كتبت: ياسمين عمرو في الأحد 29 ديسمبر 2024 10:19 صباحاً - لا يتوقف دور الأم على رعاية الطفل وتوفير الطعام والنظافة له، ولكن يجب أن تهتم بتربية الطفل وتنشئته تربية سليمة وصحيحة، بحيث تكون العلاقة بين الوالدين واطفالهما عبارة عن علاقة صداقة قائمة على التقدير والاحترام، ولذلك فمن الضروري أن يهتم كل أب بأن يكون الصديق الأول لابنه منذ مرحلة الطفولة.
من المهام التي يجب ان تقوم بها الأم أن تقوم بإبراز دور الأب في حياة طفلها ومساعدته على إنشاء علاقة قوية ومميزة مع طفله، وذلك من خلال عدة أفكار وخطوات يجب أن يقوم بها الأب لكي يكون هو الصديق الأول لابنه، ولذلك فقد التقت "الخليج 365 وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية حنان عبد الجواد حيث أشارت إلى قواعد هامة لكي يكون الأب الصديق الأول لابنه منذ الطفولة، وعلى الأم أن تنبه الأب لهذه القواعد من أجل بناء علاقة قوية مع الابن مثل أن يلاعبه ويخرج معه ويشجعه على التفوق وغيرها من القواعد في الآتي:
اغرس لديه فكرة أنه صديقك المقرب
- اغرس لدى طفلك مبدأ هامًا وهو أن الأب هو صديقه المقرب والأول والمحبب، حيث إن الطفل حين يبدأ في الدخول إلى مرحلة الطفولة ما بعد تخطي الطفولة المبكرة والوصول إلى سن المدرسة يبدأ في مرحلة البحث عن الأصدقاء، وكذلك تكوين علاقات صداقة، ويكون حزينًا لو فقد أحد الأصدقاء أو صدم في آخر من حيث إنه يتوقع أن تكون علاقته بصديقه علاقة نموذجية ومثالية، وغالبًا لا تتوفر على أرض الواقع.
- حاول كأب أن تضع في عقل طفلك الصغير أنك سوف تقف بجواره في كل مشكلة تواجهه، وحاول أن تتحدث معه عن أصحابك وعن رفاق وزملاء العمل، ويجب أن يشرح الأب لابنه أن هناك فرقًا بين الزمالة والصداقة، وليس بالضرورة أن يكون زميل العمل هو الصديق المقرب، ويمكن أن يتحدث الأب لابنه عن أصدقاء قدامي لا زال يحافظ على علاقته بهم، كما يجب أن يخبر طفله بأن الصداقة تعني أن يحترم كل واحد حدود الآخر، وأن يحترم مشاعره ويقدره ويشعر بمشاعره، ومن الممكن أن يسمح له برفقته عندما يزور صديقًا مقربًا له أو يلتقي به في مكان عام.
خلق حوار دائم مع الابن
اهتمي كأم أن يكون هناك حوار دائما مع الابن من ناحية الأب، ولذلك فلا تكوني أنت في الواجهة والمواجهة بحيث تتحدثين مع الطفل أكثر مما يتحدث معه الأب، بل على الوالدين بشكل عام خلق توازن في العلاقة مع الابن من ناحية الحوار الدائم معه وبعيدًا عن أجواء الدراسة، فلا يصح أن يتحدث الأب مع ابنه عن المدرسة والدرجات الدراسية بشكل يومي، وعند عودة الأب من عمله؛ لأن الطفل سوف يشعر وبشكل تلقائي أن ما يقوم به الأب هو مجرد واجب روتيني وليس اهتمامًا وشعورًا بالمسئولية واستشعارًا وتقديرًا لقيمة ومكانة الابن عند والديه.
يجب على الأب أن يهتم بأن يكون هناك حوار ونقاش مع الابن بشكل عام يتعدى امور الدراسة إلى أمور الحياة والقضايا العامة، حتى لو كان سن الطفل صغيرًا فذلك يشعره بذاته وقيمته وأهمية وجوده في الأسرة وفي المجتمع.
