شكرا لقرائتكم خبر عن عصام زكريا يكتب: العظماء السبعة فى دراما رمضان والان مع تفاصيل الخبر
القاهرة - سامية سيد - نستطيع أن نقول، وأيام قليلة تفصلنا عن نهاية الشهر الكريم، أن الموسم الرمضاني 2025 قد حقق نجاحا ملحوظا، من خلال أعمال متنوعة، تلبى أذواقا وتخاطب أطيافا مختلفة من الجمهور، منها الاجتماعي، ومنها الأكشن، منها الشعبي، ومنها الكوميدي، منها الخفيف العابر، ومنها الطموح الجاد.
ومع التسليم بأنه لا يوجد إجماع في الفن، وبأن كل عمل، مهما علا شأنه، قد يكرهه البعض، وأي عمل، مهما كان رديئا، قد يصبح له معجبون متيمون، فإن أهم ما يميز الموسم الرمضاني عن غيره هو حالة الجدل والنقاش والاتفاق والاختلاف التي تحدث حول الأعمال المعروضة، وهو أمر، لو تعلمون، عظيم، إذا خفت فقط حدة التطرف التي يبديها البعض، ليس من باب التعبير عن الرأي في مسلسل ما، وإنما التفافا ومراوغة لتمرير أجندة فكرية أو سياسية ما.
بشكل عام، شهد الموسم أعمالا جيدة، وأعمالا أعتقد أنها الأفضل وتستحق المشاهدة، حتى لو كان لدي ملاحظات كبيرة أو صغيرة على بعضها. وقد اخترت سبعة من هذه الأعمال، بجانب الإشارة لستة أعمال أخرى لفتت الانتباه.
من أعمال الثلاثين حلقة أعتقد أن الفائز الأكبر هذا الموسم هو "فهد البطل"، وذلك لإن السيناريو نفسه يحمل روح الملحمة التي تمتد لأجيال، ويمتلئ بالشخصيات والتحولات والصراعات المتشابكة. ومن المهم، إذا كان لمسلسلات الثلاثين حلقة أن تستمر، أن يتم البحث عن مسلسلات تحتمل ذلك، ربما تكون مكتوبة في خمسين حلقة يتم تكثيفها، بدلا من مط فكرة لا تحتمل أكثر من خمس حلقات في ثلاثين حلقة.
من أعمال النصف الأول المتميزة يأتي "قلبي ومفتاحه"، "80 باكو"، "إخواتي"، و"ولاد الشمس".
رغم السيناريو البدائي إلا أن "قلبي ومفتاحه" يخطف القلب برومانسيته وشخصياته غير النمطية، وتلك الكيمياء الربانية بين آسر ياسين ومي عز الدين، وأداء محمد دياب الذي يبرز التباين ويقوي الصراع. وبالطبع المخرج تامر محسن الذي أمسك بأوراق نص كان يمكن أن ينهار في أي لحظة وتلاعب بها مثل فنان سيرك بارع!
"80 باكو" إضافة مهمة وشديدة اللطف لما يمكن أن نطلق عليه "الدراما النسوية" التي تكتبها وتخرجها وتلعب بطولتها شابات يعبرن عن الجيل الأصغرمن النساء. وأتصور أن العمل يمثل علامة مهمة في مسيرة المخرجة كوثر يونس وفريق الممثلات هدى المفتي، رحمة أحمد ودنيا سامي. والأخيرة بالذات تألقت هذا الموسم في ثلاثة أدوار مختلفة تماما في ثلاث مسلسلات: "80 باكو"، "النص" و"نص الشعب اسمه محمد"!
"إخواتي" عمل نسوي الروح كذلك، رغم أن مؤلفه ومخرجه رجلان، وهو عمل يجمع تفتح العقل بحس الفكاهة العالي، وقد ضحكت خلاله أكثر مما ضحكت في أي مسلسل "كوميدي" بحت. اختيار وأداء فريق الممثلين لم يكن على المستوى نفسه، للأسف، ولكن بعضهم رفعوا العمل على أكتافهم: جيهان الشماشرجي ذات الوجه المعبر، وكنده علوش بخفة دم تعيد اكتشافها ككوميديانة، وحاتم صلاح طاقة الكوميديا المتفجرة طوال الوقت.
