كتبت: ياسمين عمرو في الجمعة 27 ديسمبر 2024 10:19 صباحاً - لا يستطيع طفلك أن يخبرك عندما يشعر بالألم؛ لذا من الجيد أن تكوني على دراية بالعلامات، خصوصاً أنه في السنة الأولى من حياته، سيحصل على التطعيمات، وقد يخضع لإجراءات مثل فحوصات الدم التي تسبب ألماً بسيطاً وضيقاً، ولكنها مهمة جداً لأنها تساعد في الحفاظ على صحة طفلك.
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تقليل آلام طفلك، بما في ذلك التحدث أو الغناء لطفلك، والرضاعة الطبيعية، وتقميط طفلك، ونقله إلى غرفة مظلمة وهادئة، ويمكن استخدام أدوية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف الألم والانزعاج مؤقتاً، فبكل الأحوال يجب على أي طفل رضيع أو صغير مريض أو يعاني من آلام متوسطة إلى شديدة أن يرى الطبيب لمعرفة مصدر الألم، فكيف تعرفين أن طفلك الرضيع يعاني من الألم؟ كما يدلك الأطباء والمتخصصون.
لماذا يشعر الأطفال بالألم؟
يمكن أن يكون للألم أسباب عديدة، بما في ذلك:
ألم بعد الجراحة بسبب:
- الشق «فتحة يتم إجراؤها في أثناء الجراحة».
- تمدد أو تورم الأنسجة أو الأعضاء.
- أهم فحوصات المولود وهي إجراءات مثل بدء العلاج الوريدي أو سحب الدم للمولود لإجراء فحص معملي.
- الأعصاب التي تستشعر تلف الأنسجة أو التورم.
- شعور بالألم يمكن أن يكون سببه عدوى.
- آلام العضلات نتيجة البقاء في السرير لفترة طويلة.
- عدم الراحة من الأنابيب.
إجراءات ضرورية تسبب الألم
- في السنة الأولى من عمر طفلك، سيخضع لعدة إجراءات طبية. تسبب هذه الإجراءات ألماً وضيقاً طفيفين، لكنها مهمة جداً لأنها تساعد في الحفاظ على صحة طفلك.
- في الأيام السبعة الأولى من حياة طفلك حديث الولادة، سيتم أخذ كمية صغيرة من الدم من كعبه. يتم إجراء اختبار فحص حديثي الولادة هذا «أو "اختبار وخز الكعب"» للتحقق من الحالات النادرة ولكن الخطيرة. سيتم أيضاً تقديم عدد من التطعيمات لك، التي تساعد في منع بعض الأمراض المعدية الخطيرة.
- إذا وُلد طفلك قبل أوانه أو كان يعاني من مشكلة طبية؛ فقد يحتاج أيضاً إلى إجراء فحوصات دم أو أنابيب تغذية أو خطوط وريدية أو جراحة أو إجراءات طبية أخرى. ورغم أن هذه الإجراءات قد تسبب لطفلك بعض الألم على المدى القصير؛ فإن الهدف هو ضمان صحته على المدى الطويل.
كيف أعرف أن طفلي يعاني من الألم؟
قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان الطفل يعاني من الألم لأنه لا يستطيع التواصل بشكل مباشر حول ما يشعر به، ولكن هناك علامات يمكن أن تساعدك على التعرف إلى شعوره بالألم. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يعاني من الألم:
- استمرار الرضيع في البكاء، قد يبكي طفلك بشدة، وغالباً ما يكون البكاء حاداً ومطولاً. وقد يلتزم الأطفال الذين يعانون من مرض شديد أو ولادة مبكرة ونقص في الطاقة بالصمت على الرغم من شعورهم بعدم الارتياح.
- تعبيرات وجوههم مميزة وقد يكون لدى الأطفال جبين متجعِّد أو متجعد بشدة وعينان مغلقتان. في بعض الأحيان ترتجف ذقونهم. حتى الأطفال الذين يستخدمون أجهزة التنفس الصناعي قد يفعلون ذلك.
- يعانون من توتر العضلات، قد يشد الأطفال عضلاتهم، فيسحبون الذراعين إلى الداخل والساقين إلى الأعلى أو يمدون كل شيء في بعض الأحيان «وهذا ما يُسمى بالضرب». وقد يقبضون أيضاً على قبضاتهم أو يبقون أجسامهم مشدودة. قد يفقد الأطفال الذين يعانون من مرض شديد توتر العضلات أوزانهم ويصبحون مترهلين.
- الأطفال الذين يعانون من الألم غالباً ما يكونون أيضاً سريعي الانفعال، ولا يهدأون، وقد يرفضون الأكل وقد يكونون غير قادرين على النوم.
- تعتمد الحركة على الحالة الصحية لطفلك ومستوى طاقته. قد يتلوى بعض الأطفال ويثنون ذراعيهم وساقيهم بقوة. قد يكون الأطفال الضعفاء هادئين للغاية ولا يتحركون.
- تختلف عادات النوم والاستيقاظ لدى المولود، وغالباً ما يكون الأطفال الذين يعانون من الألم أكثر انزعاجاً وينامون أقل. وقد ينسحب بعض الأطفال ويبدون وكأنهم نائمون طوال الوقت.
- باعتبارك أماً؛ فأنت تعرفين طفلك بشكل أفضل -إذا لاحظت أن طفلك يتصرف بطريقة غير عادية وكنت قلقة من أنه قد يكون يعاني من الألم؛ فاطلبي المشورة الطبية.
كيف يمكنني مساعدة طفلي في حالة الألم بطرق غير طبية؟
الألم هو حالة جسدية وعاطفية. يشعر الرُّضَّع بالألم في أجسادهم، وقد تكون لديهم أيضاً أفكار وذكريات حول الألم. ولأن الرُّضَّع لا يمتلكون اللغة بعد؛ فمن الصعب علينا أن نعرف بالضبط ما يفكرون فيه. سنتعاون معك لمحاولة تقليل كل من المشاعر والقلق عند المولود بشأن الألم؛ فأنت أحد أكبر مصادر الراحة لطفلك، ومجرد الوجود بالقرب منه قد يكون له تأثير مهدئ، كما تتضمن بعض تقنيات تخفيف الألم الجيدة ما يلي:
- تحدثي أو غنِّي لطفلك، احمليه بكلتا يديك «لتوفير الشعور بالأمان»، كما أن الحركة الإيقاعية، والتأرجح أو أي حركة بطيئة وثابتة أخرى قد تساعدك.
- خذي طفلك إلى مكان مظلم وهادئ؛ أي غيِّري المكان؛ فغالباً ما يساعد تقليل الضوء والضوضاء والنشاط بجوار السرير على تهدئة طفلك.
- قد يساعد مص اللهاية عند المولود على التعامل مع الإجراءات والأحداث المؤلمة الأخرى.
- يمكن للمشتتات مثل استخدام صوت مهدئ أو موسيقى أو قصص أو أغانٍ أن تشتت انتباه الرضيع بعيداً عن الألم أو الإجراء.
- إن وضع الأطفال الرُّضَّع في طريقة أكثر احتواءً ودفئاً يمكن أن يكون مريحاً للغاية.
- يمكن أن يكون القيام برعاية الكنغر أو ملامسة الجلد للجلد أمراً مهدئاً للغاية ويخفف الألم، «الاتصال الجلدي المباشر بينك وبين طفلك، حيث تتم تغطية كل منكما ببطانية»
- يساعد الفرك أو التدليك اللطيف على استرخاء العضلات والأعصاب التي ترسل رسائل الألم إلى الدماغ، وبالتالي لا يشعر الدماغ بالألم كثيراً.
- تقميط طفلك، حيث ينصح الأطباء بأن يكون القمط لحديثي الولادة فقط ولفترة لا تمتد لأكثر من أربعة إلى خمسة أسابيع؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى مشاكل في نمو الطفل
- الرضاعة الطبيعية؛ فهي تهدئ الطفل أو الطفلة. بفضل الميلاتونين الموجود في الحليب، الذي يرتفع مستواه ليلاً؛ تساعد الرضاعة الطبيعية على التعرف إلى الفرق بين النهار والليل، ما يمنع الطفل من الارتباك.
- قومي بالتهدئة اللمسية «مداعبة رأس طفلك وظهره برفق»، واسمحي لطفلك بمسك إصبعك.
