ابوظبي - سيف اليزيد - شعبان بلال (بيرت، القاهرة)
يواجه أكثر من 1.4 مليون نازح في لبنان ظروفاً قاسية، نتيجة لعدم توافر أماكن إيواء مناسبة وكافية لهذا العدد الكبير، ونقص المواد الغذائية والطبية والإغاثية، وسط معاناة المرضى والأطفال والنساء خاصة مع قدوم فصل الشتاء والأمطار الغزيرة.
وحذر نواب لبنانيون وخبراء من انهيار الأوضاع الإنسانية للنازحين نتيجة استمرار الوضع الراهن، مطالبين بضرورة وقف إطلاق النار وزيادة الإمدادات الإغاثية الطارئة والمأوى والخدمات لهم، حيث تكافح الأسر النازحة بحثاً عن الأمان.
وقال البرلماني اللبناني السابق مصطفى علوش: «رغم أنها ليست المرة الأولى التي ينزح عشرات الآلاف من اللبنانيين من مناطقهم وبيوتهم، لكنها المرة الأولى التي ينزح فيها أكثر من ربع السكان خلال أسابيع قليلة، وتهدم القرى والمدن بهذه السرعة».
وشدد علوش، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن القصف خلّف مأساة إنسانية هائلة دون أفق للحل في بلد منهكة إمكانياتها بالأساس، ما ضاعف المعاناة خاصة مع ضمور الأمل بالعودة القريبة ووقف الحرب.
وفي السياق، أشارت البرلمانية اللبنانية الدكتورة نجاة صلييبة إلى معاناة النازحين خاصة مع أجواء البرد والمطر، لاسيما أنهم يعيشون في مراكز إيواء بالمدارس ويواجهون معاناة كبيرة نتيجة التكدس في غرف صغيرة بعد ترك منازلهم، بجانب معاناة المرضى وذوي الاحتياجات الذين تتطلب حالتهم تأمين أماكن مناسبة لظروفهم.
ولفتت البرلمانية اللبنانية في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن استمرار الحرب والقصف يفاقم معاناة النازحين مع عدم توافر الاحتياجات الأساسية من غذاء وخدمات صحية وأدوات النظافة الشخصية والعامة، بخلاف النازحين في الشوارع الذين لم يجدوا مأوى يحميهم من الأمطار والبرد.
في غضون ذلك، وصف الباحث السياسي اللبناني محمود فقيه وضع النازحين بـ«المأساوي» نتيجة تعرضهم للقصف في أماكن نزوحهم دون سابق إنذار، والحاجة ملحة لدعم أكبر من المستلزمات الطبية والغذائية.
وقال فقيه في تصريح لـ«الاتحاد»: إن جهود المجتمع الأهلي اللبناني ظهرت بقوة في صورة تضافر وتكافل لدعم النازحين بالمأوى والغذاء والاحتياجات الأساسية، لكن نطالب بضرورة وقف إطلاق النار لتجنب كارثة إنسانية أكبر بالنسبة للنازحين.
كما لفت إلى خروج العديد من المستشفيات عن الخدمة ما يزيد من معاناة النازحين ويتطلب وجود مستشفيات ميدانية تلبي احتياجاتهم، خاصة الجرحى.
ويواجه النازحون في لبنان خطر الإصابة بالأمراض المعدية، حيث دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بسبب عودة أوبئة مثل الكوليرا إلى الظهور في لبنان نتيجة تردي المياه والصرف الصحي، مؤكدة تعزيز ظروف الصرف الصحي والمياه لوقف انتقال العدوى ومنع انتشارها.