اخبار العالم / أخبار السودان اليوم

السلطة الفلسطينية.. الإصلاح المراوغ!

  • السلطة الفلسطينية.. الإصلاح المراوغ! 1/2
  • السلطة الفلسطينية.. الإصلاح المراوغ! 2/2

فى القصة التراثية الهندية الشهيرة «العميان والفيل»، يلمس مجموعة من المكفوفين جسم الفيل من أماكن مختلفة، ويصفونه بناء على ما يشعرون به. جاء الوصف كما لو كان كل شخص يتحدث عن كائن لا علاقة له بما يصفه الآخرون. إصلاح السلطة الفلسطينية أمر مشابه. كل الأطراف، فلسطينية وعربية ودولية، تطالب به لكن ليس هناك اتفاق على ماهية الإصلاح وحدوده وأولوياته. لسنوات طويلة، جرى الحديث عنه دون أى تغيير واقعى على الأرض، إلا أن متطلبات اليوم التالى لإنهاء العدوان الإسرائيلى الوحشى فى غزة يفرض على السلطة التحرك، وإلا كانت خارج الحسابات تماما.

الرئيس أبومازن قدم أمام القمة العربية ما سماه: «الرؤية الفلسطينية لمواجهة التحديات». لم يستخدم لفظ الإصلاح لكن باستثناء استحداث منصب وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير والعفو العام عن جميع المفصولين من حركة فتح، جاءت الخطوات الأخرى، إما عامة كضخ دماء جديدة وإعادة هيكلة الأطر القيادية للدولة، أو مرهونة بتوافر الظروف كإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية التى لم تنعقد منذ ٢٠ عاما. لم يستتبع ذلك مراجعة صريحة لحصاد عمل السلطة منذ تأسيسها ١٩٩٤، ولا برامج عمل تفصيلية للمرحلة المقبلة. كان الهدف من السلطة، كما يقول الباحث الأمريكى البارز ناثان براون فى مقال له مؤخرا، أن تكون هيئة مؤقتة للسماح للفلسطينيين بالضفة وغزة بحكم أنفسهم وتمهيد الطريق لقيام الدولة. لم تحقق السلطة ذلك. حلم الدولة يتلاشى. فشلت فى بناء مؤسسات تقود لهذه الدولة. جرى تهميش البرلمان ولم يعد القادة خاضعين للمساءلة. الفساد استشرى والمسؤولون حصلوا على امتيازات ومنافع، وارتبط تولى المناصب بالولاء السياسى لا الكفاءة. براون يعلق قائلا: «قد تطرأ تغييرات على السلطة، لكن من المستبعد أن يحدث ما يستحق وصفه بالإصلاح».

إسرائيل لا تتحدث عن الإصلاح بل عن زوال السلطة وتصر على أنها لن تسمح لها بالعودة إلى غزة، وأنها لم تعد شريكا لها فى الضفة الغربية. نتنياهو قال بوضوح إن السلطة لا تختلف عن حماس فى كونها عدوا لإسرائيل. أمريكا ترامب تتبنى تقريبا هذا الموقف. المجتمع الدولى كل ما يهمه الحفاظ على الأمن وتهميش حماس وتوفير الخدمات الاجتماعية لإقناع الجهات المانحة بدعم السلطة. لم يعد هناك إيمان كبير بأن إصلاح السلطة سيحولها إلى دولة. على الصعيد العربى، الإصلاح يعنى إعادة الوحدة لحركة فتح حتى تكون قادرة على التعامل مع المتغيرات الإقليمية مثل خطة ترامب لتهجير فلسطينيى غزة، وأن تكون شريكا فى أى ترتيبات قادمة.
وفى وقت تواجه فيه القضية الفلسطينية أخطر التحديات، سواء بالنسبة لغزة أو ضم الضفة لإسرائيل، تتصرف السلطة، وكأنها ليست فى عجلة من أمرها. منذ هجمات ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، اعتبرت نفسها البديل الشرعى لحكم غزة بعد حماس دون أن تثبت ذلك عمليا أو تواجه حتى ما يجرى من تهويد للضفة. راوغت فى إصلاح نفسها مما أدى إلى تجاوزها فى كثير من المحطات المهمة. فى اللحظات المصيرية، تبدو الخطوات المترددة، كأنها لا شىء.

عبدالله عبدالسلام – المصري اليوم
4510.jpeg

صورة اسماء عثمان

اسماء عثمان

محررة مسؤولة عن تغطية الأحداث الاجتماعية والثقافية، ، تغطي القضايا الاجتماعية والتعليمية مع اهتمام خاص بقضايا الأطفال والشباب.

كانت هذه تفاصيل خبر السلطة الفلسطينية.. الإصلاح المراوغ! لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا