الارشيف / اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان

  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 1/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 2/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 3/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 4/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 5/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 6/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 7/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 8/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 9/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 10/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 11/12
  • اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان 12/12

لطالما كانت المأكولات البحرية حجر الأساس في المطبخ الياباني التقليدي، حيث تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والغذائية للبلاد. ومع ذلك، يشهد استهلاك الأسماك تراجعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل هذا الإرث العريق. في هذا السياق، يشارك بائع الأسماك المخضرم، أويدا كاتسوهيكو، رؤيته حول أسباب هذا التراجع ويقترح حلولًا مبتكرة لإعادة إحياء مكانة الأسماك في المائدة اليابانية.

تسجيل رقم قياسي جديد في أسعار التونة بالمزاد السنوي

يقيم سوق تويوسو الشهير في طوكيو سنويًا مزادًا خاصًا لبيع أسماك التونة زرقاء الزعانف، إيذانًا ببداية العام الجديد، حيث تجري هذه الفعالية في 5 يناير/كانون الثاني وسط أجواء مفعمة بالحيوية والحماس. وخلال مزاد هذا العام، تم بيع سمكة تونة ضخمة بوزن 276 كيلوغرامًا، تم اصطيادها من بلدة أوما في محافظة أوموري، بمبلغ قياسي بلغ 207 مليون ين، لتصبح ثاني أغلى سمكة تونة يتم بيعها في تاريخ المزادات، بعد الرقم القياسي المسجل عام 2019 عندما تم بيع سمكة بـ333.6 مليون ين.

للسنة الخامسة على التوالي، نجح التحالف بين شركة يامايوكي للتجارة بالجملة ومجموعة أونوديرا في الفوز بالمزاد، وهو تعاون استراتيجي يهدف إلى ضمان الحصول على أغلى سمكة معروضة كل عام. وتُقدم هذه التونة الفاخرة في مطعم جينزا أونوديرا الشهير للسوشي، بالإضافة إلى عدة فروع أخرى تابعة للمجموعة، مما يتيح لرواد المطاعم فرصة نادرة لتذوق أجود أنواع التونة التي تجذب انتباه عشاق السوشي في اليابان وحول العالم.

يعد مزاد سوق تويوسو امتدادًا لتقاليد سوق تسوكيجي القديم، ويجسد شغف اليابانيين بأسماك التونة، التي تعتبر رمزًا للفخامة والجودة في عالم السوشي. ورغم أن اليابان لا تزال أكبر مستهلك عالمي للتونة زرقاء الزعانف، إلا أن استهلاك الأسماك في البلاد يشهد انخفاضًا تدريجيًا نتيجة تغير أنماط الغذاء والاتجاه المتزايد نحو اللحوم والبدائل النباتية. ومع ذلك، يظل هذا المزاد حدثًا بارزًا في اليابان، حيث يجمع بين تقاليد الطهي العريقة والتسويق الحديث، مما يضمن استمرار هذه العادة الفريدة واستقطاب اهتمام الإعلام والمستهلكين عامًا بعد عام.

عرض سمكة التونة لعام 2025 أمام الإعلام قبل بدء المزاد. (© كاواموتو دايغو)
عرض سمكة التونة لعام 2025 أمام الإعلام قبل بدء المزاد. (© كاواموتو دايغو)

افتتح سوق تويوسو الشهير في طوكيو عامه الجديد بمزاد للمأكولات البحرية شهد بيع صينية تحتوي على 350 غرامًا من قنافذ البحر الخضراء (بافون أوني) القادمة من هوكايدو بسعر قياسي بلغ 7 ملايين ين. يعكس هذا الرقم البذخ الذي يصاحب المزادات المخصصة للمنتجات البحرية الفاخرة، مثل التونة زرقاء الزعانف وقنافذ البحر، والتي لا تزال تحظى بطلب مرتفع، خاصة في عالم السوشي الفاخر.

