اخبار العالم / اخبار اليابان

اليابان | تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في أكتوبر

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

في الماضي، كان الشهر العاشر من التقويم القمري في اليابان يمثل فترة مليئة بالأنشطة الثقافية والتقاليد. خلال هذا الشهر، كانت الأسر تستعد لطاولات الكوتاتسو مع بدء برودة الطقس، مما يعكس الأجواء الدافئة التي تجمع العائلات حول الطعام. كما شهد هذا الشهر مهرجانًا يحتفل بالإله الشعبي إبيسو، حيث كان الناس يشاركون في الطقوس والاحتفالات تعبيرًا عن شكرهم للبركات. بالإضافة إلى ذلك، كانت مباريات السومو العامة تقام في المعابد البوذية والشنتوية، مما أضاف طابعًا رياضيًا وثقافيًا مميزًا لأجواء الشهر.

علاقة الكوتاتسو بالخنازير البرية

يُعرف الشهر العاشر في التقويم القمري التقليدي باسم ”كانّازوكي“، وكان يجلب معه تقليديا أولى مظاهر البرودة التي تشير إلى اقتراب فصل الشتاء. وكان الناس في إطار استعداداتهم للبرد القادم يفتحون المواقد الغائرة في الأرض والتي كانت من أساسيات معظم المنازل التقليدية ويضعون فوقه ”كوتاتسو“ وهي طاولات مدفأة معزولة بأغطية سميكة أو فوتون مبطن. وكان هذا التقليد الذي يطلق عليه اسم ”كوتاتسو بيراكي“ يُمارس في اليوم الأول من موسم الخنزير، والمعروف باسم ”إينوهي“ أو ”غينتشو“. ويوافق هذا التقليد في أيامنا الحالية عادة أوائل شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

رجل يشعل الفحم في موقد غائر في الأرض بينما تقوم امرأتان بتجهيز الكوتاتسو في عمل فني يعود لعام 1734 بعنوان ”إهون واكا نو أورا“ (بإذن من المعهد القومي للأدب الياباني).
رجل يشعل الفحم في موقد غائر في الأرض بينما تقوم امرأتان بتجهيز الكوتاتسو في عمل فني يعود لعام 1734 بعنوان ”إهون واكا نو أورا“ (بإذن من المعهد القومي للأدب الياباني).

إن أهمية يوم الخنزير باعتباره موعد نفض الغبار عن الكوتاتسو في المنازل، مستقاة من نظام علم الكونيات القديم المستند إلى فلسفة الين واليانغ. فوفقا لتدفق العناصر الخمسة (الخشب والنار والأرض والمعادن والماء)، تربط هذه الفلسفة الخنزير بقوة بآخر هذه العناصر. تعمل طاولات الكوتاتسو الحديثة بالكهرباء، ولكن في الماضي كانت تُسخن بالفحم في موقد، وكان يُعتقد أن ارتباط الخنزير بالماء يُساعد في منع الحرائق.

كان من المعتاد أن يستمتع الناس في هذا اليوم بتناول ”إينوكوموتشي“ وهي كعك أرز محشو بمعجون الفاصوليا الحلوة ومزين بخطوط داكنة تشبه خطوط صغار الخنازير. تمنح هذه الحلوى الموسمية، التي لا تزال تُباع في بعض محلات الحلوى التقليدية، الأمل في صحة ورخاء أفراد الأسرة، وهو اعتقاد مستمد من سمعة الخنازير التي تشتهر بخصوبتها.

تذكرنا بذور السمسم والخطوط الداكنة في حلوى إينوكوموتشي بالبقع والخطوط الموجود على أجساد صغار الخنازير (© بيكستا).
تذكرنا بذور السمسم والخطوط الداكنة في حلوى إينوكوموتشي بالبقع والخطوط الموجود على أجساد صغار الخنازير (© بيكستا).

في العديد من المناطق الريفية، كانت مجموعات من الأطفال تجوب الأحياء وتضرب الأرض بحزم من قش الأرز وتردِّد عبارات إيقاعية اعتقادا منهم أن تلك الممارسة تمنح الأرض طاقة وتجلب حصادا وفيرا. وكان السكان يمنحون الأطفال هدايا من حلوى إينوكوموتشي تقديرا على جهودهم.

تكريم إبيسو

يقال إن آلهة الشنتو المتعددة في اليابان تجتمع سنويا في معبد إيزومو تايشا في الشهر العاشر، يذكر أن اسم كانّازوكي يعني حرفيا ”شهر بلا آلهة“ والذي يتحقق في بقية أنحاء البلاد نتيجة تجمعهم هناك. ولذلك نادرا ما تقام المهرجانات في هذا الوقت من العام باستثناء عدد قليل من المعابد. والاستثناء الوحيد هو مهرجان إبييسو-كو لتكريم إبيسو، والذي يُقال إن مسؤولية الإشراف على رفاهية الناس في غياب الآلهة الأخرى تقع على كاهله.

يُصوَّر إبيسو على هيئة شخصية ممتلئة الجسم مبتسمة تحمل سمكة أبراميس عملاقة، وهو أحد آلهة الحظ السبعة في اليابان والإله الحامي للصيد والتجارة. درجت العادة على الاحتفال بمهرجان إبيسو-كو في اليوم العشرين من الشهر، وكان التجار في إيدو (طوكيو حاليا) والمدن الأخرى يستضيفون الزبائن في متاجرهم ويقدمون أسماك الأبراميس للإله قبل الشروع في نشاط محموم من الشراء والبيع. وكانت الصفقات الكبيرة تثير حماس المشاركين، حيث يُعتقد أن الأجواء المفعمة بالحيوية تبعث على التفاؤل قبل الأشهر الأخيرة من العام، وهي فترة ينشغل فيها التجار والحرفيون على نحو خاص.

