صحة ورشاقة

سؤال يتكرر : هل يمكن للأم وحدها أن تلبي جميع الاحتياجات العاطفية والتنموية لابنتها؟

  • 1/8
  • 2/8
  • 3/8
  • 4/8
  • 5/8
  • 6/8
  • 7/8
  • 8/8

كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 5 يناير 2025 10:19 صباحاً - درجت العادة والتقاليد في المجتمعات العربية، أن تتولى الأمهات المسؤولية الأساسية في التربية وخاصة تربية البنات، وذلك كجزء من الأعراف الاجتماعية التي تعزز دور المرأة كمربية، بجانب إصرار بعض الأزواج على إلقاء المسؤولية كاملة على الأم وحدها، بل وتوجيه أصابع الاتهام إليها عند ظهور مشاكل تخص الأبناء! هذا رغم إجماع أساتذة التربية وأطباء النفس بأن التربية مسؤولية مشتركة بين الوالدين.
وهذا الواقع يثير بطبيعة الحال كما تقول الدكتورة هدى الشربيني أستاذة التربية تساؤلاً مهماً وهو :هل يمكن للأم وحدها أن تلبي الاحتياجات العاطفية والتنموية لابنتها؟ تفاصيل الإجابة تابعيها بالتقرير.

توازن شخصية الطفل

تربية الأبناء مسؤولية الأب والأم معاً

الأب قاعدة أساسية في العملية التربوية، وعليه أن يدرك مدى أهمية وجوده داخل هيكل الأسرة، وأن هذا الوجود لا يتمثل بالمال أو الحضور الشكلي، بل بالمشاركة والرعاية والحوار.
وعلمياً 90% من شخصية الطفل تتكون خلال سنواته الأولى؛ حيث يكون الطفل في هذا العمر بأمسِّ الحاجة لوجود الأب بجوار الأم، ليبني شخصية متوازنة.
أصبح من الشائع أن التربية هي مسؤولية الأم، وهذا الإهمال من جانب الآباء في واجباتهم تجاه أولادهم، كثيراً ما يظهر على لسان نساء كثيرات في مجتمعنا العربي.
ما يجعلها مشكلة اجتماعية كبيرة؛ وسبباً كبيراً للخلافات الزوجية، حيث إن تربية الأطفال تكون بمشاركة الوالدين معاً، ولكل أسلوبه وتوجهاته والتي تفيد الأبناء مجتمعة في النهاية.

لا يمكن الاعتماد على الأم وحدها

الأم عليها مسؤوليات كبيرة

ونظراً لصعوبة استمرار الحال، فإن هناك كثيراً من قضايا الأحوال الشخصية تكشف عن رغبة الزوجة الأم بالانفصال عن زوجها؛ بسبب عدم قبوله المشاركة في تحمل مسؤولية أطفالهما.
وفي ظل هذا الأسلوب السلبي نجد الزوجة الأم تعيش حياة اجتماعية شبه معدومة، وعلاقات غير متواصلة بينها وأهلها وصديقاتها، وكل المسؤولية تقع على عاتقها.
وإن حاول الزوج المشاركة، قام بفرض النظام أو إملاء النصائح، ما يدفع الأطفال للنفور منه، وإن تكلم فلغته الأمر والتأنيب، فلا يستطيع خلق علاقة صحية مع أولاده.
هذا رغم أن الأب هو المرشد والناصح والصديق والسند في الشدائد لأطفاله، وهو الحاضر في اللحظات المهمة والفارقة، حيث يعرف عنهم كل صغيرة وكبيرة.
لهذا من الضروري أن يقدم الزوج المساعدة لزوجته، ويتحمل معها المسؤولية، لأن هذه المهمة ليست منوطة فقط بالأمهات، فهذا واجبه كأب.

دور الأب في تربية الفتاة

طفلة تحتضن والدها

يساهم وجود الأب بالمنزل ومعاملته المميزة لابنته عن أخوته الذكور، وفاعلية دوره في التربية، بتعميق شعور الفتاة بدورها الأنثوي ودعم تقبلها لذاتها.
وجود الأب ورعايته للابنة يحقق لها التوافق النفسي والاجتماعي، ويضعها على طريق النجاح المهني، كما يعلمها ما يجب أن يكون عليه سلوكها مع زوج المستقبل.
الأب يستطيع تحقيق التوازن الأسري، من خلال اهتمامه بأبنائه ومصاحبتهم ومعرفة أفكارهم وميولهم وهواياتهم، بجانب مساعدتهم في حل مشاكلهم.
على الأب معرفة أصدقاء أبنائه، وأن يكون مرشداً لأطفاله ومقوِّماً، مستخدماً الشدة والحزم إلى جانب الرفق والتسامح، وأن يكون دائماً لأبنائه الصديق المخلص.

دور الأم كمسؤولة وحيدة عن التربية

مسؤوليات كثيرة على الأم

بينما تلعب الأم دوراً محورياً في حياة ابنتها، فإن تحملها لدور المربي الوحيد قد يكون مرهقاً، فالجمع بين العمل، والمسؤوليات المنزلية، والتربية دون دعم يمكن أن يؤدي إلى الإرهاق، ما يؤثر على جودة الرعاية التي تقدمها الأم.
كما أن غياب الأب يمكن أن يحرم الابنة من نماذج متنوعة من الأدوار الاجتماعية، ما يؤثر على تطورها الاجتماعي وفهمها للأدوار الأساسية.

هل تكفي تربية الأم وحدها ؟

الابنة حبيبة أمها

تلعب الأمهات دوراً محورياً في حياة بناتهن، لكن الاعتماد الكامل عليهن لتلبية جميع الاحتياجات العاطفية والتنموية قد لا يكون الأمثل، خاصة في المجتمعات العربية التي تزيد فيها التحديات الاجتماعية.
ولابد من توفير نهج متوازن يشمل مسؤوليات مشتركة بين الوالدين، بالإضافة إلى دعم مجتمعي أكبر، يمكن أن يساهم في تحقيق تطور شامل وصحي للبنات.

التأثيرات العاطفية والنفسية

أم تساعد طفلتها في المذاكرة

تشير الدراسات إلى أن الأمهات اللواتي يتحملن مسؤولية التربية بمفردهن غالباً ما يواجهن مستويات عالية من الضغوط النفسية.
هذه الضغوط قد تؤثر على أسلوب التربية وبالتالي على رفاهية الأطفال؛ حيث أظهرت الأبحاث أن الأمهات العازبات يعانين من تحديات نفسية معقدة نتيجة الجمع بين الأدوار الأسرية والمهنية.
وقد تزيد الأعراف الاجتماعية والتوقعات الثقافية من هذه التحديات؛ مما يزيد من مستوى التوتر ويقلل من الدعم الاجتماعي، ما له من تأثير على الصحة النفسية للأم وقدرتها على تلبية الاحتياجات العاطفية لابنتها.

يمكنك قراءة..طرق تربية الأطفال على قيم الصدق والاحترام

غياب الأب وضغوط المجتمع

في العديد من الثقافات العربية، قد يؤدي غياب الأب إلى تعرض الأسر التي تقودها الأم وحدها لضغط اجتماعي، ما يؤثر سلباً على الأم والابنة، ويؤدي إلى شعور بالعزلة أو عدم الكفاية، وهذه المواقف المجتمعية تعرقل جهود الأم في خلق بيئة داعمة لابنتها، حيث تواجهان معاً تحيزات تؤثر على فرصهما الاجتماعية.
 

Advertisements

قد تقرأ أيضا