لكن على الرغم من الأسعار القياسية التي تسجلها بعض المنتجات البحرية، إلا أن قطاع الصيد في اليابان يواجه تحديات متزايدة. فقد شهدت السنوات الأخيرة تراجعًا حادًا في كميات الصيد لعدة أصناف رئيسية كانت تُعد جزءًا أساسيًا من المائدة اليابانية، مثل سمك الصوري، والسلمون، والحبار الياباني. ومع هذا التراجع، بدأ حضور هذه الأنواع يتضاءل تدريجيًا على موائد الطعام، ما أدى إلى تغيير واضح في العادات الغذائية اليابانية.

رغم انخفاض استهلاك الأسماك بشكل عام، لا تزال الأسماك الفاخرة مثل التونة الزرقاء الزعانف وقنافذ البحر تحافظ على شعبيتها الكبيرة. فالطلب على هذه الأنواع لا يزال قويًا، خاصة في المطاعم الراقية التي تقدم السوشي الفاخر، مما يخلق مفارقة واضحة بين ازدهار سوق الأسماك الفاخرة وتراجع استهلاك الأسماك التقليدية.

هذا الاختلال في سوق المأكولات البحرية يؤثر سلبًا على موانئ الصيد وأسواق السمك والصيادين، الذين يعتمدون على هذه الصناعة لتأمين معيشتهم. ومع تغير العادات الغذائية وتراجع المخزون السمكي، تواجه اليابان تحديًا كبيرًا في الحفاظ على إرثها العريق في عالم المأكولات البحرية. ورغم الجهود المبذولة للحفاظ على الموارد البحرية، لا يزال السؤال مطروحًا حول مستقبل قطاع الصيد الياباني في ظل هذه التحولات العميقة.

قنفذ البحر الأخضر يباع ب 20,000 ين للغرام، وهو سعر يفوق ثمن الذهب. (© كاواموتو دايغو)
قنفذ البحر الأخضر يباع ب 20,000 ين للغرام، وهو سعر يفوق ثمن الذهب. (© كاواموتو دايغو)

تراجع حاد في صيد الأسماك الموسمية: أزمة تهدد المائدة اليابانية

في اليابان، يُعتبر سمك الصوري رمزًا لفصل الخريف، إلا أن تراجعه الحاد في العقود الأخيرة يعكس أزمة حقيقية في قطاع الصيد. ففي عام 2022، سجلت كميات الصيد لهذا النوع أدنى مستوى لها على الإطلاق، حيث بلغت 17,910 أطنان فقط. ورغم التحسن الطفيف في عامي 2023 و2024، إلا أن الأرقام لا تزال بعيدة جدًا عن الذروة التي وصلت إليها في عام 2008 عندما تم صيد 343 ألف طن. هذا الانخفاض الحاد أدى إلى ارتفاع كبير في الأسعار، حيث لم يعد من السهل العثور على سمك ساوري ممتلئ بأقل من 100 ين كما في السابق، وحتى الأنواع النحيفة باتت تُباع بأكثر من 200 ين.

التحديات ذاتها طالت سمك السلمون المحلي، الذي يُصطاد بشكل رئيسي في منطقة هوكايدو. فقد شهد هذا النوع انخفاضًا أكبر في كمياته، مما دفع السوق اليابانية إلى الاعتماد على واردات السلمون من تشيلي والنرويج. ورغم توفر السلمون المستورد بكثرة، إلا أن هناك تحديات أخرى تعيق استبداله بالكامل بالسلمون المحلي. فبيض السلمون المستورد، على سبيل المثال، لا يصلح لتصنيع منتجات يابانية تقليدية مثل ”إيكورا“ (بيض السلمون المستخدم في السوشي) و”سوجيكو“ (بيض السلمون المملح داخل غشائه). ونتيجة لذلك، أدى انخفاض إمدادات السلمون المحلي إلى ارتفاع أسعار هذه المنتجات، مما أثر على استهلاكها في المطاعم والأسواق.

مع استمرار هذا التراجع، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل قطاع الصيد في اليابان، حيث لم يعد الأمر يتعلق فقط بانخفاض الكميات المتاحة، بل يشمل أيضًا تأثير ذلك على التقاليد الغذائية اليابانية، التي لطالما اعتمدت على هذه الأسماك كمكونات أساسية في الأطباق اليومية والموسمية.

