وانضمت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقرير حديث، إلى الأصوات الغربية المنددة بالدعم الأمريكي المفتوح للحرب الإسرائيلية على غزة، وحذرت الولايات المتحدة من تشويه صورتها عالميا، إذا لم تنجح بوقف الهجوم الإسرائيلي.

وقالت :إنه بينما يهرع آلاف الفلسطينيين نحو قافلة شاحنات تنقل المساعدات إلى شمال غزة المدمر الأسبوع الماضي، انضم العشرات منهم إلى قائمة الآلاف الذين ماتوا في القطاع، نتيجة العدوان اللا إنساني الإسرائيلي المدعوم أمريكيا».

مجزرة وانهيار
ترى الصحيفة البريطانية أن مجزرة الرشيد التي راح ضحيتها ما يقارب 130 شهيدا وأصيب بها نحو 800 شخص، سلطت الضوء على مدى البؤس الذي بلغته الكارثة في غزة بعد الحصار الذي فرضته إسرائيل، وقالت «لقد تجاوز عدد الشهداء بسبب الهجوم الإسرائيلي نحو 31 ألف شخص حسب مسؤولين فلسطينيين، وطوال أسابيع، حذر مسؤولو الأمم المتحدة من المجاعة والأمراض مع وصول الحد الأدنى من المساعدات إلى غزة دون جدوى».

ولفتت إلى أنه في يناير الماضي، أصدر القضاة الذين كانوا ينظرون في قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية، أمرا إلى الدولة اليهودية بـ«اتخاذ إجراءات فورية» لتمكين إيصال المساعدات إلى غزة، لكن الأمم المتحدة تقول إن عمليات التسليم انخفضت إلى النصف تقريبا في فبراير بالمقارنة مع شهر يناير، حيث انهار النظام المدني في القطاع.

عجز أمريكي
وأشارت «فايننشال تايمز» إلى أن نقص المساعدات يوضح أكثر من أي قضية أخرى، عجز الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين عن الضغط على إسرائيل لحملها على تغيير مسار حربها، باعتبارها القوة المحتلة، تقع على عاتقها مسؤولية ضمان وجود ما يكفي من الغذاء للجائعين.

وتضغط إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ أسابيع على إسرائيل لتسهيل تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة، من دون نتائج تذكر، وفي الوقت نفسه تدخلت في الأيام الماضية بـ(الفيتو) ضد مشروع قرار عربي يوقف إطلاق النار في غزة.

جوع ويأس
وقال محللون ومسؤولو إغاثة «إن تردد إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية في ملء الفراغ في القيادة بشمال غزة، شكل الخلفية التي أدت إلى مقتل عشرات الفلسطينيين على ساحل القطاع».

وكتب مراسل صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية في القدس باتريك كينغسلي، أن الأسباب المباشرة للفوضى كانت الجوع الشديد واليأس.

وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من مجاعة في شمال غزة، حيث وقع الحادث، إن محاولات المدنيين الحصول على الطعام، والقيود الإسرائيلية على قوافل المساعدات، والحالة المتردية للطرقات التي دمرت في الحرب، كل ذلك جعل من الصعب جدا وصول الغذاء إلى نحو 300 ألف مدني لا يزالون موجودين في تلك المنطقة، مما دفع الولايات المتحدة وآخرين إلى إلقاء المساعدات من الجو، لكن محللين يقولون «إن هذه الدينامية تفاقمت بسبب إخفاق إسرائيل في وضع خطة تتضمن كيفية حكم شمال غزة».

وتفتقر شمال غزة إلى هيئة مركزية لتنسيق الخدمات، وفرض القانون والنظام، وحماية شاحنات المساعدات.

فوضى كاملة
وعندما جال مسؤولون من الأمم المتحدة في هذه المنطقة الأسبوع الماضي، من أجل تقويم الدمار، لم ينسقوا زيارتهم مع حماس، لأن الحركة لم تعد تفرض نفوذا واسعا في الشمال، وفق ما صرح نائب مدير وكالة الأونروا في غزة سكوت أندرسون.

وبرزت تقارير تفيد أن بعض أعضاء حماس يحاولون إعادة فرض النظام في بعض الأحياء، لكن باستثناء بعض الخدمات المحدودة في المستشفيات، لم يلاحظ أندرسون أية علامة على وجود موظفين مدنيين أو مسؤولي بلديات، وأضاف أن أكوام النفايات ومياه الصرف الصحي تغرق الشوارع.

وأوضح أن «قيادة غزة هي تحت الأرض، بالمعنى الحرفي أو المجازي، ولا توجد أية هيكلية لملء الفراغ.. وهذا ما يخلق شعورا باليأس والخوف»، جعل أحداثا على غرار مجزرة الرشيد أكثر احتمالا».

تواطؤ أمريكي
ودعت «فايننشال تايمز» الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الذهاب أبعد من نتنياهو والتحدث مباشرة إلى الإسرائيليين للتحذير من الضرر الذي تلحقه المذبحة في غزة بمكانتهم وأهدافها الأمنية الأبعد مدى، وقالت «يجب على بايدن وضع شروط على مبيعات الأسلحة الأمريكية إذا استمر نتنياهو بتجاهل نصيحته، وعليه أن يدعم عضوية فلسطين الكاملة في الأمم المتحدة للتأكيد على جدية واشنطن في العمل من أجل حل الدولتين».

وحثت أمريكا على التراجع عن قرار تعليق تمويل الأونروا، الوكالة التي يعتمد عليها الملايين من الفلسطينيين، بعد أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم 13 ألفا في غزة بالضلوع في هجوم حماس.

حصيلة ضحايا غزة:

• 97 شهيدا آخر 24 ساعة
• 123 مصابا آخر 24 ساعة
• 10 مجازر آخر 24 ساعة
• 30,631 شهيدا حتى أمس
• 72,043 مصابا حتى أمس
• 8950 مفقودا حتى أمس