كتبت: ياسمين عمرو في الثلاثاء 8 أبريل 2025 07:19 صباحاً - يُصاب الأطفال بالعديد من الأعراض المرضية خلال فترات حياتهم المتتابعة وبدءاً من سن الرضاعة؛ فغالباً ما يُصاب الرضيع بالإسهال أو الإمساك، وفي حالات كثيرة يكون السبب أن الجهاز الهضمي عند الرُّضَّع لم يكن قد اكتمل تكوينه إضافة إلى عدم اعتياده هضم الحليب ثم الطعام الخارجي، وبمرور الوقت تتحسن قدرة الجهاز الهضمي ويتحسن أداؤه؛ فتقل تلك الأعراض بشكل تلقائي.
في بعض الأحيان يكون الإسهال خطراً ومهدداً لحياة الطفل؛ لذلك يجب أن تعرف الأم هذه الحالات، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك"، في حديث خاص بها؛ استشاري طب الأطفال الدكتور ياسر عبد ربه، حيث أشار إلى متى يكون الإسهال عند الأطفال خطيراً وما أسباب حدوث الإسهال عند الطفل، ونصائح منزلية للتعامل مع الحالات البسيطة منه في الآتي.

تعريف الإسهال بشكل عام

• لاحظي أن مرض الإسهال أو الإصابة بالإسهال الذي قد يكون عرضاً لمرض وليس مرضاً بحد ذاته، وحسب تعريف منظمة الصحة العالمية للإسهال؛ فمرض أو حالة الإسهال هي الحالة التي تعني أن يخرج الإنسان البراز أكثر من ثلاث مرات في اليوم الواحد ويكون على شكل سائل أو رخواً، وبحيث يلاحظ أن معدل التغوط يزيد على المعدل العادي والمتعارف عليه، ولا يُعَدُّ إخراج الطفل الرضيع بعد كل رضعة إسهالاً حتى لو كانت الفضلات سائلة أو رخوة لأنه من الطبيعي أن يخرج الرضيع الفضلات بعد كل رضعة يحصل عليها من الرضاعة الطبيعية ما لم يترافق ذلك مع أعراض أخرى.
• اعلمي أن الإسهال عموماً من الأعراض المرضية التي يمكن أن تُشفى تلقائياً، وفي بعض الأحيان تفيد الحمية الغذائية، وكذلك بعض الأعشاب، في علاجها خلال يومين أو ثلاثة ما لم يكن مصاحباً بأعراض أخرى يُطلق عليها بأنها أعراض خطرة ومهددة للحياة؛ لأن الإسهال يعني فقدان السوائل والأملاح الضرورية الذائبة فيها من الجسم بكمية كبيرة، ما يؤثر في مؤشرات أجهزته الحيوية.

أسباب عامة للإسهال عند الأطفال

• اعلمي أن الطفل قد يُصاب بالإسهال بوصفه حالة صحية طارئة، ولكن لا يعني ذلك أنه لا يكون خطيراً؛ حيث تبين أن الإسهال هو ثالث سبب رئيسي لوفاة الأطفال تحت سن الخامسة حول العالم، ويمكن أن يكون سببه الأول تعرض الطفل لما يُعرف بالنزلة المعوية، حيث إن من أهم أعراض النزلة المعوية عند الأطفال هو حدوث الإسهال وتكون النزلة المعوية إما لعدوى بكتيرية أو فيروسية.
• توقعي أن يُصاب طفلك بالإسهال في حال تعرضه للطقس البارد أو إصابته بحساسية مفرطة أو نتيجة لأحد الآثار الجانبية لمضادات حيوية أو أي أدوية تم تقديمها للطفل كما أن إصابة الطفل بأي نوع من الحساسية الغذائية بسبب صنف معين من الطعام مثل الموز أو الفراولة أو بسبب تناول الشوكولاتة، وكذلك قد يُصاب الطفل بالإسهال نتيجة لتناوله لكمية زائدة من العصائر المصنعة الغنية بالسكريات.