"ولاد الشمس" يحمل قضية مهمة، عبر عنها في قالب تشويقي خيالي، لكن ما يرفعه حقا هو الأداء التمثيلي العالي سواء من الشباب أحمد مالك وطه دسوقي ومعتز هشام وجلا هشام، أو من المخضرمين فرح يوسف ومحمود حميدة. وحميدة بالتحديد هو رمانة ميزان العمل، الذي فهم أن النص يقع في المنطقة الوسطى بين الواقعية والميلودراما الفاقعة!
يمكن أن نضيف إلى أعمال النصف الأول "النص" و"الشرنقة" و"جودر 2"، فكل منهم له جمهوره: الأول لمحبي الأعمال "مصرية المذاق" والثاني لمحبي الأفلام الأمريكية والثالث للأطفال.
ومن أعمال النصف الثاني هناك "ظلم المصطبة"، "لام شمسية"، و"نص الشعب اسمه محمد"، بالنسبة لي.
"ظلم المصطبة" يثبت قاعدة منسية في الفن، وهي أن القصة والقضية ليسا أهم شئ، بل المعالجة والمصداقية والتفاصيل. على الورق تبدو حكاية "ظلم المصطبة" مكررة، ولكن المكان والممثلين والاخراج الواعي يبثون في هذه القصة حياة ويحولوها إلى جسد من لحم ودم يكاد ينطق أمام أعيننا. فتحي عبد الوهاب وريهام عبد الغفور بارعان دائما، ولكنهما هنا يصلان بأدائهما إلى آفاق غير مسبوقة. وإياد نصار يثبت مرة أخرى أنه كالحرباء التي تتلون وفقا لطبيعة أي دور يؤديه. أحمد عزمي مدهش بقدر ما يثير الأسف على هذه الموهبة التي لم تستغل كما ينبغي، وبسمة تعيد اكتشاف نفسها بواحد من أفضل أدوارها.
من ناحية ثانية يثبت "لام شمسية" صحة القاعدة العكسية: أن الموضوع والقضية هما البذرة الأساسية لكل عمل فني جيد. وموضوع وقضية "لام شمسية" هما العنصر الأبرز، ولكن كان من الممكن أن يفسدا لولا المعالجة الذكية والإخراج المتمكن. وإذا كان الموسم يتميز بشكل عام بعنصر التمثيل كما وكيفا، فإن "لام شمسية" من الأعمال التي يصل فيها فن الأداء التمثيلي إلى أعلى المستويات.
"نص الشعب اسمه محمد" هو المسلسل الكوميدي الأكثر ابتكار هذا الموسم، بالرغم من أنه لا يعتمد على ممثلي كوميديا محترفين، وبالرغم من أحداثه التي تتجاوز حدود المنطق أحيانا، وكانت تحتاج لقليل من الضبط، كما أن خمسة عشر حلقة تبدو فضفاضة وأكبر من مضمون العمل. لكن غرابة مواقفه العبثية وخفة دم الممثلين تجعله مستساغا ومضحكا، في موسم تغلب عليه الجدية والكآبة.
بجانب هذه الأعمال الثلاثة أبدى البعض اعجابهم بأعمال أخرى مثل "قهوة المحطة" و"الغاوي"، ورغم تقديري لما أعجبهم في المسلسلين، لكن لدي ملاحظات كثيرة على درجة حرارة الاثنين: الأول بارد وبطئ أكثر مما يجب، والثاني ساخن وصاخب طوال الوقت.
مسلسلاتي السبعة المفضلة:
ظلم المصطبة
لام شمسية
قلبي ومفتاحه
80 باكو
إخواتي
نص الشعب اسمه محمد
ولاد الشمس
شاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان عبر بوابة دراما رمضان 2025
يمكنكم متابعة أخبار مصر و العالم من موقعنا عبر جوجل نيوز