كتبت: ياسمين عمرو في الخميس 26 ديسمبر 2024 01:19 مساءً - اضطرابات الأكل عند الأطفال -من 9 إلى 16 عاماً- من الحالات الصحية الخطيرة التي تؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية، وتشمل هذه الحالات مشكلات في طبيعة تفكير الطفل في الطعام والأكل والوزن والشكل، ومشكلات في سلوكيات الأكل، ما يؤثر في النهاية على صحة وعواطف وقدرات الطفل العملية في جوانب حياته الدراسية والاجتماعية والشكلية، وفي حال لم تُعالَج اضطرابات الأكل علاجاً فعالاً، فقد تتحول إلى مشكلات طويلة الأمد.
اللقاء مع أستاذة الطب النفسي الدكتورة مايسة بيومي؛ للتعرف إلى أعراض اضطرابات الأكل وأسبابه، وسبل الوقاية أو التعامل معه.
معلومات تهمك
أكثر اضطرابات الأكل شيوعاً هو فقدان الشهية واضطراب نَهَم الطعام، والنهم (الشهية المفرطة).
لا يعتقد الكثير من المصابين باضطرابات الأكل أنهم بحاجة إلى العلاج، ولا يدركون مدى حدة الأعراض.
الشعور بالذنب والخجل غالباً يمنعان الأشخاص من طلب المساعدة، ما يؤدي إلى الاستمرار في سلوكيات أكل خطيرة.
تركيز اضطرابات الأكل على الوزن وشكل الجسم والطعام فقط؛ تؤثر في القدرة على الحصول على التغذية التي يحتاجها الجسم.
اضطرابات الأكل قد تسبب أضراراً بالقلب والجهاز الهضمي والعظام والأسنان والفم.
اضطرابات الأكل تؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى؛ مثل الاكتئاب والقلق وإيذاء النفس والأفكار والسلوكيات الانتحارية.
استخدام العلاج المناسب يمكنه أن يعود بالطفل إلى عادات الأكل الصحية وتعلم طرق صحية للتفكير في الطعام وشكل الجسم.
أسباب اضطرابات الأكل عند الأطفال
لا يزال السبب الدقيق لاضطراب الأكل غير معروف، ولكن هناك أسباب مختلفة، مثل:
العوامل الوراثية: يزداد احتمال حدوث اضطرابات الأكل عند الأشخاص الذين سبق وتعرَّض آباؤهم أو أشقاؤهم لاضطرابات الأكل.
العوامل الحيوية: مثل التغيرات في المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ، قد تؤدي دوراً في الإصابة باضطراب الأكل.
مشكلات الصحة العقلية: تزيد من احتمالات الإصابة باضطراب الأكل، مثل: الإصابة الجسدية والقلق والاكتئاب أو اضطراب الوسواس القهري، وغيرها من مشكلات الصحة العقلية الأخرى.
اتباع نظام غذائي والجوع: تكرار اتباع نظام غذائي يعد أحد عوامل الخطورة المرتبطة باضطراب الأكل، خاصةً مع زيادة الوزن ونقصانه باستمرار، وفي حالة الدخول في أنظمة غذائية جديدة والخروج منها.
التعرض سابقاً للتنمر بسبب الوزن: يزداد احتمال حدوث مشكلات متعلقة بالأكل واضطرابات الأكل لدى الأشخاص الذين سبق وتعرضوا للمضايقة أو التنمر بسبب الوزن.
القلق والتوتر: سواء كان بسبب الانتقال لمنزل أو مدرسة جديدة، أو مشكلة عائلية، أو مشكلة بسبب علاقة، فيمكن أن يجلب هذا التوتر، الذي قد يزيد من خطر الإصابة باضطراب الأكل.
التنمر: ظاهرة تمس الطفل وتؤلم الآباء
أعراض اضطرابات الأكل
- فقدان الشهية، يُطلق عليه أيضاً فقدان الشهية العصبي، يمكن أن يشكّل اضطراباً في الأكل، ويتضمن انخفاض وزن الجسم بشكل غير صحي، وخوفاً شديداً من زيادة الوزن.
- النهم (الشهية المفرطة)، ويعرف أيضاً باسم الشره العصبي، هو حالة من حالات اضطراب الأكل الخطيرة والمهددة للحياة أحياناً، وتتسم بنوبات من الإسراف في الأكل.
- تقليل الأكل تقليلاً حاداً، لفترات زمنية، وغالباً يؤدي ذلك إلى رغبات أقوى في الإسراف في الأكل ثم إفراغ المعدة.
- تناول الطعام بكميات كبيرة للغاية، خلال وقت قصير، لدرجة لا يمكنهم التحكم في الأكل ولا يمكنهم التوقف.
- إفراغ المعدة للتخلص من السعرات الحرارية، وتحدث بعد الأكل وبدافع من الشعور بالذنب أو الخجل، أو الخوف الشديد من زيادة الوزن.
- اضطراب نهم الطعام، يتضمن اضطراب نهم الطعام، تناول الطعام خلال فترة زمنية قصيرة، لكن هذه الحالة لا يتبعها إفراغ المعدة.
