شكرا لقرائتكم خبر عن «التعلم الرقمي».. تقنيات تفاعلية تعزز الجودة وتؤهل الطلبة للمستقبل والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - أصبح الذكاء الاصطناعي أحد المكونات الرئيسة للعملية التعليمية في الدولة، نظراً إلى دوره الحيوي في تمكين المعلمين والمتعلمين وتخصيص المحتوى التعليمي، فضلاً على تطبيقاته التفاعلية القادرة على إعادة صياغة العلاقة بين الطالب والمعلم والمنهج الدراسي، بما يخدم العملية التعليمية، ويحسّن مخرجاتها. وأكد مجتمع التعليم بمختلف فئاته، أن تقنيات الذكاء الاصطناعي الواعدة لعبت دوراً كبيراً في تحقيق جودة التعليم، وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل، وذلك بمناسبة الاحتفاء باليوم الدولي للتعليم في 24 يناير من كل عام، وتكريس «اليونسكو» هذا اليوم للتحديات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي.
واستحدثت وزارة التربية والتعليم مؤخراً، «قطاع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي»، ضمن هيكلها التنظيمي الجديد، تتبعه ست إدارات مركزية، بهدف دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية بشكل حقيقي، ولم يعلن بعد عن موعد وآليات وضوابط التطبيق.
ورصد خبراء الذكاء الاصطناعي لـ«الإمارات اليوم» تطبيقات مؤثرة للذكاء الاصطناعي، تُعين المعلمين على أداء المهام بمهارة ودقة فائقة ونتائج مبهرة، مقابل تطبيقات أخرى للطلبة من شأنها سد الفجوات التعليمية والارتقاء بمستواهم المعرفي في مختلف المواد.
فيما يرى تربويون ومعلمون أهمية دمج الذكاء الاصطناعي بشكل حقيقي ضمن مكونات العملية التعليمية، وأشاروا إلى أنه على الرغم من مزايا الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يرفع تكلفة التعلم، ويحتاج إلى تجهيزات حديثة في المدارس.
وبمناسبة اليوم الدولي للتعليم، تطرح «الإمارات اليوم» السؤال: «كيف يمكن استثمار الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة التعليم وتنمية مهارات الطلاب وعناصر العملية التعليمية كافة؟».
وتحدث خبراء ومعلمون ومختصون، عن مسارات توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، وأبرز التحديات التي تواجه الميدان التربوي، وأهم التطبيقات الأكثر تأثيراً في العملية التعليمية، مع رصد وجهات نظر أولياء الأمور والطلبة.
وفي التفاصيل، شرح خبير الذكاء الاصطناعي الدكتور محمد عبدالظاهر، أهمية توظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم ومؤثراته، قائلاً: «الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة مساعدة، بل شريك أساسي في تحسين جودة التعليم، إذ إن تطبيقاته تساعد المعلمين على إعداد محتوى تعليمي مميز، وفي الوقت ذاته تدعم منصات الواقع الافتراضي الطلبة بتجارب تعليمية مؤثرة».
وأضاف: «يُعدّ التعلم الشخصي من أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إذ تساعد خوارزمياتها على تحليل مستوى الطالب واحتياجاته لتقديم خطة تعليمية مصممة خصيصاً له، على سبيل المثال، توفر منصات تعليمية مثل (دوولينغو) و(خان أكاديمي) مسارات تعليمية مخصصة، تعزز نقاط القوة وتعالج نقاط الضعف لدى المتعلمين».
وأكد أن اختبارات الطلاب لم تعد تعتمد على التقييم التقليدي فحسب؛ فالذكاء الاصطناعي قادر على تحليل الإجابات بدقة وسرعة، ما يوفر تقارير تفصيلية عن أداء الطلاب، ويتيح للمعلمين التركيز على تحسين جودة التدريس.
وأوضح أن هناك مساعدات افتراضية تشكل مساراً فاعلاً لتمكين الطلبة في عمليات البحث والتقصي، وتمكينهم من الحصول على إجابات فورية دقيقة عن استفساراتهم، ما يعزز عملية التعلم الذاتي، كما تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي المعلمين على تنظيم دروسهم، والإجابة عن استفسارات الطلاب بكفاءة.
وفي شرحه قدرات أدوات الذكاء الاصطناعي في إعداد محتوى تعليمي ذكي، قال إنه يسهم في إنشاء محتوى تعليمي تفاعلي، يستند إلى تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، ويمكن للطلاب استكشاف مفاهيم معقدة، مثل جسم الإنسان أو الظواهر الفيزيائية من خلال تجارب افتراضية غامرة.
وأكد أن تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في تنظيم الجداول الدراسية، ومتابعة حضور الطلاب، وإدارة البيانات المدرسية بكفاءة عالية، ما يقلل العبء الإداري عن المعلمين.
ورصدت خبيرة التعليم والذكاء الاصطناعي والميتافيرس، الدكتورة شيرين موسى، تأثيرات الذكاء الاصطناعي في جودة التعليم، إذ يركز على تحسين مستوى أداء الطلاب التعليمي والمهاري، فالدراسات أثبتت أن استخدامه في التعليم يساعد على الارتقاء بأداء المتعلمين في مختلف مراحل التعليم، حيث يتيح لهم التعلم بمعدل يناسب قدراتهم مع الارتقاء بمهاراتهم، ما يقلل من معدلات الرسوب، ويعزز التفوق الأكاديمي.
وأفادت بأن الذكاء الاصطناعي يعد أداة فعالة لتطوير مهارات المعلمين بتقديم تدريبات مخصصة وتحليل أدائهم في الصفوف الدراسية، كما يتيح لهم التركيز على التدريس بدلاً من الانشغال بالمهام الإدارية.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي قادر على تعزيز التفكير النقدي والإبداعي لدى المتعلمين، عبر تصميم تجارب تعليمية تحفزهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات، كما يسهم في تنمية مهارات الإبداع بتقنيات مثل إنشاء المحتوى الرقمي.
وقالت إن الميتافيرس يعد بوابة التعليم إلى عوالم افتراضية مبتكرة، حيث يُمكن الطلاب والمعلمين من الانغماس في بيئات تعليمية افتراضية تفاعلية متكاملة تجمع بين الواقعية والابتكار، كما يتيح إنشاء فصول دراسية افتراضية تحاكي التجارب الواقعية، مثل زيارة مختبرات علمية أو مواقع تاريخية دون الحاجة إلى مغادرة المنزل. كما يُمكن تخصيص المحتوى التعليمي ليتناسب مع احتياجات كل طالب، ما يعزز الفهم ويحفز التفاعل.
وأفادت بأنه من خلال الميتافيرس، يمكن للمعلمين تقديم شروحات بطريقة تفاعلية ثلاثية الأبعاد، فيما يحصل الطلاب على فرصة للتعلم عبر التجربة بدلاً من التلقين التقليدي. ورغم التحديات المرتبطة بتكاليف التقنية والبنية التحتية، فإن استثمار الميتافيرس في التعليم يمثل خطوة واعدة نحو تطوير بيئات تعليمية غامرة، تلبي متطلبات المستقبل، وتبني جيلاً أكثر إبداعاً واستعداداً لعالم متغير.
وأكد عدد من التربويين، الدكتور فارس الجبور، ورانا حجازي، وخالد عبدالحميد، أنه على الرغم من المزايا التي يقدمها الذكاء الاصطناعي، إلا أن الميدان التربوي يواجه تحديات عديدة، أبرزها نقص البنية التحتية، إذ إن التقنيات متوافرة عالمياً، ولكن تطبيقها يحتاج إلى تجهيزات كبيرة في المدارس بأجهزة حديثة وإنترنت قوية.
وقالوا: «بعض الأدوات التعليمية القائمة على الذكاء الاصطناعي مكلفة، ما يمثل عبئاً على المدارس الخاصة، ويؤدي إلى رفع الرسوم الدراسية، فضلاً عن أن أدوات الذكاء الاصطناعي متطورة، وهناك حاجة ماسة لبرامج تدريبية تمكن المعلمين من استخدامها بكفاءة، إضافة إلى الحاجة إلى وضع تشريعات صارمة لحماية خصوصية بيانات الطلاب وأمانها خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعليم».
واستعرضت المعلمات، ليلى أحمد، ريبال غسان، وفاء الباشا، تجاربهن مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إذ استخدمن برامج تحليل الأداء مثل «Edmodo» الذي ساعدهن على متابعة أداء الطلبة، وتحديد نقاط الضعف والقوة لديهم، فأصبح بإمكانهن تقديم دروس تناسب احتياجات كل طالب، وهو ما انعكس إيجابياً على تحصيلهم الدراسي.
وأشار معلمو الرياضيات، الدكتور عمرو زايد وخالد علي وإبراهيم القباني، إلى فائدة أدوات الذكاء الاصطناعي مثل «Classcraft» في إدارة الفصول، وقالوا: «تسهل وتنظم إدارة الفصل الدراسي، بحيث يصبح التعليم أكثر تفاعلاً، والطلبة أكثر حماسة للمشاركة».
واستعرضوا تطبيقات للذكاء الاصطناعي مؤثرة في عمل المعلمين، منها أنظمة تحليل الأداء الطلابي، مثل «Edmodo» و«PowerSchool»، وتطبيقات إدارة الفصول الدراسية، التي تساعد على تنظيم الصفوف وإدارة الأنشطة، وبرامج إعداد المحتوى التعليمي، التي تُسهّل على المعلمين إعداد مواد تعليمية جذابة بصرياً، فضلاً عن أدوات الترجمة الفورية وتطبيقات «Microsoft» في الترجمة.
وقال ذوو طلبة، منى الكعبي، سالم عبدالله، سومية حسنين، سلطان علي، إن الذكاء الاصطناعي أحدث فرقاً كبيراً في تعليم الأبناء، لاسيما الطلبة من أصحاب الهمم، إذ إن تطبيقات مثل «Milo Robotics» تدعم مسارات الارتقاء بمهاراتهم الاجتماعية، وتنمي لغة التواصل لديهم. وقالوا: «التعلم التكيفي عبر تطبيقات مثل (DreamBox) غيّر الطريقة التي يتفاعل بها الطلبة في مراحل التعليم كافة مع المواد الدراسية»، مشيرين أن التعليم أصبح مخصصاً وممتعاً للأبناء، متوقعين أن مستقبل التعليم يعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي بمختلف أنواعها.
6 معالجات تواجه التحديات
رصد خبراء التعليم والذكاء الاصطناعي لـ«الإمارات اليوم» ست معالجات لمواجهة تحديات دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم، أبرزها تعزيز البنية التحتية وتجهيز المدارس بأحدث التقنيات، وتوفير الاتصال بالإنترنت بسرعة وكفاءة، توفير برامج تأهيلية للمعلمين، وحقائب تدريبية دورية ترتقي بمهاراتهم وتواكب المستجدات، فضلاً عن تصميم تطبيقات منخفضة التكلفة تتناسب مع احتياجات عناصر الميدان التربوي، وأخيراً ضرورة توفير وسائل مطورة لحماية بيانات الطلبة والمعلمين.
تطبيقات للطلبة من ذوي الهمم
أكد خبراء التعليم والذكاء الاصطناعي أن تطبيقات التعلم التكيفي هي الأبرز في إفادة الطلبة خلال عملية التعلم، مثل «Knewton» و«DreamBox»، إضافة إلى روبوتات التعليم التفاعلية، وأنظمة الواقع الافتراضي والواقع المعزز، فضلاً عن منصات Google Expeditions التي تتيح للطلبة خوض تجارب تعليمية غامرة، وأدوات ترجمة النصوص والكلام، وتطبيقات مثل «Google Text-to-Speech» التي تُساعد المتعلمين ذوي الإعاقات البصرية أو الحركية على التعلم بسهولة.
خبراء ذكاء اصطناعي:
• التطبيقات الرقمية تساعد المعلمين في إعداد محتوى تعليمي تفاعلي، وتحليل مستوى الطالب واحتياجاته لتقديم خطة تعليمية مناسبة.
• الذكاء الاصطناعي يعزز التفكير النقدي والإبداعي لدى المتعلمين، عبر تصميم تجارب تعليمية تحفزهم على حل المشكلات واتخاذ القرارات.
ذوو طلبة:
• التعليم أصبح ممتعاً للأبناء، مع اعتمادهم على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تربويون:
• رغم مزايا الذكاء الاصطناعي، إلا أنه يرفع تكلفة التعلم، ويحتاج إلى تجهيزات حديثة بالمدارس.