أغلب أسماك الساوري المصطادة خلال هذا الموسم صغيرة الحجم. (© كاواموتو دايغو)
أغلب أسماك الساوري المصطادة خلال هذا الموسم صغيرة الحجم. (© كاواموتو دايغو)

ارتفاع أسعار الإيكورا مع تضاؤل صيد السلمون المحلي. (© كاواموتو دايغو)
ارتفاع أسعار الإيكورا مع تضاؤل صيد السلمون المحلي. (© كاواموتو دايغو)

تراجع كميات الحبار العادي يفاقم أزمة استهلاك الأسماك في اليابان

يواجه قطاع الصيد في اليابان أزمة أخرى تتمثل في الانخفاض القياسي لصيد الحبار الشائع، المعروف باسم ”سورومي إيكا“. فقد انخفضت كميات صيده إلى ما لا يتجاوز عُشر ما كانت عليه قبل 20 عامًا، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الأسعار. ففي الماضي، كان بالإمكان شراء حبة واحدة من الحبار من المتاجر بأقل من 100 ين، وهو أمر لم يعد ممكنًا اليوم. كما تأثرت المطاعم بهذا التراجع، حيث أصبحت أطباق الساشيمي المصنوعة من الحبار تُحضَّر في الغالب من أنواع أخرى أكثر وفرة وأقل تكلفة، مثل الحبار الأحمر.

في دراسة للوضع الراهن، أعرب كوتاني كازوهيكو، الذي قضى 40 عامًا في مجال شراء المنتجات البحرية لصالح إحدى كبرى سلاسل السوبرماركت، عن قلقه العميق إزاء انخفاض كميات صيد الأنواع الرئيسية من المأكولات البحرية. وأوضح أن هذا التراجع يسهم بشكل مباشر في تراجع استهلاك الأسماك بين اليابانيين، حيث بات المستهلكون أكثر ترددًا في شرائها بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توافقها مع الجودة المتوقعة، على أمل توفر خيارات أفضل مستقبلاً.

وأشار كوتاني إلى أن هذا العزوف التدريجي أدى إلى تراجع العادات الغذائية المرتبطة بتناول الأسماك، مقارنة بما كان عليه الحال لدى الأجيال السابقة. وحذّر من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى اندثار تقاليد غذائية عريقة، مثل تناول الساوري في الخريف، والذي كان يُعتبر جزءًا لا يتجزأ من الثقافة اليابانية الموسمية.

وأكد أن تداعيات هذه الأزمة لا تقتصر فقط على قطاع الصيد، بل تمتد إلى تهديد التراث الغذائي الياباني ككل. ودعا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا الإرث، سواء من خلال دعم الصيادين، أو تطوير سياسات استدامة تحافظ على التوازن البيئي، لضمان استمرار هذا التقليد الذي يعكس هوية اليابان وتاريخها العريق في مجال المأكولات البحرية.

بدأ سمك الساوري المشويوالمملح، الذي يُعتبر من الأطباق الأساسية في فصل الخريف، يختفي تدريجيًا من موائد اليابانيين.(© بيكستا)
بدأ سمك الساوري المشويوالمملح، الذي يُعتبر من الأطباق الأساسية في فصل الخريف، يختفي تدريجيًا من موائد اليابانيين.(© بيكستا)

الأزمة التي تتكرر

هذا التراجع في استهلاك المأكولات البحرية في اليابان ليس ظاهرة مفاجئة، بل هو اتجاه مستمر منذ عقود. فوفقًا للتقارير السنوية الصادرة عن وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك اليابانية، بلغ متوسط استهلاك الفرد من المأكولات البحرية ذروته في عام 2001 بمعدل 40.2 كيلوغرامًا سنويًا، إلا أنه شهد منذ ذلك الحين انخفاضًا مطردًا ليصل إلى 21.4 كيلوغرامًا في عام 2023. وهذا المستوى يعادل تقريبًا ما كان عليه استهلاك الأسماك قبل نصف قرن.

