الساعة البيولوجية هي ساعة داخلية في الجسم تنظم الإيقاعات اليومية، وهذه الإيقاعات تتضمن التغييرات الجسدية والسلوكية لدينا.
فهي تتواجد في الدماغ وتتكون من آلاف الخلايا العصبية التي تساعد على تنظيم وظائف الجسم وأنشطته في أوقات معينة مثل: وظائف الجسم خلال 24 ساعة كالنوم والاستيقاظ وكذلك الوظائف التي تستمر أكثر من 24 ساعة مثل الدورة الشهرية لدى النساء فقد قال تعالى: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) آل عمران (190).
فالساعة البيولوجية نظام محكم ودقيق يتعرف به جسد الإنسان على ضوء النهار وعتمة الليل، الأمر الذي فيه يختلف تماما عن طريقة أداء الوظائف الفسيولوجية التي تضمن بقاء الإنسان على قيد الحياة من صحة أو مرض.
ينمو الإنسان فلا تتوقف أعضاؤه الداخلية عن العمل، وإنما ينخفض مستوى حرق الطاقة وتنحسر درجة حرارة الجسم قليلا ويبدأ الجسم في عمليات بيولوجية عديدة معقدة للبحث عن وحدات الطاقة الحرارية التي تم هضمها كطعام أو امتصاصها أو تبحث عن عمليات التمثيل الغذائي المختلفة ليدخرها كطاقة مجمدة أو أرصدة قابلة للصرف في أي وقت لاحق يحتاج الجسم فيه إلى طاقة.
نستشعر الضوء الذي يسقط على قاع الشبكية في أثناء النهار فيزداد استهلاك الجسم للطاقة فترة النهار، فترتفع درجة حرارته نصف درجة عن المعدل المتوسط وتنخفض نصف درجة في الليل.
فإذا عاش الإنسان في ظلام مستمر تختل وظائفه الحيوية لأن هذه الساعة البيولوجية تتعطل عن العمل لانعدام وصول الشمس إلى الجسم.
ولابد أن من معرفة أن لضمان وظيفة الهرمونات ولحمايتها فهي تعتمد على الساعة البيولوجية فتتبدل في الدم من النور إلى الظلام ولها نسب معينة أثناء الليل والنهار.
ولأن الله جعل النهار معاشا وجعل الليل لباسا، كما قال سبحانه في كتابه الكريم: «وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا» الفرقان (47)، ففي الليل يزداد هرمون النمو وهرمونات الإخصاب ويقل استهلاك السكر 30% كما هو في النهار.
أي أن مستوى حيوية وظائف الجسم تكون في أدنى مستوى لها خلال الليل وتأخذ بالارتفاع إلى أقصى درجة في الساعة 6 صباحا فيتبدل نبض القلب، الضغط الشرياني من الليل إلى النهار وتكون المعدة بقدراتها الإفرازية وقدرتها على الهضم قليلة أثناء الليل فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها» رواه أبوداود والترمذي.
من وظائف الساعة البيولوجية التحكم في النوم والاستيقاظ، التحكم في درجة الحرارة، جهاز المناعة، وقت الشعور بالجوع، تنبيه الإحساس باليقظة، التحكم في إنتاج الهرمونات مثل: هرمون النمو، الكورتيزون، الميلاتونين وغيرها.
ولذلك نجد أن الأشخاص الأكثر عرضة لاختلالات الساعة البيولوجية هم الأشخاص الذين يعملون خارج الدوام التقليدي (أي بنظام الورديات)، الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة الواحدة مثل: العاملين في مجال الرعاية الصحية، السائقين، الطيارين، محضري الطعام، ضباط الاشرطة والمطافئ أو في حال اضطراب الرحلات الطويلة للمسافرين او المكوث فترة طويلة بدون نوم فيكون من نتائجها ضعف التركيز، الضعف والوهن، إحساس الجوع، اختلال في درجة الحرارة، عملية التمثيل الغذائي، الخصوبة، المزاج، الاكتئاب والقلق.
الساعة البيولوجية تقوم بضبط نفسها بنفسها حين يضطرب عملها نتيجة ظروف خارجية مثل الضوء أو درجة الحرارة، فهي لها القدرة على التكيف مع الظرف الجديد وإعادة الضبط.
تتواصل البحوث والدراسات للبحث عن الجينات الموجودة داخل خلايا الجسم المسؤولة عن الساعة البيولوجية فهي إحدى معجزات الخلق والخالق ويقف الإنسان أمامها ذاهلا مذهولا وتملأ النفس الرهبة ويتصدع كيانه من خشية الله.
فهل فكر أحدنا من قبل في تلك العلاقة بين تعاقب الليل والنهار، وما بين ما يحدث في جسد الإنسان ما دون إرادة منه أو علم.
(لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)
وفاء الحشاش – الأنباء الكويتية
كانت هذه تفاصيل خبر «الساعة البيولوجية» معجزة لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.