تجار يتفاعلون مع أجواء مهرجان إبيسو-كو في مطبوعة ليوشو تشيكانوبو تصور فعاليات سنوية في إيدو (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).
تجار يتفاعلون مع أجواء مهرجان إبيسو-كو في مطبوعة ليوشو تشيكانوبو تصور فعاليات سنوية في إيدو (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

على الرغم من الصورة النمطية لدى الناس عن إبيسو باعتباره إلها للحظ، إلا أن له ماضيا غامضا. فهو مرتبط بشخصية هيروكو – الطفل المشوه للإلهين الخالقين إيزاناغي وإيزانامي – ويسرد كوجيكي (سجل الأمور القديمة) بأنهما وضعا الطفل غير المرغوب فيه على متن قارب من القصب وألقيا به في البحر. ولكن الأساطير اللاحقة تذكر أن القارب انجرف عائدا إلى الشاطئ، حيث حظي الطفل بتربية مفعمة بالرعاية والمحبة. وتحدد بعض الروايات أن موقع رسو القارب في نيشينومييا بمحافظة هيوغو الحالية، حيث يوجد المعبد الرئيسي لطائفة إبيسو الشنتوية.

ومنذ هذا الارتباط المبكر بينه وبين البحر الذي ألقي فيه، عُبد إبيسو باعتباره إلها للصيد، حيث يُعتقد أنه يجلب الخيرات التي تقذفها الأمواج. وتوسعت هذه السمعة الطيبة فيما بعد إلى مجالات أخرى مثل التجارة، حيث بات إبيسو يحظى بشعبية واسعة بين عامة الناس. واليوم، لا تزال كلمة ”إبيسوغاؤ (وجه إبيسو)“ مستخدمة لوصف الوجه الدافئ المبتسم.

ومن بين التقاليد المثيرة التي انبثقت من مهرجان إبيسو-كو وتطورت في أوائل فترة إيدو (1603-1868) سوق بيتّارا إيتشي المخصص لبيع نوع شائع من فجل الدايكون المخلل. كان السوق يقام حول معبد تاكارادا إبيسو في نيهونباشي عشية مهرجان إبيسو-كو، بمشاركة أكشاك تبيع الفجل المخلل اللذيذ. ولا يزال السوق يُقام في 19 و20 أكتوبر/تشرين الأول من كل عام.

يتجول زوار سوق بيتّارا إيتشي في الشوارع المحيطة بمعبد تاكارادا إبيسو في عمل فني بعنوان ”إدوفوناي إيون فوزوكو أوراي“ للفنان أوتاغاوا هيروشيغي الرابع، يصور عادات وتقاليد العاصمة القديمة (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).
يتجول زوار سوق بيتّارا إيتشي في الشوارع المحيطة بمعبد تاكارادا إبيسو في عمل فني بعنوان ”إدوفوناي إيون فوزوكو أوراي“ للفنان أوتاغاوا هيروشيغي الرابع، يصور عادات وتقاليد العاصمة القديمة (بإذن من مكتبة البرلمان القومية).

يُصنع مخلل ”بيتّارازوكي“ عن طريق نقع حبات فجل كاملة في ماء مملح ثم يُخلل باستخدام سكر وفطر كوجي، ويشر المقطع ”بيتّا“ إلى زوجة الخليط.

تقليد للسومو

كما شهدت السنوات الأولى من فترة إيدو ظهور ”كانجين زومو“، وهي مباريات شعبية كانت تُقام في الربيع والخريف في معابد بوذية وشنتوية مختلفة في العاصمة. وكان يشارك في هذه الفعاليات الشعبية، التي سبقت الشكل الحديث من السومو، مصارعون مقسمون إلى فصائل شرقية وغربية يواجهون بعضهم البعض، وكانت عائدات البطولات تستخدم لتمويل أعمال التشييد والإصلاحات في المعبد الذي يستضيف الفعالية. وكانت النسخة الخريفية من تلك البطولات تقام عادة في النصف الثاني من الشهر العاشر وتُعقد في أماكن مختلفة، قبل أن تستقر في النهاية في معبد إكوئين في ريوغوكو عام 1833.

تغص المدرجات المحيطة بالحلبة بالمتفرجين في عمل فني يصور فعالية كانجين-زومو للفنان أوتاغاوا كونيتيرو الثاني (بإذن من مكتبة البرلمان القومي).
تغص المدرجات المحيطة بالحلبة بالمتفرجين في عمل فني يصور فعالية كانجين-زومو للفنان أوتاغاوا كونيتيرو الثاني (بإذن من مكتبة البرلمان القومي).

ساعدت تلك البطولات في زيادة شعبية السومو، وكان لكل عصر نجومه من المصارعين. وقد تطورت الكثير من التقنيات والطقوس وغيرها من المظاهر المألوفة لمحبي اليوم وصقلت من خلال تقليد كانجين زومو.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: مطبوعة لأوتاغاوا كونييوشي تصور مراسم الدخول إلى الحلبة في بطولة ”كانجين زومو“ بمعبد إكوئين في عام 1849. بإذن من غرفة المقتنيات الخاصة في المكتبة المركزية بالعاصمة طوكيو)

كانت هذه تفاصيل خبر اليابان | تعرف على الفعاليات اليابانية السنوية التقليدية في أكتوبر لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد.

كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على نيبون وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.

Advertisements

قد تقرأ أيضا