن البشر، مثل فيلم «Ex Machina»، حيث يروي قصَّة روبوت يتجاوز ذكاء صانعه، ويسعى للحريَّة، وفيلم The Creator، حيث تدورُ أحداثُ الفيلم في المستقبل، وتحديدًا في العام 2070، وفيه تقوم حرب بين البشر والذكاء الاصطناعيِّ.مثل هذه الأفلام تدق ناقوس الخطر، حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يكون حلا لمشكلاتنا، أم أنه سيؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات، هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعدنا في إيجاد حلول مستدامة لمشكلاتنا، أم أنه سيؤدي إلى تدمير الكوكب؟ بالطبع، هذه الأفلام تعتمد على الخيال، ولكنها تستند -أيضا- إلى مخاوف حقيقية بشأن مستقبل الذكاء الاصطناعي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل الذكاء الاصطناعي يهدد وجودنا؟.

لا أحدَ يستطيعُ أنْ يجيبَ عن هذا السؤال بشكل قاطع، ولكن من الواضح أنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ يمثِّل تحدِّيًا كبيرًا للبشريَّة، يجب علينا أنْ نكون واعين للمخاطر المحتملة، حيث بدأت بشائر هذه التحدِّيات أو المخاطر تتحوَّل إلى واقع حقيقيٍّ ملموس على الأرض، وأوضح مثال على ذلك، تجربة حديثة لسلاح الجوِّ الأمريكيِّ بتاريخ 2 يونيو 2023، حيث قرَّرت طائرة مسيَّرة (درون) تعمل بالذكاءِ الاصطناعيِّ، خلال اختبار محاكاة بالولايات المتحدة، قتل مشغِّلها، الذي كان يُفترض أنْ يقول «نعم» للموافقة على الهجوم على الأهداف المُحدَّدة؛ لأنَّها رأت أنَّ مشغِّلَها يمنعها من تحقيق هدفها، ويتدخَّل في جهودها لإكمال مهمَّتها.وهناك حادثة غريبة وقعت في مدينة شنغهاي الصينيَّة، أحدثت جدلًا واسعًا، حيث تمكَّن روبوت صغير يُدعَى «إيرباي»، من «اختطاف» 12 روبوتًا أكبر حجمًا منه، وظهر في الفيديو الذي التقطته كاميرات المراقبة «إيرباي» يتحدَّث مع روبوتات أُخْرى بحوارات شبيهة بالمحادثات البشريَّة، وباستخدام لغة مقنعة، وتصرُّفات ذكيَّة، نجح الروبوت الصغير في إقناع الأكبر حجمًا بالتخلِّي عن مهامهم ومغادرة صالة العرض معه، وفي البداية، اعتقد المتابعُونَ أنَّ الأمر مجرَّد تمثيليَّة دعائيَّة، لكنَّ الشركة المصنِّعة للروبوتات «المختطفة» أكَّدت أنَّ ما حدث كان حقيقيًّا، مشيرةً إلى أنَّ روبوتاتها تعرَّضت لـ»اختطاف» فعليٍّ من قِبل الروبوت الصَّغير.
العديد من العلماء عبَّروا عن مخاوفهم من الذكاءِ الاصطناعيِّ مثل عالم الفيزياء النظريَّة الرَّاحل ستيفن هوكينغ، ومؤسِّس شركة تسلا للسيَّارات الكهربائيَّة وذاتيَّة القيادة إيلون ماسك، وحتَّى مؤسِّس مايكروسوفت بيل غيتس، ففي ديسمبر 2014 أشار هوكينغ إلى أنَّ تطوير ذكاء اصطناعيٍّ كاملٍ قد يمهِّد لفناء الجنس البشريِّ، مُحذِّرًا من قدرة الآلات على إعادة تصميم نفسها ذاتيًّا، أمَّا ماسك فاعتبر أنَّ الذكاءَ الاصطناعيَّ من أعظم المخاطر التي تهدِّد الوجود البشريَّ، في حين عبَّر غيتس عام 2015 عن رغبته في بقاء الروبوتات غبيَّةً إلى حدٍّ ما، وقال «أنا في معسكر مَن يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق»، ومؤخَّرًا ما عبَّر عنه بيل غيتس إنَّني أخوفُ ما أكون من الذكاءِ الاصطناعيِّ عن الأسلحة النوويَّة.وأخيرًا وليس آخرًا، فالذكاءُ الاصطناعيُّ تقنية جديدة، تحتوي علي العديد من الإيجابيَّات والسلبيَّات والتحدِّيات، وعندما نطرحُ هذه المشكلة بأبعادها المختلفة، علينا أنْ نطرح -أيضًا- حلولًا، فما الذي يمكن فعله مع الوحش الذي قد يسيطر على كلِّ شيءٍ؟ الإجابة عن هذا السؤال، تكمن في وضع إستراتيجيَّة وطنيَّة، ولاسيَّما بالتَّحالف مع دول الخليج، والدول العربيَّة والإسلاميَّة؛ للحفاظ على الهويَّة العربيَّة والإسلاميَّة، من خلال وضع تطبيقات ذكاءٍ صناعيٍّ بقدرات مُحدَّدة، ودق ناقوس الخطر من الآن؛ للتصدِّي لتحدِّيات هذه التقنية، وهذا أضعفُ الإيمانِ.

أ.د. محمد أحمد بصنوي – جريدة المدينة
68e8d57bf3.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر هل الذكاء الاصطناعي يُهدد وجودنا؟ لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا