انتهت إجازة العيد، ورجع الجميع إلى الحياة الطبيعية، ومع ذلك ما زلنا نتجادل حول الهلال ومن كان على حق، الذين كان عيدهم يوم الأحد، أم الذين عيدوا يوم الاثنين، والنتيجة صفر مقابل صفر، فلا هذا لديه حجج تخطئ الآخر، ولا الآخر قادر على التشكيك في صحة الصيام أو الاحتفال بالعيد عند الأول!

هؤلاء الذين يتقاذفون بأقبح الأوصاف ليسوا «ذباباً» إلكترونياً موجهاً، بل هم أفراد يبحثون عن متعة وتسلية لإشغال أوقات فراغهم، ومثلهم لو قدمت لهم كل نظريات علم الفلك، وفسرت كل أحكام الشريعة، واستشهدت بأقوال العلماء على مر العصور، لا يمكن أن تقنعهم أو تغير المفاهيم العالقة في أذهانهم، والغريب في الأمر أن هؤلاء الجهلة يتحدثون عن أمور لا تحتملها مسألة الرؤية، ويؤدي ذلك إلى تصعيد في نبرة الكلام فيشتعل التطاول والتجريح، ويتدخل «جيش منظم» بأسماء وهمية ويزيد النار حطباً!

مسألة رؤية الهلال مرتبطة بجهات متخصصة مكلفة من السلطات المعنية في كل البلاد الإسلامية، وأيضاً عند الجاليات في البلاد الأجنبية، ولكل بلاد وطائفة معاييرها التي تستند عليها، وهي متشابهة في أسسها، وقد تختلف في بعض شروطها، والهدف هو الاطمئنان، اطمئنان ولاة الأمر، واطمئنان الناس، ويوم كانت البلدان بحواضرها وبواديها تفتقر إلى وسائل التواصل السريعة تركت مسؤولية الرؤية لكل منطقة، فهناك الوالي وهناك القاضي وهناك الأعيان وهناك أهل الثقة، وما كان اختلاف دخول رمضان أو نهايته سبباً يدعو إلى الفرقة، فالدين يسر، وتحري الهلال خير دليل على ذلك، ومن كان عيده الأحد أو الاثنين أجرهما واحد، لا ينقص ولا يزيد، فقد اتبعا سنة نبيهما عليه الصلاة والسلام وأطاعا ولاة أمرهما.

ومرة أخرى نقول للجميع كل عام وأنتم بخير.

محمد يوسف – صحيفة البيان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.