في المقابل، استمر استهلاك اللحوم في الارتفاع بثبات، وسجل لأول مرة تفوقًا على استهلاك الأسماك في عام 2011. ومنذ ذلك الحين، اتسعت الفجوة بينهما بشكل ملحوظ، مما يعكس تحولًا جذريًا في العادات الغذائية لليابانيين. وعلى الرغم من أن اليابان كانت تُعرف تقليديًا بثقافتها الغذائية الغنية بالمأكولات البحرية، فإن هذا التحول يعكس تغيّر أنماط الحياة، وتأثير العوامل الاقتصادية، وظهور خيارات غذائية أكثر تنوعًا.

وعلى المستوى العالمي، يتناقض هذا التراجع مع الاتجاه السائد، حيث تشير بيانات وكالة مصايد الأسماك إلى أن الاستهلاك العالمي للمأكولات البحرية قد تضاعف خلال العقود الخمسة الماضية، ولم تظهر أي علامات تدل على تباطؤ هذا النمو. ففي العديد من البلدان، لا تزال الأسماك والمأكولات البحرية تشكل عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي، مدفوعة بتزايد الوعي بالفوائد الصحية والبروتينات البحرية، مما يجعل من التراجع الياباني في هذا المجال ظاهرة فريدة تتطلب دراسة معمقة لفهم أسبابها وعواقبها المستقبلية.

استهلاك الفرد الياباني السنوي من المأكولات البحرية واللحوم

أزمة في المطبخ الياباني

هذا التراجع في استهلاك الأسماك في اليابان يثير تساؤلات عديدة، لا سيما في ظل الفوائد الصحية المعروفة للمأكولات البحرية وزيادة الوعي العام بأهميتها، خاصة احتواؤها على الأحماض الدهنية المفيدة مثل EPA وDHA، التي تعزز صحة القلب والدماغ. ورغم هذه الفوائد، تشير استطلاعات الرأي إلى أن العادات الغذائية لليابانيين تتغير بوتيرة متسارعة.

ففي استطلاع أجرته وزارة الزراعة والغابات ومصايد الأسماك عام 2019، أوضح المشاركون أن من بين الأسباب الرئيسية لعزوفهم عن تناول الأسماك: تفضيل العائلة للحوم، وارتفاع أسعار الأسماك، وصعوبة تحضيرها مقارنةً باللحوم. وهذه العوامل جعلت الكثيرين يميلون إلى الخيارات الأسهل والأكثر راحة، خاصة في ظل نمط الحياة السريع الذي أصبح سائدًا في اليابان الحديثة.

لكن هذا لا يعني أن اليابانيين فقدوا حبهم للمأكولات البحرية. فقد كشف استطلاع أجرته جمعية مصايد الأسماك اليابانية عام 2022 عن أن 74.8% من المشاركين أكدوا أن عائلاتهم تحب تناول المأكولات البحرية. ومع ذلك، عند سؤالهم عن طهي الأسماك في المنزل، انخفضت النسبة إلى 30.2% فقط، مما يعكس أن التحدي يكمن في صعوبة الإعداد وليس في الرغبة بتناولها. وعلى سبيل المقارنة، قال 86.7% من المشاركين إنهم يحبون تناول اللحوم، لكن 50.4% فقط يحبون طهيها، وهو فارق لا يزال أقل حدة مما هو عليه بالنسبة للأسماك.

هذه النتائج تسلط الضوء على تحدٍّ رئيسي يواجه الصناعة السمكية اليابانية، وهو الحاجة إلى تبسيط عملية تحضير الأسماك وجعلها أكثر جذبًا للمستهلكين، خصوصًا في ظل المنافسة القوية مع اللحوم التي تُعتبر أسهل في الطهي وأكثر توافقًا مع أسلوب الحياة العصري. ومن هنا، يبدو أن إيجاد حلول مبتكرة، مثل توفير وجبات بحرية جاهزة أو نصف مُحضرة، قد يكون المفتاح لإعادة إحياء مكانة الأسماك في المائدة اليابانية.

