الرياص - اسماء السيد - مدريد : اختتم برشلونة عام 2024 بوتيرة متراجعة، كما ظهر بوضوح في الهزيمة المؤلمة أمام أتلتيكو مدريد التي سلطت الضوء على الانخفاض الكبير في أداء الفريق الكاتالوني الذي كان متصدرا بلا منازع، وتحوّل إلى وحش جريح وسط ضعف فعالية بعض نجومه.
قبل شهر ونصف فقط، في ختام المرحلة الثانية عشرة، بدا أن الأمور محسومة تقريبا: برشلونة، مع 11 انتصارا منها عرض مذهل أمام غريمه ريال مدريد برباعية نظيفة في سانتياغو برنابيو، كان يمتلك فارق 10 نقاط عن حامل اللقب.
لكن منذ ذلك الحين، ساءت الأمور بشكل كبير بالنسبة للفريق الكاتالوني، بينما استفاد ريال وجاره أتلتيكو من عودة نجميهما الفرنسيين، كيليان مبابي وأنطوان غريزمان، إلى التألق.
السبت الماضي، في مونتجويك، الملعب البديل في انتظار إعادة افتتاح كامب نو التي تتأخر باستمرار، عاش برشلونة نسخة متكررة من موسمه الحالي: بعد أن سجل بيدري هدفا مبكرا، قدم الكتالونيون أداء مقنعا، لكنهم انهاروا في النهاية. فبعدما عادل الأرجنتيني رودريغو دي بول النتيجة في الدقيقة 60، خطف المهاجم النروجي البديل ألكسندر سورلوث الفوز في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع.
بعد ذلك السقوط، وصل برشلونة إلى ثلاث خسارات متتالية على أرضه في الدوري (سقط أمام ليغانيس 0 1 ولاس بالماس 1 2). أمر لم يحصل منذ 1965 و1987.
مع ذلك، قال الألماني هانزي فليك مدرب برشلونة "أنا فخور جدا بلاعبي فريقي، لكنني محبط للغاية من النتيجة".
فليك يعاني
منذ وصوله في فترة الانتقالات الصيفية، بدأ فليك، مدرب المنتخب الألماني سابقا، بشكل واعد، وكان يُعتقد أنه قادر على تحقيق أفضل انطلاقة في تاريخ النادي، قبل أن ينهي عام 2024 بـ5 خسارات من 19 مباراة في الدوري المحلي.
برصيد 38 نقطة فقط في منتصف الموسم، قدم فريق فليك مستوى أقل حتى من فريق تشافي هيرنانديس في العام الماضي (41 نقطة)، وهو رقم تسبب حينها في انتقادات واسعة لنجم النادي السابق.
وعلى مدى آخر سبع مراحل، حصد برشلونة خمس نقاط فقط من أصل 21 ممكنة، وبدأت مشكلاته في تشرين الأول/نوفمبر، الذي وصفه فليك بأنه "شهر سيئ للغاية"، بخسارة أمام ريال سوسيداد 0 1، وذلك في غياب نجمه الدولي الشاب لامين جمال.
تعرض جمال (17 عاما) لإصابة في الكاحل خلال دوري الأبطال، مما أثر على مستواه وأدائه، إذ لم يسجل أو يصنع أهدافا منذ ذلك الحين.
في الوقت عينه، يعاني البولندي روبرت ليفاندوفسكي (36 عاما) من مشكلات في الظهر أثرت على فاعليته، إذ فشل في التسجيل طوال كانون الأول/ديسمبر.
على الرغم من التراجع، لا يزال برشلونة في المنافسة على جميع الجبهات: في دوري الأبطال، تأهل إلى دور الـ16 وهو في المركز الثاني راهنا ضمن المجموعة الموحدة، وفي الدوري الإسباني، يحتل المركز الثالث بفارق ثلاث نقاط عن أتلتيكو ونقطتين عن ريال مدريد الذي في جعبته مباراة ناقصة.