الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من سيدني: في واحدة من أكثر لحظات العبث التجاري إثارة للدهشة، استيقظت جزيرة نورفولك الأسترالية هذا الأسبوع على قرار جمركي قادم من واشنطن: 29% تعريفة على صادراتها!

نعم، الجزيرة التي لا تملك مصانع ولا موانئ مزدحمة، والتي بالكاد يتجاوز عدد سكانها ألفي نسمة، أُدرجت فجأة في قائمة العقوبات الاقتصادية إلى جانب الصين والاتحاد الأوروبي.

من السياحة إلى الرسوم

التفاصيل نقلتها صحيفة الإندبندنت البريطانية، مشيرة إلى أن نورفولك، الجزيرة البركانية في جنوب المحيط الهادئ، لا تصدّر سوى القليل من بذور نخيل الكينتيا، بقيمة سنوية لا تتعدى مليون دولار.

"نورفولك؟ نحن مجرد نقطة على الخريطة. لا نصدر شيئًا أصلاً!" — ريتشارد كوتل، صاحب شركة خرسانة

قائمة بلا منطق

نورفولك ليست الوحيدة، إذ شملت القائمة جزرًا خالية تمامًا من السكان مثل هيرد وماكدونالد، التي فرضت عليها تعريفة بنسبة 10% رغم عدم وجود صادرات فعلية منها.

السياسة الأميركية تبدو وكأنها تقول: "اضرب أولًا واسأل لاحقًا".

دهشة أسترالية

"في آخر مرة تحققت فيها، كانت نورفولك جزءًا من أستراليا" — أنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي

ألبانيز عبّر عن استغرابه من القرار، خصوصًا أن نورفولك خضعت لتعريفة أعلى من تلك المفروضة على أستراليا نفسها.

أرقام هزيلة

بيانات التبادل التجاري مع أميركا تكشف مدى ضآلة الأرقام:

• 2022: صادرات بـ300 ألف دولار
• 2023: ارتفعت إلى 700 ألف
• 2024: تراجعت إلى 200 ألف

أما وارداتها من أميركا، فثابتة عند 100 ألف دولار سنويًا، باستثناء عام 2020 الذي سجل رقمًا غامضًا بلغ 11.7 مليون دولار.

"ضرائب على اللاشيء. لا يوجد منتج أصلاً، فما الذي ستؤثر فيه التعريفة؟" — جاي دنكان، مستشار ضرائب

مسرح عبثي

قرار إدارة ترامب يثير تساؤلات حول من يضع السياسات التجارية في واشنطن، وهل ثمة خرائط دقيقة فعلًا يتم الاستناد إليها؟

في كل الأحوال، الجزيرة الآن تمتلك 29% من الأسباب لتتساءل عمّا يحدث فعلًا في العالم!