يقوم موظفون بمحل السمك ماروكاما سكانايا بحي كيتاكاماكورا بتنظيف السمك وتجهيزه للاستهلاك مباشرة. (© Nippon.com)
يقوم موظفون بمحل السمك ماروكاما سكانايا بحي كيتاكاماكورا بتنظيف السمك وتجهيزه للاستهلاك مباشرة. (© Nippon.com)

البحث عن الحلول لإنقاذ تراث المطبخ الياباني

يؤمن كاتسوهیکو أويدا المسؤول السابق في وكالة مصايد الأسماك والذي يُعرف اليوم بعرّاب المأكولات البحرية بأن هناك عوامل رئيسية تقف وراء تراجع استهلاك الأسماك في اليابان فهو يرى أن سوء الفهم العام وصعوبة تحضير المأكولات البحرية هما من أبرز الأسباب التي دفعت اليابانيين إلى تجنب طهي الأسماك خلافًا لثقافة أجدادهم

ويشير أويدا إلى أن هناك عدة عوائق تحول دون انتشار طهي المأكولات البحرية في المنازل من بينها الوقت والجهد المطلوبان لتحضير الأسماك مقارنة باللحوم والرائحة القوية وصعوبة التخلص من مخلفات الطهي وقلة المعرفة بالوصفات وطريقة الطهي مما يجعل الكثيرين يترددون في إعدادها والنفور من شوك السمك خاصة بين الأطفال والجيل الشاب والاعتقاد بأن اللحوم أكثر توفرًا وأسهل منالًا من الأسماك سواء من حيث الأسعار أو سهولة الطهي

لمواجهة هذا التراجع وضع أويدا خطة طموحة تهدف إلى إعادة الأسماك إلى موائد اليابانيين من خلال إطلاق حملات توعوية تُبرز فوائد تناول الأسماك وتأثيرها الإيجابي على الصحة وتعليم الناس طرقًا سهلة لطهي الأسماك عبر دورات تدريبية ووصفات بسيطة يمكن تحضيرها بسرعة وتفنيد المفاهيم الخاطئة حول صعوبة تحضير المأكولات البحرية والتأكيد على وجود طرق طهي مبتكرة تجعلها أكثر سهولة وملاءمة للحياة العصرية

يؤمن أويدا أن هذه الجهود يمكن أن تعيد للمطبخ الياباني بريقه التقليدي لا سيما وأن المأكولات البحرية لطالما كانت عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على صحة اليابانيين عبر القرون ومن هنا يرى أن إحياء ثقافة تناول الأسماك لا يتعلق فقط بالغذاء بل هو جزء من الحفاظ على الإرث الثقافي الياباني

أويدا كاتسوهیکو بساكانايا ماروكاما.(© Nippon.com)
أويدا كاتسوهیکو بساكانايا ماروكاما.(© Nippon.com)

ورشة عمل في سوق تويوسو

في أغسطس/ آب 2024، نظم أويدا كاتسوهيكو ورشة عمل مميزة لتعليم طهي الأسماك داخل سوق تويوسو، حضرها حوالي ثلاثين شخصًا من بينهم أطفال برفقة أهاليهم. اختار أويدا سمكة الماكريل الياباني كنموذج مثالي لتعليم الحضور كيفية إعداد وجبة شهية بأسلوب بسيط. بدأ العرض بتنظيف السمكة ببراعة، ثم قطع جزءًا منها لتحضير الساشيمي الطازج، بينما استخدم الأحشاء لإعداد يخنة لذيذة ومغذية.

بعد العرض التوضيحي، أتيح للمشاركين فرصة تطبيق ما تعلموه بأنفسهم، حيث انخرط الجميع بحماس في إعداد الأطباق. لاقت الورشة استحسانًا كبيرًا، وعبّر الحضور عن سعادتهم بهذه التجربة. من بين التعليقات التي أسعدت أويدا قول إحدى الأمهات إن ابنها لا يحب الأسماك عادة، لكنه التهم كل شيء بسرور وقال إنها كانت لذيذة جدًا، بينما أضافت أخرى أنها تعتقد أن عائلتها ستتناول المزيد من المأكولات البحرية في المنزل. أما أحد الأطفال فابتسم قائلاً إن الأمر كان سهلاً للغاية

أويدا كاتسوهيكو خلال الورشة. (© كاواموتو دايغو)
أويدا كاتسوهيكو خلال الورشة. (© كاواموتو دايغو)

تعليم تقنيات طبخ المأكولات البحرية

حرصًا من أويدا كاتسوهيكو على تحقيق رؤيته المتمثلة في إعادة الأطباق البحرية إلى موائد اليابانيين، ينظم دورات شهرية في متجر سكانايا ماروكاما الواقع بمنطقة كيتاكاماكورا في محافظة كاناغاوا. خلال هذه الدورات، يقدم أويدا تجربة تعليمية مميزة تتجاوز مجرد تقديم وصفات جاهزة. يقوم بطهي الأطباق أمام المشاركين، مع شرح جميع الخطوات بدقة لضمان الفهم الكامل.