- قومي بتغيير الحفاضات؛ لأن الطفل يتضايق من التسربات المتكررة، وهي علامة على أن الحفاضة صغيرة جداً ولا تتناسب بشكل صحيح. راقبي بقعاً حمراء على جلد المولود: إذا لاحظت علامات حمراء أو فجوات على فخذي طفلك أو خصره بعد إزالة الحفاض؛ فقد يكون الحفاض ضيقاً للغاية، وقد حان الوقت لزيادة المقاس.
متى أستطيع أن أعطي طفلي دواءً لتسكين الألم؟
يمكنك إعطاء طفلك أدوية مثل الباراسيتامول والإيبوبروفين لتخفيف الأعراض مثل الألم أو الحمى على المدى القصير. وعلى الرغم من أنها لن تزيل سبب الألم؛ فإنها ستجعل طفلك يشعر بالراحة وينام بشكل أفضل، ولكن حسب الجدول الطبي الآتي:
- يمكن إعطاء الباراسيتامول من عمر شهر واحد، كل 4 إلى 6 ساعات بالجرعة الصحيحة «على أساس العمر والوزن»، ولكن ليس أكثر من 4 مرات في 24 ساعة.
- يمكن إعطاء الإيبوبروفين من عمر 3 أشهر، كل 6 إلى 8 ساعات بالجرعة الصحيحة «بناءً على العمر والوزن»، ولكن ليس أكثر من 3 مرات في 24 ساعة. إذا كان طفلك يعاني من اضطراب النزيف؛ فلا تعطيه الإيبوبروفين.
- لا تعطي طفلك الإسبرين أبداً، إلا إذا أوصى طبيبك بذلك على وجه التحديد.
- من المهم التأكد من إعطاء طفلك الجرعة الصحيحة من مسكنات الألم لأقصر فترة ممكنة. اقرئي التعليمات الموجودة على العبوة بعناية؛ حيث إن الكمية التي يحتاجها طفلك ستكون محددة لعمر طفلك ووزنه وقوة التركيبة التي تشتريها. إن إعطاء طفلك كمية زائدة من الدواء أو إعطاءه بشكل متكرر قد يكون ضاراً.
- يمكن وضع كريم التخدير، مثل الليدوكايين 4%، على الجلد لتخديره قبل إجراء الإبر مثل البدء في الحقن الوريدي أو سحب عينة من المعمل أو الحقن. يجب أن يظل الكريم على الجلد لمدة 30 دقيقة على الأقل حتى يعمل بشكل أفضل ويساعد في تقليل الانزعاج الناتج عن الإبر. لا يُستخدم الكريم عادة مع الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 37 أسبوعاً من الحمل. «راجعي نشرة التعليمات، "كريم التخدير"».
- المواد الأفيونية هي أدوية قوية تُستخدم لعلاج الآلام المتوسطة إلى الشديدة، وغالباً ما تُستخدم بعد الجراحة. يمكن إعطاؤها عن طريق الوريد أو تناولها عن طريق الفم. يمكن أن يكون للمواد الأفيونية آثار جانبية مثل الحكة والغثيان والإمساك. غالباً ما يشعر الرُّضَّع بالنعاس وقد يتباطأ تنفسهم. في بعض الأحيان يتم استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أو الأسيتامينوفين والمواد الأفيونية معاً. لمنع الإمساك؛ قد يحتاج طفلك إلى المزيد من السوائل عن المعتاد، أو ملين البراز.
- بعد عودة طفلك إلى المنزل، اتبعي تعليمات الطبيب حول إعطاء مسكنات الألم للمولود. أعطي الدواء بمجرد بدء الألم؛ فالألم الشديد يصعب التخلص منه. تأكدي من إعطاء الدواء قبل النوم لمساعدة طفلك على النوم بشكل مريح. هناك بعض الأدوية التي يجب إعطاؤها على مدار الساعة. سيخبرك طبيبك بالجدول الزمني لذلك إذا لزم الأمر.
- واتصلي بالطبيب إذا لم يساعد الدواء في تخفيف الألم، أو إذا تفاقم الألم. إذا اتصلت بالطبيب بشأن الألم؛ فقد يسألك عما إذا كان طفلك يعاني من الحمى، ومدى شدة الألم بناءً على تصرفات طفلك، وكيف يبدو الجرح أو موقع الجراحة «إن وُجد».
هل تراقبين أعراض الألم لدى الرضيع؟
* ملاحظة من «الخليج 365»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.