بيروت - سلوى ياسين - متابعة بتجــرد: توفي الموسيقي شارل دومون، مؤلف أغنية “Non, je ne regrette rien”، إحدى أشهر أغنيات الفنانة الفرنسية إديث بياف، ليل الأحد/الإثنين، عن 95 عاماً، وفق ما أعلنت شريكة حياته.
وقد فارق هذا المغني والمؤلف الموسيقي، الذي تعاون أيضاً مع داليدا وباربرا سترايسند، الحياة بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض في منزله في باريس، بحسب شريكة حياته فلورنس.
ووجّهت وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي، عبر منصة “إكس”، تحية إلى من وصفته بـ”أحد عظماء الأغنية الفرنسية”.
كان دومون عازف بوقٍ في الأساس، قبل أن تشهد مسيرته المهنية تحوّلاً في مطلع ستينيات القرن العشرين، عندما أقنع المغنية الشهيرة إديث بياف بأداء إحدى أغنياته، بعد أن رفضت ذلك مراراً.
وقال دومون لوكالة فرانس برس، في عام 2018، عن ذلك اليوم من عام 1960، عندما تمكّن من رؤية بياف مع كاتب كلمات أغانيه ميشال فوكيه: “لقد وصلنا إلى منزلها، وسمحت لنا بالدخول”.
وأضاف: “عزفتُ الأغنية على البيانو، ولم ننفصل عن بعض مذاك”.
وأشار إلى أن الأغنية التي ألّفها عام 1956، في سن 27 عاماً، أحيت مسيرة بياف، التي قال إنها كانت في مرحلة تراجع.
واستحالت أغنية “Non, je ne regrette rien”، مذاك، من كلاسيكيات الأغنية الفرنسية، وإحدى أشهر أغنيات بياف التي توفيت عام 1963.
وقال دومون، في مقابلة عام 2015: “لقد ولدتني والدتي، لكن إديث بياف هي التي عرّفت العالم عليّ”.
وأضاف: “من دونها، لم أكن لأفعل كل ما فعلته، لا كملحن ولا كمغنٍّ”.
ومنح التعاون مع بياف دومون ثقةً كبيرة دفعته للتقرّب من فنانين كبار آخرين، بينهم باربرا سترايسند، التي كانت بالفعل نجمةً في الستينيات، وفي طريقها لتصبح واحدة من أكثر الفنانين مبيعاً على الإطلاق.
وقد طرح عليه ناشرٌ موسيقي أن يُسمعها أعماله، وهي نصيحة وصفها دومون لاحقاً بأنها من تجلّيات “القدر”. وذهب إلى نيويورك، وعزف لها على البيانو في غرفة تبديل الملابس الخاصة بها في أحد مسارح برودواي. وأوضح دومون: “قالت لي أحببت ذلك كثيراً. سأسجّل الألبوم. وداعاً أيها الشاب”.
وأصدرت سترايسند أغنية منفردة بتوقيع دومون بعنوان “Le Mur” بالفرنسية على الجانب الأول، ونسخة ثانية منها بالإنكليزية بعنوان “I’ve Been Here” على الجانب الثاني، في عام 1966.
كان آخر ظهور لدومون على المسرح في عام 2019 في باريس. وقال يومها: “عندما تعود أمام الجمهور الذي يأتي لرؤيتك، كما كان يفعل قبل 20 أو 30 أو 40 عاماً، ويمنحك الترحيب نفسه، فإنه يعيد لك الشعور نفسه، كما لو كنت لا تزال في العشرينات من عمرك”.