يولي أويدا اهتمامًا كبيرًا لأدق التفاصيل المتعلقة بتحضير المأكولات البحرية، مثل أهمية اختيار الطريقة الصحيحة لتقطيع السمك بعد تنظيفه، حيث يؤثر ذلك بشكل كبير على النكهة النهائية. كما يوضح المشاركين أهمية توقيت إضافة التوابل، مشيرًا إلى أن إضافة الملح أو الصويا في بداية طهي اليخنة السمكية قد يؤدي إلى قوام قاسٍ، بينما يُفضل بدء الطهي بإضافة السكر أو الساكي للحصول على قوام طري ونكهة متوازنة.

إلى جانب تحسين مهارات الطهي، تهدف هذه الدورات إلى تعزيز الوعي بكيفية الاستفادة القصوى من المكونات المتاحة، مما يسهم في تقليل الهدر الغذائي وجعل عملية الطبخ أكثر كفاءة وسرعة. كما يتعلم المشاركون تقنيات لتقليل الروائح غير المرغوب فيها في المطبخ، مما يعزز تقديرهم للقيمة الغذائية والمادية للأطباق البحرية.

أويدا عند مدخل متجر ماروكاما.(© Nippon.com)
أويدا عند مدخل متجر ماروكاما.(© Nippon.com)

تحدي إحياء الثقافة البحرية اليابانية

رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها أويدا كاتسوهيكو لتعزيز استهلاك الأسماك في اليابان، إلا أنه يدرك تمامًا التحديات الكبيرة التي تواجه هذا الهدف. فعلى الرغم من توفر أنواع متعددة من الأسماك مثل السردين والماكريل التي توفر خيارات لذيذة وميسورة التكلفة للمستهلكين، إلا أن معدلات استهلاك الأسماك لا تظهر تحسنًا ملحوظًا. ولهذا، يؤكد أويدا أن قطاع الصيد يتحمل مسؤولية كبيرة في تقييم الوضع الحالي بموضوعية، والعمل على معالجة أوجه القصور بكل جدية من أجل تحقيق التغيير المنشود.

تتوافق هذه الرؤية مع شعاره الطموح ”إحياء اليابان من خلال المأكولات البحرية“، إذ يحلم أويدا بأن يدرك الناس تنوع وغنى المأكولات البحرية في اليابان، التي تختلف نكهاتها وطرق إعدادها بين المناطق، وأحيانًا بين موانئ الصيد المختلفة. كما يأمل أن يتجاوز زوار اليابان تجربة السوشي التقليدية لاستكشاف الأطباق المحلية المتنوعة، بل ويفكرون في تعلم طرق تحضيرها أيضًا.

ويشدد أويدا على أن ما يُكتسب من خلال الدراسة النظرية قد يُنسى بسرعة، لكن مذاق الطعام اللذيذ يعلق في الذاكرة ويترك أثراً دائماً. لذلك، يرى أن استمتاع الناس بتجربة تنوع الأسماك اليابانية وتعلم فنون تحضيرها لا يقتصر تأثيره على الحفاظ على الثقافة البحرية اليابانية فقط، بل يسهم أيضًا في تعزيز الصحة العامة وإثراء حياة الأفراد والمجتمع ككل.

أويدا وهو ينظف سمكة تم اصطيادها محلياً. (© Nippon.com)
أويدا وهو ينظف سمكة تم اصطيادها محلياً. (© Nippon.com)

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. الصورة الرئيسية لأويدا كاتسوهيكو بائع السمك على الطريقة التقليدية، وهو يستعرض مهاراته في تنظيف وتحضير الأسماك.© Nippon.com)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | من البحر إلى المائدة: مبادرات لتعزيز استهلاك المأكولات البحرية في اليابان لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا