اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

العالقون في الزمن

  • العالقون في الزمن 1/2
  • العالقون في الزمن 2/2

تصنف نظريات علم النفس مواقف الناس في تعاملهم مع الزمن إلى ثلاثة أنواع: نوع يعيش في الماضي لا يرى له بديلاً، فكل ما كان فيه من بشر وعلاقات وأخلاقيات وأحداث جميلة وعظيمة لن يتكرر، وهؤلاء عرضة للاكتئاب لعدم رغبتهم وقدرتهم على تجاوز الماضي والتعايش مع واقعهم الحقيقي.

ونوع ثانٍ لا يخطر لهم الماضي نهائياً ولا يجدونه جديراً بالالتفات، يعيشون في المستقبل ويفكرون في الغد وما يمكن أن يحدث فيه، وهؤلاء عرضة للقلق والتوتر، متأرجحين دائماً بين التوقعات والتنبؤات، وأما النوع الثالث فعالقون في الحاضر لا يفكرون في الغد ولا يلتفتون للأمس، وهؤلاء مصنفون باعتبارهم أفضل الثلاثة، فهل هم كذلك فعلاً؟

لنتحدث عن كبار السن مثلاً أو الأمهات أو المشدودين بقوة ما للماضي، المنغمسين فيه كلية، فلا يتحدثون بالفرح والفخر إلا عنه، يملؤون حقائب ذاكرتهم بحمولة ضخمة من الحكايات والبشر المثاليين والعلاقات العظيمة، لكن ما الذي أوصلهم لذلك؟

ربما عدم قدرة هؤلاء على مواكبة التغيرات والتحولات التي حدثت حولهم ولهم، ورفضهم لها جعلتهم يمارسون حالة نكوص أو لجوء لا إرادي للماضي، يحتمون به ويدافعون عن أنفسهم وقيمهم وأفكارهم بالتمسك به كنوع من الاستسلام أو الاعتراف بعجزهم عن التغيير. وهؤلاء فئة كبيرة ممن يرون كل جميل وعظيم وطيب وبسيط مرتبطاً بالماضي، أما الحاضر فأغلبه مرفوض، وأما المستقبل فبيد الله!

وأما العالقون في اللحظة الحاضرة، ممن يشككون أو يسخرون أو يقللون من أهمية كل ما له علاقة بالماضي، فهؤلاء من يطلق عليهم (المنبتون)؛ أي منقطعو الصلة بجذورهم، والمفتقدون لأي أمل في الغد، الذين لا يخططون ولا يسعون ولا يجتهدون.

إن أفضل الجميع هو المتصل والمتواصل، هو من يعيش يومه وحاضره ومستقبله باتزان والتزام، فما يربطنا بالزمن ليس التفكير الرومانسي أو الأيديولوجي، ولكن مدى التزامنا ووعينا بدورنا في الحياة، ومدى استعدادنا للعمل والسعي والتفكير والتخطيط، هذا ما يجعلنا لا نعلق في لحظة بعينها، بل نتحرك مع حركة الحياة؛ لأن الثبات لا يتسق مع ناموس الكون.

عائشة سلطان – صحيفة البيان
5cde57275c.jpg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر العالقون في الزمن لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا