الرياص - اسماء السيد - "الخليج 365" من واشنطن: أظهرت صور حرائق أميركا أضراراً لا حصر لها، بعدما أسفرت النيران عن مقتل 16 شخصاً على الأقل. كما أتت على أحياء بأكملها في لوس أنجليس وحوَّلتها لأنقاض، ودمَّرت ما يصل إلى 10 آلاف مبنى.
وترصد الأقمار الاصطناعية حجم الدمار من الأعلى؛ إذ التقطت شركة «ماكسار تكنولوجيز» صوراً لعدة مناطق في لوس أنجليس قبل الحريق، وصوراً أخرى للمناطق نفسها بعده.
وأظهرت صورة التُقطت بالأقمار الاصطناعية المنازل قبل الحرائق في ألتادينا بولاية كاليفورنيا، وأظهرت صورة أخرى المنازل بعد الحرائق، الأولى التقطت في 6 يناير (كانون الثاني) الحالي، والثانية في 10 من الشهر نفسه، وفق «ماكسار».
وأرغمت الحرائق الكثيرة المستعرة في محيط لوس أنجليس منذ الثلاثاء، أكثر من 150 ألف شخص على مغادرة منازلهم.
كما أظهرت صور أخرى منازل في منطقة باسيفيك باليساديس قبل حريق باليساديس، تم التقاطها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) 2024، وأظهرت صور أخرى المنازل بعد الحريق في 9 يناير الحالي.
ونشرت شركة «ماكسار تكنولوجيز» صورة التقطتها في 8 يناير 2025 لحي أثناء حريق إيتون في ألتادينا بكاليفورنيا، وصورة ثانية في 6 يناير 2025 قبل الحريق، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
وقال مسؤولون إن على مدار الساعات الأربع والعشرين الماضية، أتت الحرائق على مساحة ألف فدان أخرى، والتهمت مزيداً من المنازل.
كما أظهرت صور أخرى منازل وشركات على طول طريق ساحل المحيط الهادئ، بالقرب من متنزه تونا كانيون في ماليبو، بولاية كاليفورنيا.
وملخص الصور التي تقارن بين قبل وبعد الحرائق الكارثية تقول إن لجحيم أصبح ضيفاً ثقيلاً على المدن والأحياء التي تعد جنة للترفيه والحياه في كاليفورنيا بصفه عامة.
تدمير 12 ألف بناية
وقال مسؤولون في إدارة الإطفاء إن الحرائق ألحقت أضراراً أو دمرت 12 ألف بناية. وتشير تقديرات إلى أن 13 على الأقل في عداد المفقودين.
وفي أحدث رد فعل، انتقد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الأحد، المسؤولين في ولاية كاليفورنيا، في وقت يواصل فيه رجال الإطفاء مكافحة الحرائق المستعرة. وكتب ترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي «تروث سوشيال»: «الحرائق لا تزال مشتعلةً في لوس أنجليس. والسياسيون غير الأكفاء ليس لديهم أي فكرة عن كيفية إخمادها».
وأضاف: «إنها واحدة من أسوأ الكوارث في تاريخ بلادنا. إنهم لا يعجزون ببساطة عن إخماد الحرائق. ماذا جرى لهم؟»، مشيراً إلى أن «الموت في كل مكان».
ورغم جهود آلاف عناصر الإطفاء لاحتواء النيران، فإن حريق باسيفيك باليسايدس اتسع، السبت، إلى شمال غربي لوس أنجليس، وبات يهدد وادي سان فرناندو المكتظ بالسكان، فضلاً عن متحف غيتي وأعماله الفنية التي لا تُقدَّر بثمن.
أسوأ كارثة في تاريخ أميركا
أعلن حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم اليوم الأحد أن حرائق لوس أنجلوس قد تكون أسوأ كارثة في تاريخ الولايات المتحدة من حيث الدمار والتكاليف.
وقال نيوسوم في مقابلة مع شبكة NBC ردا على سؤال أحد الصحافيين حول هذا الموضوع: "أعتقد أن الأمر سيكون كذلك من حيث التكلفة ومن حيث حجم ونطاق الدمار".
وأشار إلى أن حريق توبس في خريف عام 2017 دمر 5600 منزل، وحريق كامب في عام 2018 دمر 18 ألف وحدة سكنية. ومات حينها 80 شخصا. مضيفا أنه تم حتى الآن تأكيد مصرع 13 شخصا جراء حرائق الغابات في كاليفورنيا، ولكن من المرجح أن يرتفع عدد الضحايا.
وأضاف: "لدينا فرق بحث وإنقاذ وكلاب بوليسية تعمل، ومن المرجح أن يكون هناك المزيد من القتلى"، مؤكدا أن أرقام الضحايا يجري توضيحها حاليا.
كما أعرب نيوسوم عن قلقه بشأن الظروف الجوية التي قد تجعل من الصعب مكافحة الحرائق.
وتابع: "مهمتنا الرئيسية هي ضمان سلامة الناس وحماية الممتلكات، بينما نركز على السيطرة على حدود الحرائق".
وأضاف أنه من المتوقع أن تشهد المنطقة هبات رياح تتجاوز سرعتها 50 ميلا في الساعة ليلة الأحد ويوم الاثنين، مما يجعل الوضع أكثر صعوبة.
وأشار إلى أن السلطات الحكومية تعمل على إعادة توزيع الموارد على المناطق الأكثر تضررا، متابعا: "نحن لا نركز فقط على الحرائق المشتعلة حاليا، بل نتوسع في المزيد من المقاطعات لمعالجة التهديد".