كشف استطلاع رأي أجرته شركة ”ماكروميل“، وهي شركة يابانية مقرها طوكيو، في أوائل فبراير/ شباط 2025، عن مستويات القلق بشأن الاستعداد لمواجهة الكوارث في اليابان. استهدف الاستطلاع 200 ألف شخص من مختلف أنحاء البلاد، وأظهرت النتائج أن اثنين من كل ثلاثة مشاركين يشعرون بالقلق حيال كيفية ضمان سلامة الآخرين في حال وقوع كارثة كبرى. وأفاد 29.8% من المشاركين أنهم ”قلقون جدًا“ بهذا الشأن، بينما أشار 37.7% إلى أنهم ”قلقون إلى حد ما“، مما يعكس مدى تفشي هذه الهواجس بين السكان.

وسجلت الأسر التي تضم آباء وأبناء أعلى مستويات القلق، حيث بلغت النسبة 72.8%، وهو ما قد يعكس شعورًا متزايدًا بالمسؤولية تجاه حماية أفراد الأسرة في ظل الظروف الطارئة. يأتي هذا الاستطلاع في سياق يعكس حساسية المجتمع الياباني تجاه الكوارث الطبيعية، نظرًا لتاريخ البلاد الطويل مع الزلازل والتسونامي والظواهر المناخية القاسية.

كشف الاستطلاع أيضًا عن علاقة واضحة بين حجم المدينة ومدى استعداد سكانها للكوارث من حيث بناء علاقات موثوقة مع الجيران. ففي المدن الكبرى التي يتجاوز عدد سكانها 500 ألف نسمة، أفاد 34.6% من المشاركين أنهم لم يبادروا إلى إعداد أي روابط من هذا القبيل على الإطلاق، مما يشير إلى أن المدن الأكبر قد تواجه تحديات إضافية في تعزيز الدعم المجتمعي أثناء الأزمات.

أظهر الاستطلاع أن انتشار ”الأخبار الكاذبة“ والمنشورات غير الموثوقة على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء الكوارث الكبرى قد تحول إلى مشكلة اجتماعية مقلقة. فقد أعرب 23.2% من المشاركين عن ”قلق شديد“، و39.5% عن ”قلق معتدل“ بشأن مدى موثوقية المعلومات في مثل هذه الظروف، نتيجة تفشي الشائعات والمعلومات المغلوطة.

وكشفت النتائج، عند تحليلها حسب الفئات العمرية، أن نحو 30% من الشباب دون سن 19 يشعرون بـ”قلق شديد“، وهي نسبة تفوق باقي الفئات العمرية. ورغم أن هؤلاء الشباب يُعتبرون ”مواطنين رقميين“ يتمتعون بمهارة عالية في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن خبرتهم الاجتماعية المحدودة تجعل من الصعب عليهم التفريق بين المعلومات الصادقة والمضللة، مما يزيد من مخاوفهم في أوقات الأزمات.

(النص الأصلي باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان من © بيكستا)