شكرا لمتابعتكم وقرائتكم خبر عن “حادثة الغواصة النووية” تثير قلقا عالميا.. واجتماعات طارئة وإلغاء جداول الأعمال لزعماء روسيا وأمريكا والان مع التفاصيل
الخليج 365 - الرياض- المناطق.. إسلام داوود
حالة من القلق الكبير سادت أروقة السلطة في كل من الولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي، بعد وقوع حادث حريق داخل غواصة نووية روسية.
قلق دفع بعدد من كبار المسؤولين في الدول السابق ذكرها إلى إلغاء جداول أعمالهم وزياراتهم الخارجية، والعودة لاجتماعات أمنية وعسكرية طارئة مع قادة الجيش، لبحث تداعيات الحادث الذي لم تتكشف ملابساته كاملة حتى الآن.
ولقي 14 شخصاً على متن غواصة أبحاث تابعة لوزارة الدفاع الروسية حتفهم بعد اندلاع حريق أثناء إجرائهم مسحاً لقاع البحر، وفق ما نقلت وكالات أنباء روسية عن وزارة الدفاع ووقع الحادث، الاثنين، وتم إخماد الحريق.
وقالت وكالات إنترفاكس الروسية، إن الغواصة موجودة الآن بقاعدة الأسطول الشمالي الروسي في سيفيرومورسك على بحر بارنتس، وإن تحقيقاً بدأ لمعرفة سبب الحريق.
كما نقلت إنترفاكس عن بيان لوزارة الدفاع قولها: “في الأول من يوليو شب حريق على متن غواصة أبحاث علمية كانت تدرس البيئة البحرية… نيابة عن البحرية الروسية في المياه الإقليمية الروسية”.
وذكر البيان: “لقي 14 غواصاً حتفهم نتيجة لاستنشاق الغاز، ولا يزال العمل جارياً لتحديد سبب وقوع الحادث. ويجري القائد العام للبحرية هذا التحقيق”.
اجتماعات طارئة:
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الكرملين قوله الثلاثاء إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ألغى جدول أعماله اليوم والتقى وزير دفاعه سيرجي شويجو في اجتماع طارئ.
ومن جهة أخرى، عادت طائرة نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس التي كانت في طريقها إلى ولاية نيوهامبشير حيث جرى استدعاءه إلى البيت الأبيض بسبب حالة طوارئ لم تحدد ماهيتها.
وكان بنس من المقرر أن يزور نيوهامبشير لبحث مسألة تجارة المخدرات التي تؤرق هذه الولاية الواقعة شمال شرقي الولايات المتحدة.
قال مسئول بالبيت الأبيض، الثلاثاء، إن إلغاء نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس، رحلته إلى ولاية نيو هامبشير، وعودته إلى العاصمة واشنطن لم يكن لأسباب تتعلق بصحته أو صحة الرئيس دونالد ترامب.
حوادث سابقة:
وأعاد حادث الغواصة الروسية إلى الأذهان حوادث نووية مأساوية سابقة راح ضحيتها مئات الأشخاص، وتسببت في أضرار بيئية ومناخية هائلة.
ففي عام 2000 م، غرقت الغواصة الروسية كورسك، التي تعمل بالطاقة النووية، بقاع بحر بارنتس بعد وقوع انفجارين في مقدمتها، ما أدى إلى مقتل كل من كانوا على متنها وعددهم 118 شخصاً.
وفي عام 1986 م وقعت كارثة تشرنوبل الشهيرة، التي تصنف عالميا كأسوأ كارثة للتسرب الإشعاعي والتلوث البيئي شهدتها البشرية حتى الآن وصنفت ككارثة نووية من الدرجة ال 7.
ووقعت الكارثة في القسم الرابع من مفاعل محطة تشرنوبل بالقرب من مدينة بريبيات في أوكرانيا التي كانت حينذاك واحدة من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق.
وحدثت الكارثة عند إجراء الخبراء بالمحطة تجربة لاختبار أثر انقطاع الكهرباء عليها، وأدى خطأ في التشغيل بعد إغلاق توربينات المياه المستخدمة في تبريد اليورانيوم المستخدم وتوليد الكهرباء إلى ارتفاع حرارة اليورانيوم بالمفاعل الرابع إلى درجة الاشتعال.
وتسبب هذا في انصهار قلب المفاعل الرابع وحدوث انفجارين كبيرين أعقبهما اشتعال النيران بكثافة في هذا المفاعل، وحملت الحرارة والدخان الناتجان من النيران المشتعلة المواد المشعة إلى السماء لمسافة كيلومتر واحد بالمنطقة.
وخلفت الانفجارات والحرائق سحابة قاتلة من الإشعاعات النووية انتشرت في أوكرانيا وجارتيها روسيا البيضاء وروسيا.
وتجزأت سحابة الإشعاعات النووية إلى ثلاث سحابات أخرى ساعدت الرياح في حمل أولاهن إلى بولندا والدول الإسكندنافية والثانية إلى التشيك ومنها إلى ألمانيا والثالثة إلى رومانيا وبلغاريا واليونان وتركيا.
وتسبب انفجار المفاعل فور وقوعه بمصرع 31 من العاملين ورجال الإطفاء بالمحطة جراء تعرضهم مباشرة للإشعاع، وتباينت التقديرات حتى الآن بشأن العدد الحقيقي لضحايا هذه الكارثة، حيث قدرت الأمم المتحدة عدد من قتلوا بسبب الحادث بأربعة آلاف شخص، وقالت السلطات الأوكرانية إن عدد الضحايا يبلغ ثمانية آلاف شخص.
وشككت منظمات دولية أخرى في هذه الأرقام وتوقعت وفاة ما بين عشرة آلاف وأكثر من تسعين ألف شخص نتيجة إصابتهم بسرطان الغدة الدرقية المميت.
وتنبأت منظمة السلام الأخضر بوفاة 93 ألف شخص بسبب الإشعاعات الناشئة عن الحادث، وسجلت المنظمة الطبية الألمانية ضد الحرب النووية إصابة أربعة آلاف شخص في منطقة الحادث بسرطان الغدة الدرقية.