الخليج ٣٦٥ نت – عقب أكثر من عقد في قمة واحدة من أهم صانعات السيارات الفاخرة في التاريخ، يتقاعد ديتر زيتشه من منصبه كالمدير التنفيذي لدايملر مالكة مرسيدس يوم الأربعاء، عقب رحلة حافلة امتدت لـ 43 عاماً نظم وبسط فيها أعمال الشركة وزاد من ربحيتها وأنهى التحالف الفاشل مع كرايسلر، ما أعادها للمرتبة الأولى عالمياً في مجال السيارات الفاخرة.
ثابت واحد لم يتغير خلال هذه الأعوام: شاربه العتيد.. وقد بدأ زيتشه صعوده الفعلي في 2000 عندما تم إرساله لأمريكا لإصلاح كرايسلر، والتي كانت جزءاً من تحالف غريب وغير مستقر مع دايملر، ليشرف على طرح موديلات مثل دودج كارفان وجيب ليبرتي.
لاحقاً، ارتقى زيتشه لرئاسة دايملر ليقوم بفصل كرايسلر بشكل نهائي.. وقد عانت الشركة الألمانية في أعوامها الأولى تحت زيتشه مع تصاعد المنافسة من اودي وبي ام دبليو التي أصبحت أكبر صانعة سيارات فاخرة بالعالم، بينما عانت مرسيدس من قلة تنوع موديلاتها، خاصة الـ SUV.
مع ذلك أثبت زيتشه خطأ النقاد والمشككين مع تعافي مبيعات دايملر بقوة بفضل اعتماده على لغة تصميم أكثر جراءة، ويمتد نجاح دايملر تحت زيتشه إلى الفورمولا 1، والتي حققت الشركة فيها خمس انتصارات مع لويس هاملتون.
منذ أعوام واجهت صناعة السيارات الألمانية واحدة من أسوأ أزماتها مع فضيحة الديزل التي عصفت بفولكس فاجن، مع انتقال الاتهامات لدايملر ضمن آخرين، وقد استدعت الحكومة الألمانية زيتشه بجانب فرنائه المديرين لفولكس فاجن وبي ام دبليو لمناقشة الأزمة، لينكر زيتشه اتهامات التلاعب بانبعاثات المحركات بشكل كامل وثابت.
ويترك زيتشه، أحد أكثر الشخصيات المعروفة والمقدرة من الجميع في عالم السيارات، منصبه في اجتماع سنوي في الثاني والعشرين من مايو في برلين، ليحل محله اولا كالينيوس.. هو فجر جديد للشركة الألمانية، مع كون كالينيوس السويدي أول شخص غير ألماني يقود الشركة في سابقة من نوعها، ولكنه يعلم الشركة جيداً إذ صعد في مراتبها ببطء وثبات من 1995، وينوي زيتشه العودة إلى رئاسة مجلس دايملر الإشرافي في 2021 بعد قضاءه فترة استراحة تستمر سنتين.