القدس - بواسطة محمد عز العرب - نشر الدكتور عزمي بشارة، اليوم الأربعاء، 7 خواطر أخرى عن أزمة فيروس كورونا المستجد الحالية ولأزمنة أخرى، كما كتب عبر صفحته في "فيسبوك"، وجاء في منشوره اليوم:
1. يلاحظ تقدم في تجربة الأدوية العلاجية لأمراض أخرى على المصابين بفيروس كورونا ، باستخدام العلم في مقارنة الفيروسات وفاعلية جهاز المناعة، وبالتجربة والخطأ، وثمة تقدم أيضا في استخدام بلازما المتعافين. وهذا مهم حتى إيجاد اللقاح. لكن ما زال المركب الأول في مكافحة المرض الوقاية والحجر، والتقدم في إجراء الفحوص لأعداد أكبر من الناس.
2. أعتقد أن الحجر والعزل المنزلي سوف يصبح أكثر انتقائية في بعض الدول في نهاية هذا الشهر فيقتصر على فئات تشمل الأكثر عرضة لمضاعفات الوباء، وأولئك الذين ثبتت مخالطتهم لمصابين، وذلك لأسباب افتصادية ومعيشية
3. سيئات ترامب لا عد لها ولا حصر. ولكن ترامب لم يخترع استخدام علاج الملاريا في معالجة المصابين بفيروس كورونا. والعلاج حقق بعض النتائج في كثير من البلدان (كعلاج مساعد لا كوقاية) قبل أن يذكره ترامب، وكون ترامب يروج له لا يعني أن على الليبراليين معارضة العلاج بهذه الحدة. ثمة نبرة وصائية عند بعض الليبراليين، وهذا من أسلحة الشعبوية ضدها.
والآن إلى موضوع آخر تماما لا يصح أن أبدأ به:
4. في زمن الأزمات الكبرى التي تعيشها المجتمعات، وتمس مباشرة حياة الأفراد ومعيشتهم اليومية، لا يعود لدى الناس متسع نفسي لمن يسمون celebrities.
وترجمتها الرائجة بلفظ نجوم غير معبرة تماما لأن لفظ نجوم يشمل مشاهير حققوا شهرتهم لأسباب معروفة، وإن استخدم غالبا في وصف مشاهير الفنانين والرياضيين وغيرهم، وقلما يصبح الأدباء والعلماء (بمن فيهم من اكتشفوا المضاد الحيوي، أو من سوف يكتشفون لقاح كورونا) نجوما.
لكن مصطلح الـcelebrities حتى إن شمل بعض "النجوم لسبب ما" فإن ذلك ليس لذلك "السبب الما"، بل لأنهم مشاهير بسبب أو بدون سبب. إنها الشهرة الخفيفة المتطايرة المتبخرة عند ملامسة العقل. والترجمة الدقيقة هي "المحتفى بهم بسبب أو بدون سبب"، أو المحتفى بهم عن معرفة أو عن خفة وجهل، أي الاحتفاء بالشهرة بحد ذاتها.
5. لكل إنسان الحق أن يعبر عن رأيه. ولكنه حق مجرد لا معنى له إذا كان الممارس لهذا الحق لا يعرف عما يتكلم، أو يتكلم بلا هدف أو دافع سوى قراره استغلال هذا الحق لأنه لا يستطيع أن يجلس بصمت.
على كل حال، فإن وقوع واقعة التعبير أمر لا بد منه، وغالبا ما لا يلاحظ ضررها لأنه محدود، فالإنسان "غير المحتفى به" لا يولى اهتماما، وفي أفضل الحالات يجد من حوله من يقرعه.
المصيبة أن بعض "المشاهير لأنهم مشاهير"، أي بدون تقديم شيء ذي معنى في هذه الحياة غير الشهرة بلا معنى (إلا لمن يجدون في الشهرة بذاتها معنى)، يكسبون مالا بسبب الشهرة، ويكتسبون مع المال ثقة بالنفس يحسدون عليها، فيقولون كلاما في السياسة والفن، وأحيانا ينتقلون حتى إلى الوعظ.
ومع أن الكلام يكون غالبا مفصلا لإثارة الإعجاب حسب ذوق المتلقين، أي أنه أيضا لغرض الشهرة، فإنه، حين يكون عفويا، يفشل في إخفاء الضحالة والسطحية والفجاجة، وأحيانا يكشف حتى فظاظة سوقية شوارعية فيبدد جهودا بذلتها مساحيق الشهرة في إخفائها؛ وقد تحتمل الناس الأمر في الأيام العادية كـأنه من أقدار العيش في هذا العصر، وإن ضاق بعضنا ذرعا به.
ولكن أي بنت شفة ينبسون بها في زمن الحروب والأوبئة، حين تكفي الناس مصائبها، وأي إيماءة يأتون بها، تقابل بسأم شديد وتسقط فورا خارج السياق في سلة المهملات التي ألقيت فيها الكمامات والقفازات المستعملة، فليس لدى أحد أعصاب لسماع سخافاتهم.
أفضل ما يفعلونه هو استغلال الإغلاق لتبرير صمتهم. إنهم موجودون نعم، نعرف ذلك، ولا حاجة لإثبات وجودهم. المشكلة أنهم يعتقدون أنه إذا خرجوا من التداول في وسائل الاتصال فسوف يزولون من الوجود. وربما يصعب إقناعهم بغير ذلك لأنهم محقون فيه.
6. من اللطيف أن يتمتع الفنانون على أنواعهم بحد أدنى من الثقافة بالإضافة إلى رخامة الصوت في الغناء وحسن الأداء في التمثيل والمهارة الفائقة في العزف، وعندها قد يفيد أن يستغل الفنان شهرته لقول شيء مفيد لمجتمعه أو للمراهقين المعجبين أو غيرهم.
هذا حسن. لكن، للأسف، غالبا ما لا تأتي هذه الأمور سوية. ولا يقلل ذلك من تمتعنا بالصوت الجميل وحسن الأداء في التمثيل أو الإخراج أو العزف. وغالبا ما يكون الفنان المثقف سكوتا متواضعا يدرك أن رسالته في الحياة وما يقدمه للناس والمجتمع هو ما يتقنه، كما أن ثقافته تظهر في رقي فنه.
وغالبا ما يكثر أسخفهم من الكلام والتعبير خارج دوره لأنه أجهلهم. فالجاهل يتمتع بثقة بالنفس، وإذا أصبح مشهورا، تتحول الثقة بالنفس إلى غرور، فلا يعود بالإمكان وقفه أو ثنيه عن الخروج إلينا شاهرا جهله وعنصريته وآراءه المسبقة أو مواقف تكشف عن خليط من الغباء والفظاظة الرعاعية.
ومن ذلك أن ممثلة، لم أعرف أسمها من قبل ولا أريد أن أذكره من بعد، اقترحت مؤخرا إجراء تجارب للقاحات كورونا في بلدها (وكأن اكتشاف اللقاحات جار في بلدها على قدم وساق) على السجناء في السجون السعودية، خصوصا "الأمنيين" منهم، بدلا من الجرذان والقرود (أين تجرى التجارب على القرود؟).
7. هل من طريقة للجم وسائل الإعلام عن الاهتمام بما "يفكر" به هؤلاء وما "يعتقدون" والكف عن التنافس مع وسائل التواصل بدلا من ترشيد الأخيرة وعقلنتها؟
كانت هذه تفاصيل خبر عزمي بشارة: خواطر في زمن كورونا ولأزمنة أخرى (11) لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.
كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على عرب 48 وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.