اخبار العالم

تقرير إسرائيلي حول إقالة عباس كامل بسبب "خداع الشاباك"

الرياص - اسماء السيد - بعد نحو شهرين ونصف من إقالة رئيس جهاز المخابرات العامة المصري السابق، عباس كامل، من منصبه، عاد اسمه على مواقع التواصل الاجتماعي ليثير جدلاً من جديد بعد أن بثت القناة 14 الإسرائيلية تقريرا بشأنه.

ورغم أن قرار الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أثار الجدل حينها بين كثيرين اعتبروا أن كامل كان "الرجل الثاني في الدولة، بسبب علاقته وقربه الشديد من الرئيس"، ووصفه البعض الآخر بأنه "ظل الرئيس"، أو "مخزن أسرار السيسي"، إلا أن سبب الجدل هذه المرة مختلف.

فقد أدى تقرير بثته القناة 14 الإسرائيلية بعنوان "هل يخدع رئيس المخابرات المصرية رئيس الشاباك منذ سنوات؟"، إلى تفاعل مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي مع ما جاء به التقرير.

وكان التقرير قد تحدث عن "لقاءات سرية"، عقدت بين كامل، ورونان بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك)، على مدار ثلاث سنوات، بدءاً من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2021، وزادت وتيرتها بشكل كبير عام 2024، على خلفية المفاوضات الرامية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقا لما ذكره التقرير.

وأشار التقرير الإسرائيلي أيضا إلى أنه بعد نحو أسبوعين من إقالة عباس، "اعتقلت أجهزة الأمن الإسرائيلية ضابطاً كبيراً في المخابرات الإسرائيلية".

وبحسب ما ورد في التقرير، فإن اعتقال الضابط جاء بسبب عضويته في مجموعة على تطبيق واتساب، قالت إن "إسرائيل كانت أسيرة (فيما يتعلق بالمفاوضات) لتصورات جهة إقليمية، ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية، ولكن على ما يبدو مصر أو تحديداً عباس كامل"، حسب التقرير.

وكتب حساب يحمل اسم (slymnhmdyzhrn) على منصة فيسبوك: "بعد شهرين على إقالته، عاد الرئيس السابق لجهاز #المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، إلى الواجهة، مع تقارير تربط الإقالة بتعامله مع #إسرائيل".

يشار إلى أن آخر اجتماع بين الرجلين كان في أغسطس/ آب 2024، وحدث بعدها في منتصف أكتوبر/ تشرين الثاني إقالة عباس كامل بشكل مفاجئ.

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن "رؤساء أجهزة المخابرات في إسرائيل والولايات المتحدة كانوا غاضبين من المسؤول المصري بعد تصرفاته... في قضية إطلاق سراح المختطفين"، ما أعطى انطباعاً لدى البعض بأن الرجل ربما يكون "قد أقيل من منصبه، بطلب من إسرائيل والولايات المتحدة"، وفق التقرير الإسرائيلي.

وطالب المستخدم الذي يحمل اسم "محمد محمد" على منصة فيسبوك، الجهات الرسمية المصرية بالرد على التقرير الإسرائيلي، وكتب: "إذا كانت هذه أكاذيب، لماذا لا يظهر مسؤول مصري يرد ويوضح هذا الأمر؟".

لكن رأى صاحب الحساب الذي يحمل اسم (Alaa Mohamed) "يعني لما كان موجود قولتو أصله ميقدرش يشيله علشان ده خزنة الأسرار، ولو مشي هيفضح الدنيا، ولما اتشال تبقي إسرائيل اللي طلبت، انتو مش لاقين حاجه تقولوها".

وفي وقت قال فيه (ٍسامان علي) عبر حسابه على منصة فيسبوك أيضاً "الحقيقة انه سلم السنوار للكيان"، وذلك في إشارة لمقتل زعيم حركة حماس الفلسطينية، يحيى السنوار، على يد الجيش الإسرائيلي. علق (Muhammed Shehata) على منشور مشابه بالقول: "الخبر بيقول إن عباس كامل طلع راجل محترم وتقريبا عمل حوار ع الصهاينه علشان يكسب وقت فى حوار الأسرى، و جند حد من الصهاينه زى ما حصل من الملحق العسكرى المصرى فى تل ابيب قبل كده، وانه جند أعضاء فى الشاباك لحسابنا".

وتساءل حساب Amr Abd El Aziz عبر فيسبوك : "يعني اسرائيل طلبت مننا نشيله واحنا نفذنا!".

لكن كتب حساب Mohamid Samir Kamil عبر ذات المنصة "والله بلاش فتي، رؤساء اجهزه المخابرات في العالم بيبقى ليه مهمة في رئاسه الجهاز محدده المهمه تخلص بيتبدل ويجي غيره يكمل مهمة، هي دي القصه، دي ما بتبقاش اقاله.. الراجل جاي لمهمه خلصت جه غيره لمهمه ثانيه ودي حاجه معروفه في كل أجهزه المخابرات في العالم، كل مهمة لها رجال، المهمة تخلص الرجال تتغير مش إسرائيل بقى وإقاله والحوارات دي...".

وعلى منصة إكس- تويتر سابقاً، كتب حساب الحرية للشعوب: "إسـ ـرائـ ـيل طلبت من السيسي إقالة رئيس المخابرات السابق عباس كامل بسبب 'تصرفاته' في قضية إطلاق سراح الأسرى من غـ ـزة، وجاءت الإقالة بعد الاجتماع السري الأخير في 22 أغسطس 2024 مع رئيس الشـ ـابـ ـاك الإسـ ـرائـ ـيلي رونان بار وفقا للقناة الـ14 الإسـ ـرائـ ـيلية".