- يأكل الطفل بشكل أسرع، أو يأكل طعاماً أكثر مما كان مخططاً له، حتى في حال عدم الشعور بالجوع.
- الشعور بالإحراج، قد يؤدي إلى تناول الطعام وحيداً لإخفاء حالة النهم، وعادةً تحدث نوبة جديدة من النهم مرة واحدة في الأسبوع.
- اضطراب تجنُّب/تقييد تناول الطعام، ويعني تناوُل الطعام بكميات محدودة للغاية أو عدم تناول أطعمة معينة، بشكل لا يكون كافياً لتلبية الحد الأدنى من احتياجات التغذية اليومية.
- مشكلات في النمو والتطور وأداء مهام الحياة اليومية، أو قد يشعرون بالقلق بشأن ما يمكن أن يحدث عند تناول الطعام.
- اضطراب تجنب/تقييد تناول الطعام أكثر شيوعاً بين الأطفال الصغار، وقد يؤدي إلى فقدان كبير في الوزن، وسوء بالتغذية ومشكلات صحية كبيرة.
متى تذهبين بالطفل إلى الطبيب؟
قد يجد الطفل صعوبة في السيطرة على اضطراب الأكل أو التغلب عليه بمفرده، وكلما حصل على العلاج مبكراً؛ زاد احتمال تعافيه التام. يمكن أن يعاني البعض أحياناً من مشكلة في سلوكيات الأكل التي تتشابه مع بعض أعراض أحد اضطرابات الأكل.
مضاعفات اضطرابات الأكل عند الأطفال
تسبب اضطرابات الأكل مجموعة كبيرة من المضاعفات، بعضها يهدد الحياة. وكلما زادت شدة اضطراب الأكل أو طالت مدته؛ زاد احتمال ظهور مضاعفات خطيرة له. وتتضمن ما يلي:
- مشكلات صحية خطيرة.
- الاكتئاب والقلق.
- أفكار أو سلوكيات انتحارية.
- مشكلات في نمو الطفل وتطوره.
- مشكلات اجتماعية ومشكلات في العلاقات.
- مشكلات في الدراسة.
- الوفاة.
علامات تحذيرية
- تخطي تناول وجبات أو الأطعمة الخفيفة بينها، أو تقديم الأعذار لعدم تناول الطعام.
- اتباع نظام غذائي محدود للغاية لم يصفه اختصاصي طبي متمرس.
- التركيز كثيراً على الطعام أو النمط الغذائي الصحي، ما يدفعه لعدم المشاركة في الفعاليات المعتادة، مثل المآدب الرياضية أو تناول كعك أعياد الميلاد، أو تناول الطعام خارج المنزل.
- إعداد وجبات خاصة بدلاً من تناول الطعام الذي تتناوله العائلة.
- الانسحاب من الأنشطة الاجتماعية المعتادة.
- القلق أو الشكوى المتكرران والمستمران من اتباع عادات غير صحية أو الزيادة المفرطة في الوزن والتحدث عن إنقاص الوزن.
- فحص القوام بشكل متكرر في المرآة؛ اعتقاداً بوجود عيوب فيه.
- تناول كميات كبيرة من الأطعمة بشكل متكرر.
- استخدام المكمّلات الغذائية أو المليّنات أو المنتجات العشبية لإنقاص الوزن.
- ممارسة التمارين الرياضية بمعدل أكبر كثيراً مما يفعله الشخص العادي، ويشمل عدم أخذ أيام راحة عند التعرض لإصابات أو الإصابة بأمراض.
- وجود مشكلات متعلقة بفقدان مينا الأسنان التي قد تكون علامة على القيء المتكرر.
- التحدث عن الاكتئاب أو الاشمئزاز أو الخجل أو الشعور بالذنب بسبب العادات الغذائية.
- تناوُل الطعام سراً.
طرق للمساعدة لتطوير السلوكيات للأفضل
تجنبي اتباع نظام غذائي أمام طفلك: قد تؤثر عادات تناول الطعام العائلي في الروابط التي يطورها الأطفال مع الطعام، وتناول وجبات الطعام معاً يتيح لك معرفة الكثير عن طفلك.
تحدثي إلى طفلك: يوجد العديد من مواقع الويب ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى التي تروج لأفكار خطيرة، مثل اعتبار فقدان الشهية خياراً لنمط الحياة، وليس اضطراباً في الأكل.
شجعي وعززي صورة الجسم السليمة لدى طفلك: مهما كان شكله أو حجمه. تحدثي إلى طفلك حول صورته الذاتية، وطمئنيه بأن أشكال الجسم قد تتنوع.
لا تنتقدي جسمك أمام طفلك: قد تساعد رسائل القبول والاحترام على بناء التقدير الذاتي الصحيح للنفس، ما يمكّن أيضاً من بناء القدرة على التكيف.
اطلبي المساعدة من الطبيب المعالج لطفلك: في زيارات المتابعة الصحية لطفلك، قد يتمكن الأطباء من تحديد المؤشرات المبكرة لاضطرابات الأكل.
* ملاحظة من "الخليج 365": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج عليك استشارة طبيب متخصص.