الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من باريس: في مؤتمر عبر الإنترنت بعنوان "إيران: وقت التغيير، خيارات السياسة" عقد بتاريخ 16 كانون الثاني (يناير)، أكد سياسيون بارزون وخبراء في الشأن الإيراني من جانبي الأطلسي أن النظام الإيراني في أضعف حالاته منذ عقود، وأن على الغرب مراجعة سياسته واتخاذ موقف حازم ضد رجال الدين الحاكمين في إيران. وشددوا على أن دعم البديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) جزء لا يتجزأ من سياسة حازمة ضد النظام الإيراني.
أبرز المتحدثين
تضمن المؤتمر مشاركات من كل من ستروان ستيفنسون، عضو البرلمان الأوروبي السابق من اسكتلندا، والسيناتور روبرت توريسيلي، الديمقراطي من نيوجيرسي. وأشار المتحدثان إلى أن النظام في موقف حرج، بعد أن تلقى ضربات كبيرة لقواته بالوكالة، ومواجهة السقوط الأخير لدكتاتورية بشار الأسد في سوريا، مما زاد من حالة عدم الاستقرار للنظام. ورداً على التهديد المتزايد من شعب غاضب، زاد النظام من قمعه الداخلي.
في كلمته الافتتاحية، وصف أنطونيو ستانغو، رئيس لجنة هلسنكي الإيطالية لحقوق الإنسان، الذي أدار المؤتمر، حالة عدم الاستقرار التي يمر بها النظام الإيراني. وقال: "لقد ضعف النظام الإيراني في المنطقة. وكلاؤه يخسرون مواقعهم، والوضع داخل إيران يظهر أن الشعب الإيراني مستعد لتغيير كبير".
عرض مؤتمر باريس
تم عرض مقطع فيديو قصير عن المؤتمر الأخير في باريس بتاريخ 11 كانون الثاني (يناير)، حيث انضم العديد من القادة العالميين السابقين وكبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين السابقين إلى مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI). كما تضمن الفيديو تصريحات المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي الجديد لأوكرانيا وروسيا، الفريق كيث كيلوغ، الذي اقترح إعادة سياسة "الضغط الأقصى"، مشدداً على أن دعم تطلعات الشعب الإيراني يجب أن يكون جزءاً من تلك السياسة.
السيناتور روبرت توريسيلي
رفض السيناتور روبرت توريسيلي (ديمقراطي) مزاعم رئيس النظام الإيراني بالاستعداد للتفاوض مع الغرب، قائلاً: "لقد سمعت هذا من قادة إيرانيين متعاقبين. لكننا نعلم أن السياسة لا يحددها رئيس إيران، بل المرشد الأعلى. لن يكون هناك نقاش. ستكون هناك مواجهة مستمرة لأن المرشد الأعلى استبعد أي خيار آخر". وسلط الضوء على أن النظام مستمر في تقدمه نحو الأسلحة النووية من خلال تطوير أجهزة الطرد المركزي وتنقية اليورانيوم. وأشار توريسيلي إلى أن النظام يعمل من موقع "ضعف متزايد" وهو الآن "معزول تماماً". وحذر الديمقراطي من نيوجيرسي من أن الأوضاع الاقتصادية في طهران قد تزداد سوءاً، مشيراً إلى وجود تحالف أقوى ضد النظام، ومؤكداً أن النظام يتحدث عن مفاوضات دون نية جدية.
ستروان ستيفنسون
أوضح ستيفنسون أن "رجال الدين معزولون. إنهم تحت ضغط من جانبين: من داخل إيران، حيث يخشون من اندلاع انتفاضة ضخمة أخرى مثل تلك التي حدثت في عام 2022، ومن الخارج، مع سقوط جميع حلفائهم، وانهيار وكلائهم، والضغط القادم من المجتمع الدولي." ورفض ستيفنسون ادعاء الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الأخير بأن النظام الإيراني غير متورط في الإرهاب، مشيراً إلى أسد الله أسدي، الدبلوماسي الإيراني الذي تم اعتقاله لمحاولته تفجير مؤتمر NCRI في باريس عام 2018. وأضاف أن أسدي عاد إلى إيران في "عملية تبادل سجناء سخيفة". وأضاف: "نعلم أن بيزشكيان كاذب. نعلم أنه ليس معتدلاً منذ أن أصبح رئيساً في أغسطس، تم إعدام 748 شخصاً. هذا ليس معتدلاً. إنه رئيس صوري يفعل كل ما يأمره به المرشد الأعلى علي خامنئي".
تقييم تغيير النظام
أكد السيناتور توريسيلي قائلاً: "لا يوجد شيء مختلف بشأن طهران. يمكن أن يسقط هذا النظام ليس خلال سنوات، ولا أشهر، بل في أيام عندما تشتعل الشرارة." وقارن النظام الإيراني بحكومة بشار الأسد، قائلاً: "انهارت عائلة الأسد في غضون أيام، كما لو أن شرارة قد اشتعلت. ووصلت قوات المقاومة إلى دمشق تقريباً دون مقاومة".
ورفض السيناتور توريسيلي فكرة أن تغيير النظام سيؤدي إلى فوضى في إيران: "سنستبدل ما هو الآن فوضى. عندما تقتل 750 من شعبك، وتعلق السجناء السياسيين، وتقتل الناس في الشوارع. هذا هو الفوضى. استبدال النظام والحصول على حكومة ديمقراطية، ينهي الفوضى. ليس لدي أدنى خوف من أن البلاد ستنهار إلى انقسامات. إنها تسبق الإمبراطورية الرومانية. لا أعتقد أن لدينا هذه المشكلة." وأكد أن أولئك الذين يعتقدون أنه لا يوجد بديل للنظام الحالي إنما يتجنبون المحاسبة، مشيراً إلى وجود بديل قابل للتطبيق في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومريم رجوي، إلى جانب ائتلاف واسع يدعم التغيير.
دعوات للتحرك الدولي
أكد المتحدثون الحاجة الملحة لتحرك المجتمع الدولي للرد على انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، وشددوا على أن النظام يسرع برنامجه للأسلحة النووية، مما يثير قلق القادة العالميين بشأن التهديدات المحتملة من إيران النووية.
اختتم المؤتمر بالتأكيد على أهمية استجابة دولية موحدة لإجراءات النظام الإيراني. ودعا المتحدثون إلى استراتيجية شاملة تتضمن زيادة العقوبات، وعزل النظام الإيراني، ودعم المعارضة الإيرانية، خصوصاً المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ووحدات المقاومة. وقالوا: "تمثل اللحظة الحالية فرصة محورية للمجتمع الدولي لاتخاذ موقف ضد الطغيان ودعم تطلعات الشعب الإيراني للحرية والديمقراطية."