نصائح للأم للتعامل مع الإسهال غير الخطير

• استخدمي محلول معالجة الجفاف في حال بدأت أعراض الضعف والوهن عند طفلك المصاب بالإسهال في الظهور، والإسهال عند طفلك لا يشبه الحالة عند طفل آخر؛ فهو يعني أن الطفل تحديداً يقوم بتغيير الحفاض عدداً من المرات أكثر من المعتاد، وفي الوقت نفسه يكون البراز في كل مرة ليناً ومائلاً لأن يكون سائلاً مع انبعاث رائحة كريهة، ويكون سبب ذلك إصابة الرضيع خصوصاً بما يُعرف بـ"النزلة المعوية"، وهي تصيب الرُّضَّع والأطفال من كل الأعمار، وتنقسم لعدة أنواع، فيمكن أن يُصاب طفلك بنزلة معوية أميبية أو فيروسية وفي حالات قليلة جداً قد يكون السبب بالإصابة بالنزلة المعوية هو وجود عدوى بكتيرية.
• راقبي بدقة عدد الأيام التي استمر فيها الإسهال دون انقطاع عند طفلك في حال لم يكن الإسهال يترافق مع القيء؛ فهناك حالات يمكن أن يستمر فيها الإسهال لأكثر من أسبوعين دون أعراض أخرى، فمن الممكن أن يكون الطفل في هذه الحالة مصاباً بحساسية اللاكتوز أو لديه حساسية طعام لنوع معين مثل حساسية القمح، وقد يكون الطفل أيضاً قد تعرض للإصابة بطفيل "الجارديا"، وذلك يستدعي الحصول على مسحة من البراز، أما في حال خلو فضلات الطفل من هذا الطفيل؛ فقد يكون السبب بإصابته بالإسهال هو إصابته بحساسية الحليب، وفي هذه الحالة يجب أن تتوقفي عن إضافة منتجات الألبان لنظام تغذية الطفل، وقدمي له الحليب الخالي من اللاكتوز مع ضرورة المتابعة مع الطبيب الذي سوف يصف لطفلك نوع الحليب المناسب لحالته.

حالات الخطورة عند إصابة الطفل بالإسهال

• لاحظي أن من أعراض الإسهال الخطر أن يكون الطفل أقل من عمر ستة أشهر واستمر الإسهال لعدة أيام، كما تظهر عليه أعراض الجفاف؛ فتلاحظ الأم قلة إفراز الدموع عند الطفل عندما يبكي، وفي الوقت نفسه تلاحظ الأم أن الطفل يعاني من فرط التعرق المترافق مع فقدان للسوائل عن طريق الإخراج والتقيؤ أيضاً؛ ما يعني أنه فقد السوائل من كل فتحات الجسم.
• اصحبي طفلك إلى الطبيب بأسرع وقت في حال ترافق الإسهال مع ارتفاع درجة حرارة الطفل، وهنا يجب أن تعرفي: متى يكون ارتفاع درجة حرارة الطفل مقلقاً وما طرق العلاج؟ حيث يكون ذلك بسبب النزلة المعوية التي تصاحبها أعراض خطرة مثل القيء والإسهال وهما عرضان مميزان ومترافقان للنزلة المعوية.
• راقبي فم الطفل حيث تبدو عليه علامات جفاف الفم، وكذلك في محيطه، وقد تظهر القروح حول الفم بسبب فقدان نسبة كبيرة من السوائل، وكذلك فطفلك الرضيع سوف يرفض الرضاعة لأنه أصبح متهالكاً، ويصبح خائر القوى غير قادر على مص الثدي، ويبدو صوت بكائه خافتاً وضعيفاً.
• لاحظي درجة حرارة أطراف الطفل في حال استمرار الإسهال، وفي حال وجود برودة في أطرافه؛ أي برودة في اليدين والقدمين، وعلى الرغم من ارتفاع درجة حرارة جسمه بشكل عام؛ فهذا يعني أن الطفل قد بدأت تظهر عليه علامات الجفاف الخطر بالإضافة لحدوث تغير في لون الجلد إلى الأزرق، وذلك يحدث في حال الوصول إلى الجفاف الشديد؛ أي تلك الحالة التي يفقد فيها جسم طفلك أكثر من 10% من نسبة الأملاح الذائبة في السوائل التي تجري في عروقه.
• تابعي طفلك في حال إصابته بالإسهال ففي حال ظهور بعض الأعراض الأخرى قد يكون الإسهال مهدداً لحياته مثل خروج دم مع البراز والإصابة بنقصان مفاجئ وسريع في الوزن وقلة التبول، وكذلك ظهور بعض الأعراض العصبية عليه مثل الإحساس بالتعب والنعاس وسرعة التهيج؛ ما يستدعي نقله إلى المشفى بأقصى سرعة.

قد يهمك أيضاً: أطعمة توقف الإسهال عند الأطفال الرُّضَّع
* ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.