يذكر أن عباس كامل أقيل يوم 16 من أكتوبر/ تشرين الأول 2024، بينما أعلنت إسرائيل عن مقتل السنوار في اليوم التالي، الخميس 17 أكتوبر/ تشرين الأول، وأكدت حماس مقتله يوم 18 أكتوبر/ تشرين الأول.

وكتب حساب Boulanoir Aissa عبر فيسبوك : " هي من وضعت نهاية حكمه"، بعد أن نشرت تقارير إعلامية لم يتسن لـ بي بي سي التحقق منها، أن الرياض كانت وراء إقالته، دون تقديم توضيحات. لكن غداة زيارة خاطفة ومفاجئة، قام بها إلى القاهرة.

بينما علق حساب Zaghrof_Oghlo عبر حسابه على منصة إكس، على التقرير الإسرائيلي بالقول "شهادة كبيرة فى حق عباس كامل هنيئا له بها".

لكن قال حساب (كاردانو مصر) عبر إكس أيضاً: "عباس كامل نفذ تعليماتكم (تعليمات إسرائيل) حرفياً بطلوا تأفلموا علينا".

وكتب حساب Mohamed Hassona: "ده تم اقالته بسبب فضيحة السناتور الامريكى بوب ميننديز، وإقاله عباس كامل كانت خساره للإسرائيليين بلاش شغل مسلسل الاختيار ده".

كان اسم عباس كامل قد ورد ذكره في فضيحة رجل الأعمال المصري، وائل حنا، والسيناتور الأمريكي روبرت ميننديز. وأدين عضو مجلس الشيوخ عن ولاية نيوجيرسي السيناتور الأمريكي، بوب مينينديز، في يوليو/ تموز الماضي بـ 16 تهمة مرتبطة بالفساد وقبول رشاوى، بما في ذلك سبائك ذهب وسيارة مرسيدس، مقابل مساعدة حكومات أجنبية، من بينها تقديم تسهيلات للحكومة المصرية بشكل غير قانوني.

المستخدم "محمد الأسودي الأسودي" له رأي آخر، وكتب: "خائفين من عباس كامل اذا حصلت ثورة في مصر والمتوقع انه بيحصل راح يمسك بزمام الأمور، عباس كامل دام اسرائيل لا تريده معناه الرجل في طريق الحق".

وفي منشور آخر على فيسبوك كتب حساب Naji EL Minawi: "اللـواء #عباس_كامل لـم يتـم إقالتـه ولا تنحيتـه ولا حتى هـوه طلـب إنه يرتاح ولا أي كـلام فـارغ من اللى بيتقـال وبتروج لـه فئـات ضـالـة. اللـواء عباس كامل تـم ترقيتـه وتوكيلـه وتكليفـه بمهمـة منصـب جديـد يليق بقيمتـه وقيمـة ما قدمـه للدولـة المصـريـة وجهـاز مخابراتهـا وهو تكليفـه بالمنـاصـب الاتيـة : وهي مستشـار رئيـس الجمهورية و [[ ومنسـق عـام للأجهـزة الأمنيـة والمبعـوث الخـاص لرئيـس الجمهورية".

وكتب حساب "مزيد – Mazid" على فيسبوك: "تقرير للقناة الـ14 الإسرائيلية يكشف أن إقالة رئيس المخابرات السابق #عباس_كامل من منصبه جاء بطلب من #إسرائيل ". فيما علق حساب Ahmed Ashraf Abdulaleem: "والناس مطلوب منها تاخد الصحيفه دي مرجع وتصدقها صح ونحكم كمان، امال عدو ازاي هما يكتبو ال هما عاوزينه المهم احنا منصدقش عدونا مش هيتحكم فينا".

من هو عباس كامل؟

ولد عباس كامل عام 1957، وتخرج في الكلية الحربية ضابطاً في سلاح المدرعات عام 1978. ثم التحق كامل بالمخابرات الحربية المصرية، وتدرج فيها حتى صار مديراً لمكتب السيسي حين كان الأخير رئيسا للمخابرات الحربية، ثم وزيرا الدفاع، قبل أن يصير مديرا لمكتبه في رئاسة الجمهورية أيضا.

ويوصف كامل بأنه "كاتم أسرار السيسي"، بسبب قربه من الرئيس المصري، ومرافقته له لمدة طويلة في مختلف المناصب التي تولاها السيسي.

وعباس كامل هو الرئيس الـ26 للمخابرات العامة، أحد الأجهزة التي يطلق عليها صفة "السيادية" في مصر، مثل جهازي المخابرات الحربية والأمن الوطني "أمن الدولة سابقاً".

وتولى عباس كامل تسيير أعمال جهاز المخابرات العامة منذ يناير/ كانون الثاني عام 2018، ثم تولى منصب رئيس الجهاز رسميا في يونيو/ حزيران من العام نفسه، إلى أن تمت إقالته في 16 من أكتوبر/ تشرين من عام 2024، إذ عينه السيسي مستشاراً للرئيس، ومنسقاً عاماً للأجهزة الأمنية ومبعوثاً خاصاً لرئيس الجمهورية، في خطوة يعدها كثيرون في مصر إزاحة له وإبعاداً عن المجال العام.

Advertisements

قد تقرأ أيضا