انت الان تتابع خبر "إعادة اختراع" العراق بعد فشل 2003.. نقاش امريكي عن "مصير النظام" بعد الانسحاب والان مع التفاصيل
بغداد - ياسين صفوان - تطرق التقرير الذي نشرته صحيفة بلومبيرغ متعددة الجنسيات ومقرها في نيويورك، والذي كتبه توبين هارشو وهو محرر أول في قسم الرأي في بلومبرج وكاتب عمود في شؤون الأمن القومي والعسكرية، تطرق الى بدء انسحاب القوات الامريكية المحتمل نهاية العام الحالي من العراق وإمكانية تحول العراق الى سيطرة ايران بالكامل، معتبرا انه مع انتهاء الانسحاب ربما قد يشعر الإيرانيون انهم "حصلوا على فرصة ذهبية"، فيما تطرق الى 5 الاف عام من تاريخ العراق للاستشهاد بان العراق طالما قاوم النفوذ الفارسي عندما كانت تدعى "بلاد عيلام".
وأشار التقرير الى ان الانسحاب ربما يعتبر نهاية رمزية لمحاولة أميركا الفاشلة لخلق عراق مستقر وحر، وبينما من المستبعد ان يكون لهذا الانسحاب أي فوضة دموية كما حصل في الانسحاب من أفغانستان، الا ان القليل من الناس متفائلين بشأن مستقبل العراق بعد ذلك.
وتضمن التقرير جملة أسئلة تتعلق بإمكانية وجود امل في مستقبل العراق بعد 20 عاما من سقوط صدام، او إمكانية ظهور نظام سياسي فعال؟ او ان تنجح الحكومة العراقية في إرساء سيادة حقيقية بعيدة عن تحولها لدمية تحت الهيمنة الإيرانية؟، او أساسا هل ان العراق "بلد حقيقي؟".
يشير التقرير الى ان خبراء السياسة الخارجية في مختلف أطياف الساحة السياسية لا يقدمون سوى القليل من الأسباب التي تدعو إلى الأمل في العراق، لكن كاتب المقال يقول ان النظر الى مستقبل الأمم على المدى البعيد والنظر للعراق من خلال عدسة 5 الاف عام الى الوراء وليس العقدين الماضيين فحسب، سنجد املا في مستقبل العراق.
ونقل المقال نقاشات واراء عن بارتل بول، وهو مستكشف أراضٍ بعيدة ومراسل حرب العراق ومؤلف كتاب ضخم جديد بعنوان " الأرض بين النهرين: تاريخ العراق على مدى خمسة آلاف عام"، والثاني هو روبرت د. كابلان ، أحد أكثر الكتاب إنتاجاً وعمقاً في مجال الشرق الأوسط وما وراءه، والذي أصدر أحدث كتاب له بعنوان " الأرض الخراب: عالم في أزمة دائمة".
ويشير الى ان الواقع التاريخي ينسف الحكمة التقليدية القائلة ان العراق وجيرانه عبارة عن هياكل مصطنعة نتيجة للاستعمار المستمر، بل ان على مدى الاف الأعوام كان العراقيون يحكمون ذاتهم، واليوم لا ينظر العراقيون الى ماوراء الحدود في ايران، كما ان الفوضى ليست هي الحالة الطبيعية للعراق في غياب رجل قوي، فبعد الغزو عام 2003 وما رافقها، كان من المفترض ان لا يبقى العراق موجودا بصورته نفسها بل كان على وشك الانقسام، لكن العراقيين وقفوا وحرصوا على ان لا يحدث ذلك ابدا.
وينقل المقال ان العراق ليس مقدر له ان يصبح دمية في يد ايران، فلقد شعر الشيعة العرب في العراق دوماً بأنهم مختلفون عن إيران، ولم ينجح التشيع في سد الفجوة بينهما، كما ان الأماكن المقدسة لدى الشيعة تقع في النجف وكربلاء في العراق، ولطالما كان العراقيون يفتخرون بأن القلب الحقيقي للشيعة موجود في بلادهم، وليس في إيران".
ويضيف ان "النظام العراقي ضعيف للغاية، لكن النظام الإيراني أضعف الآن مما كان عليه منذ عقود، والتغيير الكبير القادم في الشرق الأوسط سيكون إما تغيير النظام أو نوع من التحول في النظام في إيران".
وينقل المقال عن روبرت د. كابلان قوله، انه "كما عجزت الولايات المتحدة عن إعادة اختراع العراق بعد إزاحة صدام حسين، فإنها لا تستطيع الآن أن تتولى مهمة إنشاء دولة عراقية أكثر أمناً وقوة مؤسسية، والواقع أن العراقيين وحدهم قادرون على القيام بذلك. وما قد يساعد كثيراً في هذا السياق هو تغيير النظام في إيران المجاورة، وهذا من شأنه أن يغير الشرق الأوسط، وربما نحو الأفضل. وهذا أيضاً لن يتسنى تحقيقه في نهاية المطاف إلا من جانب الإيرانيين أنفسهم".
ويطرح كاتب المقال مجموعة أفكار لكيفية تعامل أمريكا في القادم مع العراق، حيث يتعين على البنتاغون الاحتفاظ بنشر صغير للقوات الخاصة على الأرض لمواجهة داعش، كما تحتاج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية إلى ميزانية أكبر وموظفين في جميع أنحاء العالم ولكن العراق يجب أن يكون أولوية، وبذل المزيد من الجهود لتضييق الخناق على المساعدات العراقية للتجارة الإيرانية التي تخرق العقوبات" فضلا عن إعادة فتح القنصلية الأميركية في البصرة، وإدخال المزيد من الطلاب العراقيين إلى الجامعات الأميركية.