فرغت مهندستان سعوديتان، بمشاركة مهندسة إيطالية، من تصميم مشروع سياحي، يستهدف السياحة في المناطق الجبلية بالسعودية تحت مسمى Fly Down. وفكرة المشروع تتمثل في إنشاء وحدات سكنية تعزز تجربة سياحية تشاركية بين الطيور المهاجرة والطبيعة والإنسان في المناطق الجبلية بالسعودية، ويستهدف محبي الطبيعة ومراقبي الطيور ومتسلقي الجبال والمستكشفين من السياح المحليين أو الدوليين. ويتضمن تصميم المشروع محاكاة لأعشاش الطيور الجبلية، ليتجانس بشكل طبيعي مع البيئة المستضيفة، عاكسًا ألوان الرمال الطبيعية لكل منطقة.

طباعة ثلاثية

أبان فريق عمل التصميم، المكون من المهندستين السعوديتين: زينب الممتن وسميرة المطيري، والمهندسة الإيطالية إليسا كترونيو، أن فريق العمل متعدد الثقافات والخبرات، حيث تندمج الخبرات الأكاديمية والعملية في مجالي التصميم العمارة وإدارة الأعمال.

وفلسفة المشروع تتمثل في تحويل الفكر من تجربة متمركزة حول الإنسان فقط إلى تجربة متعددة الأنواع والأصناف، موضحا أن القيمة المضافة تتمثل في تعزيز السياحة في السعودية، واستكشاف الطبيعة غير المكتشفة. ويركز المشروع على استدامة القيم المجتمعية، وتمكين الطاقات المحلية بالتعاون مع البرامج السياحية المحلية، والاستعانة بالأيادي العاملة المحلية، واستخدام المواد المحلية، وإبراز الهوية المحلية. كما يركز المشروع على الاستدامة الاقتصادية والطبيعية من خلال توفير الوظائف، واستخدام تقنيات بناء حديثة في تقليل الضرر على البيئة المستضيفة.

وستتلون وحدات Fly Down بألوان الأرض الطبيعية التي تُبنى فيها، بالإضافة إلى استخدام تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد بالطين المحلي لكل منطقة، لتشكل صورة جمالية جذابة وثقافية للسياح.

هجرة الطيور

أوضح الفريق أن المشروع يوفر تجارب ذات قيمة مضافة لكل من الطيور الزائرة والزوار من السياح، بدءًا من مشاهدة الطيور، ورحلات استكشاف تاريخية وإقليمية، مرورا بورش عمل للحرف المحلية وتجارب موسمية، وانتهاء بالرياضات الموسمية، بالإضافة إلى إنشاء مراكز ومحميات، للعناية بالطيور ودراستها.

ويتكون المشروع من وحدات سكنية بأعالي قمم الجبال، وعلى مسارات هجرة الطيور، وفي محميات طبيعية ومناطق أثرية. كما تطمح رؤية المشروع إلى التوسع والامتداد من الأراضي الإقليمية إلى العالمية.

الإنسان والبيئة

بدوره، أفاد عضو لجنة المكاتب الهندسية والاستشارية في غرفة الأحساء، المهندس المقداد الشايب، «دوت الخليج»، أمس، بأن المشروع سيُزيد من التثقيف والتوعية، ويوفر ورش عمل وتجارب تعليمية للزوار، مما يعزز الوعي بأهمية حماية البيئة والطيور المهاجرة، وتشجيع السياحة المستدامة، ويجذب السياح المحليين والدوليين، ويعزز من صورة السعودية كوجهة سياحية متنوعة ومستدامة. ويمكن أن تتضمن إضافة المشروع تطوير برامج تعليمية وتثقيفية للأطفال والناشئة حول أهمية المحافظة على البيئة وحماية الطيور، مع تنظيم رحلات مدرسية إلى المشروع، لتعزيز الوعي البيئي منذ الصغر. كما يمكن التعاون مع المؤسسات الأكاديمية والبحثية، لإجراء دراسات علمية حول الطيور المهاجرة، وتأثير التغير المناخي على بيئاتها، مما يعزز من دور المشروع كمنصة للبحث والدراسة.

ويمثل المشروع رؤية مستقبلية للسياحة في المملكة، ويعد نموذجًا يحتذى به في كيفية دمج الإنسان والبيئة في تجربة سياحية فريدة ومبتكرة.