شكرا لقرائتكم خبر عن أطفال يهندسون بيوتاً من ورق و«عوالم في صندوق» والان نبدء بالتفاصيل
الشارقة - بواسطة ايمن الفاتح - «عوالم في صندوق» هو عنوان النسخة الرابعة من برنامج الأطفال الثقافي الأكبر من نوعه في دولة الإمارات، الذي يمتد ثلاثة أشهر ويختتم في نهاية يونيو المقبل.
يشارك في البرنامج، التابع لمجموعة «أ.ر.م» القابضة، 100 مدرسة، وسيصل عدد الطلاب المشاركين إلى 15 ألف طالب، تراوح أعمارهم بين خمسة و17 عاماً. وتم تطوير البرنامج الفني بالتعاون مع «آرت دبي»، بهدف إثراء تعليم الفنون وتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار، واستكشاف الأعمال الفنية والإبداع باستخدام فنون (الديوراما)، والذاكرة، والبيئة المبنية مصدراً للإلهام، بحيث سيعمل الأطفال على تصميم وهندسة المنازل من الورق.
جانب معماري خاص
المشرف على تقديم البرنامج الفني، الفنان ساهيل، قال لـ«الإمارات اليوم»: «عند التخطيط لورشة العمل ركّزت على الجانب المعماري الخاص بدولة الإمارات، ومستقبل الهندسة المعمارية فيها، فضلاً عن المزج بين الجماليات الحديثة التي تمنح المرء الشعور وكأنه في بيته، والربط بين مفهوم مدن المستقبل والماضي، مع الأخذ في الحسبان وجود مساحة للإبداع في الأثاث والديكور والمساحة المشتركة». ولفت إلى أنه عمل بعد البحث على أساليب العمارة في المدن الحديثة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، الذي يدمج البساطة والوظيفة مع الأساليب التقليدية، وقد استخدمت بعض العناصر اللافتة في العمل مع الأطفال ليبنوا عالمهم الخاص بهم.
إعادة تدوير وخردة
وأشار ساهيل إلى أنه خلال عمله مع الأطفال ركّز على الأفكار والمواد، وعمل على إعادة التدوير والخردة، مع الإشارة إلى أن البيئة الخصبة في مدينة جوا الهندية، قد أثرت في أعماله بلا شك، وأصبحت لديه موضوعات متكررة في ورش العمل، ولكن في هذه المرة كان مطلوباً أن تكون بمثابة بحث مستمر في كيفية رؤية الأطفال للمساحات الخاصة بهم في المستقبل. ونوّه بأنه سعى إلى ترك مساحة للأطفال لاستكشاف أفكارهم، موضحاً أنه «قدم الفكرة للأطفال من منطلق بناء عالم داخل الصندوق، وبالتالي كيف يمكنهم الاستلهام من منازلهم ومنازل الأصدقاء، فهم يبنون فهماً لأنفسهم أولاً وقبل كل شيء باستخدام هوياتهم لتشكيل هذه المساحات العالمية أو المستقبلية». وشدد على أنها المرة الأولى التي يقدم فيها برنامجاً خارج الهند، مثنياً على تفاعل الأطفال بمختلف فئاتهم العمرية.
تعليم وصحة وثقافة
ولفتت مديرة التسويق في «أ.ر.م» القابضة، فاطمة الملا، إلى أن رؤيتهم تهدف إلى تسليط الضوء على التعليم والصحة والثقافة، في محاولة لأن تترك أثراً إيجابياً ينعكس على المجتمع بشكل عام، موضحة أن «التعاون بدأ مع (آرت دبي) في عام 2021، من أجل أن نقدم مشروعاً فنياً يستهدف فئة الشباب». وأشارت إلى أن البرنامج توسع في هذا العام، فالهدف الوصول إلى 15 ألف طالب، و100 مدرسة في كل الإمارات، وهو بهذه الأرقام تمكّن من أن يكون البرنامج الأكبر من نوعه. وكشفت إلى أن نسخة هذا العام قد توسعت لتضم فئة أصحاب الهمم، حيث تم التعاون مع استوديو مواهب هذا العام، ببرنامج خاص يناسبهم، ومن الممكن توسيع البرنامج مع هذه الفئة في الأعوام المقبلة، وذلك بهدف تعزيز قدراتهم التعليمية. واعتبرت الملا أن أهمية البرنامج تكمن في دعم وتطوير المهارات لدى الطلاب، من خلال التركيز على الجانب المعماري في العمل الفني، لأن كل طالب يقدم عمله على نحو مختلف، وهذا يبرز التنوع في الإبداع والأفكار، خصوصاً أن البرنامج لا يدخل ضمن صفوف الفن. ونوّهت بأن العمل في المدارس يتم من خلال التعاون بين الفنان ومُدرسة الفنون، حيث يشرف المدرسون على عمل الطلاب فقط.
• 15 ألف طالب متوقعة مشاركتهم في البرنامج.
شراكة فنية
تحدثت المديرة التنفيذية في معرض «آرت دبي»، بينيدتا غيون، عن الشراكة الفنية في هذا البرنامج، قائلة: «نعمل مع العديد من المؤسسات الحكومية والشركات التي تأخذ على عاتقها الثقافة والتعليم وتعزيز الإبداع في الأجيال الجديدة، لأن هذه الأسس هي التي تبلور شكل عملنا في المعرض». وأضافت: «إن أهم ما يقدمه البرنامج أنه يتعامل مع الأطفال الذين يعتبرون الفئة الأكثر استعداداً لتلقي المعلومات، وكذلك الإبداع والتفكير بشكل مبتكر، وتقديم حلول من خلال الفن». ونوّهت غون بأن عند النظر إلى العالم الاقتصادي، فهو مأخوذ بالابتكار بالدرجة الأولى، وأن البرامج الفنية من شأنها أن تكون المشجع الأول للطلاب لتقديم ما هو مميز. وشددت على أن اختيار الفنان أتى نتيجة العديد من العوامل، منها النظر إلى استضافة فنان عالمي، من أجل تقديم تجربة استثنائية للطلاب، فضلاً عن البحث عن فنان يمكنه التعامل مع الأطفال، من خلال خبرته في هكذا نوع من البرامج، فيما العامل الثالث هو تقديم ما هو استثنائي ومختلف.
أجواء منافسة
أشارت مُدرسة الفنون في «كينج سكول» بدبي، زارا دييل، إلى أنها عملت مع الطلاب على تقديم الأعمال الفنية ضمن أجواء من المنافسة، مع الحرص على تطوير المهارات الفنية لديهم، مشددة على أنها عملت على تعزيز الجانب الإبداعي، لاسيما في بناء القوالب الخاصة بالبناء الذي يقومون به. وأوضحت أن «المشروعات الفنية تتنوع بين الثنائية والثلاثية الأبعاد، ويعمل الأطفال على تصميم منازلهم، وقد لاحظت أن الكبار قد ذهبوا إلى بناء تفاصيل مميزة بالاعتماد على الورق والأقمشة». وأكدت أن «البرنامج يبرز العديد من المواهب الصغيرة، التي تفصح عن نفسها من خلال الفن»، مشددة على أنه من الممكن تطوير هذه المواهب على نحو أكبر.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news