اخرج معه إلى الطبيعة
اخرج مع طفلك إلى الطبيعة لوحدكما، بحيث يكون لديكما مساحة للفرح والمرح معًا؛ لأن الخروج مع الطفل يعني أنك قد خصصت وقتًا له، وأنك قد أصبحت قريبًا منه لردجة كبيرة، بحيث تتيح له المساحة التي يحبها وينتظرها، ولذلك فعلى الأب أن يخرج باستمرار مع طفله سواء كان الذكر أو الأنثى، ويمكن أن يصحب الأطفال دون وجود الأم لكي يتيح لهم الفرصة للقرب منه، حيث إن الطفل بطبعه يكون أكثر ميلًا للأم ويعتقد أن الأب لا يستطيع أن يلبي له كل ما تقوم الأم بتلبيته، ولذلك فيجب أن يصل الطفل إلى مفهوم التكامل، وأن الأب لديه خبرات وقدرات يمكن أن يستغلها ويسخرها من أجل سعادة وراحة عائلته إلى جانب ما تقوم به الأم من مهمات يومية.
ضع لديه سرًا ليحافظ عليه
امنح طفلك سرًا وأخبره أن هذا السر هو أمانة عنده، وعليه ألا يخبر به أي شخص آخر مهما كان؛ لأن الطفل حين يشعر أن الأب قد أصبح يأتمنه على الأسرار فهنا تتعزز لديه ثقته بنفسه وبأنه عضو فعال ومهم في العائلة، كما يشعر الطفل بعظم المسئولية التي ألقيت عليه وأن عليه أن يكون على قدر المسئولية، وفي نفس الوقت يجب أن يكون هذا السر حقيقيًا ولا يشعر الطفل بأي لحظة أن السر الذي أخبره به الأب تافه أو أنه على سبيل المزاح أو الاستخفاف بعقل وذكاء الطفل؛ لأن الطفل لا يقل ذكاء عن الكبار، ويكون لماحًا لما يدور من حوار حتى لو كان بالتلميحات بين الأب والأم؛ ولذلك يجب أن يحرص الأب على أن يـأتمن طفله وفي نفس الوقت سوف يفعل الطفل المثل ويكون الأب هو مستودع اسراره، ويبني علاقة قوية ومتينة معه.
دعه يصارحك عن طريق طرح الأسئلة عليه
دع طفلك يصارحك بمشاعره ومشاكله وكل ما يسعده أو يغضبه، وذلك عن طريق طرح الاسئلة عليه لنزع الخوف والرهبة، ولكي يشعر الطفل بالأمان نحو الأب فيتحدث إليه بكل صغيرة وكبيرة، وينقل له مشاعره بكل صدق ويجب على الأب أن يسأله مثلًا: لماذا لم تكمل وجبتك على مائدة الغداء، فهنا قد يكون الطفل قد تعرض لموقف مزعج في المدرسة مما ترك أثرًا على شهيته، مثل أن يكون قد حصل على درجات متدنية، أو أنه يتعرض للتنمر من الزملاء الصغار، ولذلك يجب على الأب عن طريق طرح الاسئلة والتدرج بها أن يضع يده على أي مشكلة تواجه طفله ويساعده على مواجهتها.
استمع له كل يوم لمدة 20 دقيقة
استمع كأب لطفلك كل يوم ودون أن تقاطعه أو تجرح مشاعره لمدة عشرين دقيقة كاملة، وتعد قاعدة العشرين دقيقة من أهم القواعد التربوية التي تؤدي لتأسيس علاقة ناجحة ورائعة بين الابن وأبيه، فحديث الطفل يمنحه فرصة لتحقيق التوازن النفسي والتخلص من الأفكار السلبية، ويجب أن تكون هذه الفرصة مع الأب وليس مع أي شخص آخر لأن الابن قد يقع مع أصدقاء ورفاق ليسوا على مستوى المسئولية، وقد يستغلون نقاط ضعفه أو أخطائه، على العكس من الأب الذي يجب ان يستمع إليه ويتركه على سجيته وأن يقدر لحظات المصارحة التي خصصها الابن وقرر أن تكون مع أبيه، ولا يستخدم الأب أي معلومة يخبره بها الابن ضده في أي موقف، ويبدو مستمعًا ومصغيًا ومتفرغًا له تمامًا، لكي يستمر الطفل في هذه العادة الجميلة التي تساعده على تجاوز مرحلة المراهقة وما يشعر بها من تغيرات نفسية، بسبب التغيرات الهرمونية التي يتعرض لها ويتخطاها إلى مرحلة الشباب بكل سهولة ودون مشاكل أو عثرات نفسية.
قد يهمك ايضًا: لماذا يقوم الأطفال بتصرفات سيئة في وجود الأم أكثر من الأب؟